23
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

الشرع صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ؛ و ذلك لأنّ حُسنَ الخَلق إذا لم يُشفَع بحُسن الخُلق كان منقوصا مذموما، و قد تَقدّم الكلام في حُسن الخُلق.

و فائدة الحديث: تفضيل۱ حُسن الخُلق، و إعلام أنّ حُسن الخُلق زائد على كلّ حسن.

و راوي الحديث: الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهماالسلام.

۶۳۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ مَولَى القَومِ مِن أَنفُسِهِم.۲

«المَولى» يَشتمل على الصَّديق /۳۶۱/ و الوليّ و الأولى و الحليف و المُعتِق و المُعتَق۳ و ابن العمّ، إلى غير ذلك. و۴ معنى المولى هنا۵ المولى الّذي يُواليك و يَليك في الخدمة و الصحبة.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مولى القوم معدود مِن أنفس القوم، فينبغي أن يُحترَم احترامَ القوم فيراعى مراعاتَهم. و يَحتمل أن يكون المعنى أنّه ينبغي للمولى أن يسعى في شغل القوم، و يَخِفَّ في حاجاتهم ؛ فإنّه منهم، و الأوّل هو الوجهُ.۶

و روي عنه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ مولى القوم و حَليفَ القوم منهم،۷ و ابن اُخت القوم منهم.۸

1.. «ألف» : تفضّل .

2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۰۹ و ۱۱۰ ، ح ۹۸۷ و ۹۸۸ ؛ مسند أحمد ، ج ۶ ، ص ۸ و ۱۰ و ۳۹۰ ؛ صحيح البخاري ، ج ۸ ،ص ۱۱ ؛ سنن أبي داود ، ج ۱ ، ص ۳۷۳ ، ح ۱۶۵۰ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۲ ، ص ۱۵۱ . معاني الأخبار ، ص ۴۰۵ ؛ الغارات ، ج ۲ ، ص ۸۲۱ ؛ الأمالي للطوسي ، ص ۴۰۳ ، ح ۴۷ ؛ الغيبة للطوسي ، ص ۱۹۱ ، ح ۱۵۳ .

3.. «ب» : ـ و المعتق .

4.. «ب» : ـ و .

5.. «ألف» : هذا .

6.. و المعنى الآخر أنّه يلزم أو يرجح أن يكون مولى القوم و رئيسهم منهم لا من غيرهم ؛ و في هذا فوائد كثيرة ، كما قالتعالى : «هُوَ الَّذِى بَعَثَ فِى الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ» ؛ الجمعة ۶۲ : ۲ .

7.. في المصادر : حليف القوم منهم ، و مولى القوم منهم .

8.. المعجم الكبير للطبراني ، ج ۱۷ ، ص ۱۲ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۱ ، ص ۱۹۵ ؛ فتح الباري ، ج ۶ ، ص ۴۰۲ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۰ ،ص ۳۲۶ ، ح ۲۹۶۴۴ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
22

مكرُمة و معونة. و ليس عنده مَفعُل مِن أبنية الأسماء۱. و «الخُلُق»: السجيّة، و قد تقدّم الكلام فيه.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ الأخلاق المحمودة و السجايا المرضيّة من أعمال أهل الجنّة الّذين هم أولياء اللّه‏ عزّ و جلّ، و الخُلق هنا هو الّذي يكتسبه العبدُ و يُدرِّج إليه نفسَه، و يكلّفها التخلُّقَ به ؛ لأنّ ما يكون من أفعال اللّه‏ تعالى لا يكون العبدُ به محمودا و لا مذموما كالسواد و البياض و الطول و القِصَر، فمِن الأخلاق الحسنة ما يَهتدي إليه الإنسانُ بعقله، و منها /۴۰۲/ ما لا يَهتدي إليه إلاّ بشارع و هادٍ، و لذلك قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: بُعثتُ۲ لاُتمِّمَ مكارمَ الأخلاق.۳

و فائدة الحديث: إعلام أنّ الأخلاق الحميدة و التطبّع بها من أعمال أهل الجنّة الّتي مَن تَكَلَّفَها دَخَلَ الجنّة.

و راوي الحديث: أنس بن مالك. و روي أنّه مَرِض فعادَه بعضُ إخوانه، فقال لجاريته: يا جارية، هَلُمّي لإخواننا شيئا و لو كَسْرا ؛ فإنّي سمعت رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يقول...۴ و ذكر الحديث.

۶۳۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ أَحسَنَ الحُسْنِ۵ الخُلقُ الحَسَنُ.۶

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أحسَنُ الحُسنِ۷ حُسنُ الخُلق. فحَذَفَ المضافَ، و لَعَمري إنّه كما يقول صاحب

1.. «ألف» : الأنبياء . و في المصدر : «الكلام» بدل «الأسماء» . راجع : الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۰۲۱ ، ذيل مادّة «كرم» .

2.. في المصادر : إنّما بعثت .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱۰ ، ص ۱۹۳ ، ح ۱۱۶۵ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۱۰ ، ص ۱۹۲ ؛ الاستذكار ، ج ۸ ، ص ۵۷۶ ، ذيلح۱۸۶۴؛ التمهيد لابن عبد البرّ، ج۱۶، ص۲۵۴.

4.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۰۸ ، ح ۹۸۵.

5.. «ألف» : الخلق . و في «ب» : «الحُسن» بضمّ الحاء ، و «الحَسَن» أيضا صحيح .

6.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۰۸ ، ح ۹۸۶ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۱۳ ، ص ۱۱۶ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۳۳۳ ،ح ۲۱۸۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۵ ، ح ۵۱۵۲ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۲۲۵ ، ح ۶۹۱ . الخصال ، ص ۲۹ ، ذيل ح ۱۰۲ ؛ روضة الواعظين ، ص ۳۷۶ ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۳۹۳ و في الأخيرين عن الإمام عليّ عليه‏السلام .

7.. هكذا الإعراب في المخطوطتين ، و «الحَسَن» أيضا صحيح .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10752
صفحه از 465
پرینت  ارسال به