217
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

سجوداً مجرَّداً أو صلاةً، و لا يبعد أن يكون ذلك كنايةً عن صلاة الليل۱ الّتي هي سرّ العبد مع اللّه‏ تعالى، و الليل أخفى للصلاة.

و رُوي: أنّ الخليل بن أحمد الفَرهوديَّ۲ رُئي بعد موته في المنام، فسئل: ما فَعل اللّه‏ بك؟ قال: طاحتِ الإشارات، و بطلت العبارات، و ما نفعنا إلاّ ركعاتٌ في جوف الليل!۳

و لا يبعد أن يعني عليه‏السلام بالسجود سَجَداتِ القرآن ؛ فقد روي عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إذا قَرَأ ابنُ آدمَ السّجدةَ فسَجَدَ اعتَزل الشيطانُ فبكى و قال: ويلٌ له، ويل له! اُمر هذا بالسجود فأطاع اللّه‏ فله الجنّة، و اُمرتُ بالسجود فعصيتُ فلي النار!۴

و قيل لعبد اللّه‏ بن عمر: أ طول الركوع في الصلاة أفضل أم طول السجود؟ فقال: يا ابن أخي، خطايا ابن آدم في رأسه، و إنّ السجود يحُطّ الخطايا ؛ قال اللّه‏ تعالى: «وَ اسْجُدْ وَ اقْتَرِبْ»۵.۶

و يجوز أن يريد بذلك سجدة الشكر.

و فائدة الحديث: الحثّ على السجود و الصلاة خُفيةً.

و راوي الحديث: صُهَيب الروميُّ.

۷۹۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ما نَحَلَ وَالِدٌ وَلَدَهُ أَفضَلَ مِن أَدَبٍ حَسَنٍ.

يقال: «نَحَلَه يَنحَله۷ نَحْلاً» إذا أعطاه، و النُّحلى: العطيّة، و نَحَلتُ المرأةَ إذا أعطيتَها مَهْرَها

1.. «ألف» : ـ الليل .

2.«ألف» : الفرهوذي .

3.. لم نعثر عليه ، نعم روي أنّ بعض المشايخ رأى بعض العلماء في المنام فقال له : ما خبر تلك العلوم التي كنت تجادل فيها وتناظر عليها؟ فبسط يده و نفخ فيها و قال : طاحت كلّها هباءً منثورا ، و ما انتفعت إلاّ بركعتين خلصتا لي في جوف الليل» . راجع : قوت القلوب ، ج ۱ ، ص ۲۴۰ ؛ إحياء علوم الدين ، ج ۱ ، ص ۶۹ .

4.. مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۴۴۳ ؛ صحيح مسلم ، ج ۲ ، ص ۶۱ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۳۳۴ ، ح ۱۰۵۲ ؛ صحيح ابن حبّان ،ج ۶ ، ص ۴۶۶ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۲ ، ص ۳۱۲ مع تفاوت يسير .

5.. العلق ۹۶ : ۱۹ .

6.لم نعثر عليه .

7.۷. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۵۱ ، ح ۱۲۹۵ - ۱۲۹۷ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۴۱۲ ؛ و ج ۴ ، ص ۷۷ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۲۲۷ ، ح ۲۰۱۸ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۲ ، ص ۱۸ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۲ ، ص ۲۴۷ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۵ ، ص ۸۶ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
216

۷۹۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ما تَقَرَّبَ العَبدُ إِلَى اللّه‏ِ بِشَيءٍ أَفضَلَ مِن سُجُودٍ خَفِيٍّ.۱

«السُّجود»: التطامُن و التذلّل، قال۲:

بِخَيلٍ تَضِلُّ۳ البُلقُ في حَجَراته

تَرى الاُكمَ فيه سُجَّداً للحَوافرِ۴ و۵

و حَبَسَه الشرع على الهيئة المخصوصة في الصلاة، و السجود غاية الخضوع.

و روي: أقربُ ما يكون العبد مِن ربّه إذا سجد۶.

و لذلك قال عزّ وعلا: «وَ اسْجُدْ وَ اقْتَرِبْ»۷،۸ و يجوز۹ أن يريد بذلك السجود المجرَّد، و يجوز أن يكون السجود عبارةً عن الصلاة ؛ لأنّها مشتملة على السجود كقوله تعالى: «وَ مِنْ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَ أَدْبَارَ السُّجُودِ»۱۰ أي أدبار الصلوات. و اشتَرط عليه‏السلام الخُفْية ؛ لأنّها أقرب من۱۱ الإخلاص، و أعرق في التضرّع، و أبعد من الرياء، سواء كان السجود

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۵۰ ، ح ۱۲۹۴ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۴۹۱ ، ح ۷۸۷۷ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۲۴ ،ح ۵۲۶۹ .

2.. «ألف» : ـ قال .

3.. «ألف» : «تطلّ» . و في غريب الحديث : «بجيش تضلّ» . و في بقية المصادر : «بجمع تضلّ» .

4.. «ب» : ترى الاُكم فيه سجّدا للحوافر بخيل تضلّ البلق في حجراته .

5.. غريب الحديث لابن سلام ، ج ۴ ، ص ۱۴۸ ؛ جامع البيان ، ج ۱ ، ص ۴۲۷ ؛ تفسير الثعلبي ، ج ۱ ، ص ۲۰۱ ؛ التبيان ، ج ۷ ،ص ۳۰۲ ؛ مجمع البيان ، ج ۱ ، ص ۲۶۹ .

6.. في المصادر: «إذا كان ساجداً»؛ راجع كتاب الاُمّ ، ج ۱ ، ص ۱۳۸ ؛ كتاب المسند للإمام الشافعي ، ص ۴۱ ؛ مجمع الزوائد ،ج ۲ ، ص ۱۲۷ ؛ المعجم الكبير للطبراني ، ج ۱۰ ، ص ۷۹ ، ح ۱۰۰۱۴ ؛ معرفة السنن و الآثار ، ج ۲ ، ص ۱۴ ، ح ۸۵۱ . تفسيرمجمع البيان ، ج ۱۰ ، ص ۴۰۲ ، تفسير سورة العلق ۹۶ : الآية ۱۹ ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ۵ ، ص ۶۱۲ ، ح ۱۹ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۴ ، ص ۴۷۴ و ۴۷۶ .

7.. العلق ۹۶ : ۱۹ .

8.. نقل بالمعنى . راجع : الكافي ، ج ۳ ، ص ۲۶۴ و ۲۶۵ ، باب فضل الصلاة ، ح ۳ ؛ عيون أخبار الرضا عليه‏السلام ، ج ۱ ، ص ۱۰ ، ح ۱۵ ؛ كتاب من لا يحضره الفقيه ، ج ۱ ، ص ۲۰۹ ، ح ۶۲۸ .

9.. «ألف» : فيجوز .

10.. ق ۵۰ : ۴۰ .

11.. «ألف» : إلى .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10687
صفحه از 465
پرینت  ارسال به