203
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

۷۸۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أَفضَلُ الصَّدَقَةِ۱ اللِّسانُ.۲

«صدقة اللسان» إشارة إلى بذل الجاه في الشفاعة لمن أوبَقَتْه مِحنةٌ أو شَمِلَتْه فِتنةٌ، فإذا شَفَعَ في بابه و استَخلَصَه كان ذلك من أفضل الصدقات۳. و هذا مرويّ في الحديث: قيل: يا رسول اللّه‏، و ما۴ صدقة اللسان؟ قال: الشفاعة تفكُّ۵ بها الأسيرَ، و تَحقِن بها /۴۷۳/ الدماءَ، و تجُرُّ بها المعروفَ إلى أخيك، فتدفع عنه الكريهة.۶

و فائدة الحديث: الحثّ على الشفاعة لأخيك المؤمن.

و راوي الحديث: سَمُرة بنُ جُندَب.

۷۸۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أَفضَلُ الصَّدَقَةِ إِصلاحُ ذاتِ البَينِ.۷

قد تقدّم /۴۰۳/ الحديث في ذات البين۸، و معنى ذات البين ما بين۹ الرجُلين و القبيلتين أو الرجُل و أهلِه، فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: السعي في إصلاح ما بين المتَهاجرَين مِن أفضل الصدقة ؛ أي يُكتب للساعي ثوابُ أفضل الصدقات.

و «البين» هنا الوَصل، كالّذي في قوله تعالى: «لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ»۱۰ بالرفع، و هو حينئذٍ يكون اسماً صريحاً معرَباً مغايرا لبينَ الظرفيّة۱۱ لفظا و معنى، و كأنَّ الوصل سمِّي بينا

1.. هكذا في المخطوطتين و مسند الشهاب و المصادر الذي نذكرها ؛ و لكن في أكثر الروايات عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : «أفضل الصدقةصدقة اللسان» ، و في بعضها : «أفضل الصدقة حفظ اللسان» .

2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۴۳ ، ح ۱۲۷۹ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۸ ، ص ۱۹۴ ؛ المعجم الكبير ، ج ۷ ، ص ۲۳۰ ؛ أدب المجالسة ،ص ۴۰ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۱۹۱ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۲۶۸ ، ح ۶۴۹۳ . بحار الأنوار ، ج ۱۳ ، ص ۳۸۹ و فيه عن قصص الأنبياء .

3.. «ألف» : الصدقة .

4.«ألف» : ـ و .

5.. «ألف»: تغلب.

6.مسند الشهاب ، ج۲، ص۲۴۴، ح۱۲۷۹.

7.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۴۴ ، ح ۱۲۸۰ و ۱۲۸۱ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۸ ، ص ۸۰ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۱۹۰ ،ح ۱۲۶۸ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۵۸ ، ح ۵۴۸۳ .

8.. «ب» : ـ البين .

9.«ألف» : ـ ما بين .

10.الأنعام ۶ : ۹۴ .

11.«ألف» : الطرفيّة .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
202

ثمّ قال عليه‏السلام: وخير العلماء الحُلَماء۱ الّذين يَحتملون المكروهَ و لا يَطيشون، و يُزيِّنون علمَهم بحلمهم ؛ اُولئك خيار الناس.

و فائدة الحديث: الحثّ على تحصيل العلم و تزيينه۲ بالحلم.

و راوي الحديث: ابن عمر. و تمام الحديث: ألا و إنّ اللّه‏ يَغفر للعالِم الرحيمِ أربعينَ ذَنْباً قَبلَ أن يَغفرَ للجاهلِ البَذيءِ۳ ذنباً واحداً، و إنّ العالِمَ الرحيمَ يَجيء يومَ القيامةِ و نورُه قد أضاءَ فيَسيرُ فيه كما يَسيرُ الكواكبُ۴ الدرِّيُّ.

۷۸۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: خيارُ اُمَّتي أَحِدَّاؤُها الَّذينَ إذَا غَضِبُوا رَجَعُوا.۵

«أحدّاء»: جمع حديد، تقول۶: حَدَّ على زيدٍ يَحِدُّ حِدَّةً و حَدّاً ـ عن الكسائي ـ۷ و احتَدَّ مِن الغضب، و الوصف بالحِدّة وصفٌ بالصدق و الصحّة و الحرِّيَّة ؛ لأنّ الصادقَ النفسَ لا يستطيع مصابرة الباطل، فإذا قَهَرَ نفسَه و غلبها و قَمَعَ هواها، و راجَعَ الاستصلاحَ، كان مجاهِداً لنفسه، فلذلك قال عليه‏السلام: خيار اُمّتي الأحِدّاء الّذين إذا غضبوا رجعوا.

و راوي الحديث: أمير المؤمنين عليه‏السلام.

1.. «ألف» : الحكماء .

2.. «ألف» : يقول .

3.. «ألف» : البذيّ .

4.. في كلّ المصادر : الكوكب .

5.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۴۲ و ۲۴۳ ، ح ۱۲۷۷ و ۱۲۷۸ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۸ ، ص ۲۶ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۶۱۵ ،ح ۳۹۷۷ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۱۲۷ ، ح ۵۸۰۵ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۳۵۴ ، ح ۱۱۲۰ .

6.. «ألف» : يقول .

7.. قال الجوهري : «الحدّة» : ما يعتري الإنسان من النزق و الغضب ، تقول : حَدَدتُ على الرجل أحِدُّ حِدَّةً و حَدّا ، عن الكسائي» . الصحاح ، ج ۲ ، ص ۴۶۳ حدد .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10691
صفحه از 465
پرینت  ارسال به