سجوداً مجرَّداً أو صلاةً، و لا يبعد أن يكون ذلك كنايةً عن صلاة الليل۱ الّتي هي سرّ العبد مع اللّه تعالى، و الليل أخفى للصلاة.
و رُوي: أنّ الخليل بن أحمد الفَرهوديَّ۲ رُئي بعد موته في المنام، فسئل: ما فَعل اللّه بك؟ قال: طاحتِ الإشارات، و بطلت العبارات، و ما نفعنا إلاّ ركعاتٌ في جوف الليل!۳
و لا يبعد أن يعني عليهالسلام بالسجود سَجَداتِ القرآن ؛ فقد روي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله: إذا قَرَأ ابنُ آدمَ السّجدةَ فسَجَدَ اعتَزل الشيطانُ فبكى و قال: ويلٌ له، ويل له! اُمر هذا بالسجود فأطاع اللّه فله الجنّة، و اُمرتُ بالسجود فعصيتُ فلي النار!۴
و قيل لعبد اللّه بن عمر: أ طول الركوع في الصلاة أفضل أم طول السجود؟ فقال: يا ابن أخي، خطايا ابن آدم في رأسه، و إنّ السجود يحُطّ الخطايا ؛ قال اللّه تعالى: «وَ اسْجُدْ وَ اقْتَرِبْ»۵.۶
و يجوز أن يريد بذلك سجدة الشكر.
و فائدة الحديث: الحثّ على السجود و الصلاة خُفيةً.
و راوي الحديث: صُهَيب الروميُّ.
۷۹۸.قوله صلىاللهعليهوآله: ما نَحَلَ وَالِدٌ وَلَدَهُ أَفضَلَ مِن أَدَبٍ حَسَنٍ.
يقال: «نَحَلَه يَنحَله۷ نَحْلاً» إذا أعطاه، و النُّحلى: العطيّة، و نَحَلتُ المرأةَ إذا أعطيتَها مَهْرَها
1.. «ألف» : ـ الليل .
2.«ألف» : الفرهوذي .
3.. لم نعثر عليه ، نعم روي أنّ بعض المشايخ رأى بعض العلماء في المنام فقال له : ما خبر تلك العلوم التي كنت تجادل فيها وتناظر عليها؟ فبسط يده و نفخ فيها و قال : طاحت كلّها هباءً منثورا ، و ما انتفعت إلاّ بركعتين خلصتا لي في جوف الليل» . راجع : قوت القلوب ، ج ۱ ، ص ۲۴۰ ؛ إحياء علوم الدين ، ج ۱ ، ص ۶۹ .
4.. مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۴۴۳ ؛ صحيح مسلم ، ج ۲ ، ص ۶۱ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۳۳۴ ، ح ۱۰۵۲ ؛ صحيح ابن حبّان ،ج ۶ ، ص ۴۶۶ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۲ ، ص ۳۱۲ مع تفاوت يسير .
5.. العلق ۹۶ : ۱۹ .
6.لم نعثر عليه .
7.۷. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۵۱ ، ح ۱۲۹۵ - ۱۲۹۷ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۴۱۲ ؛ و ج ۴ ، ص ۷۷ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۲۲۷ ، ح ۲۰۱۸ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۲ ، ص ۱۸ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۲ ، ص ۲۴۷ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۵ ، ص ۸۶ .