۷۸۳.قوله صلىاللهعليهوآله: خِيَارُ المُؤمِنينَ القَانِعُ، وَ شِرارُهُمُ الطامِعُ.۱
/۴۷۲/ «خيار»: جمع خَيْر. و «شرار»: جمع شرّ على وزن خيار و في مقابلته.
و إنّما قال عليهالسلام «القانع» ولم يقل القانعون ؛ لأنّه جعله جنساً، و كذلك «الطامع». و هذا كقولك: جاء الحاجُّ، وإنّما تريد الحُجّاج.
و روي: خير المؤمنين القانع.۲
يقول صلىاللهعليهوآله: خير المؤمنين مَن قَنِعَ بما رزقه اللّه، و لم تَشرَه نفسُه إلى ما زُوي عنه ؛ فإنّه ـ عزّ وجلّ ـ أعلَمُ بالعبد و ما هو أصلح له في دينه و دنياه، فمَن قنع بالميسور الّذي أعطاه اللّه عاش حُرّاً.
ثمّ قال: «و شرارهم الطامع» ؛ لأنَّ الطمعَ استشرافُ النفس إلى ما لم يُؤتِك اللّهُ، و تكلُّفُ ما لم يؤتك اللّه سَفَهٌ، ثمّ إنّ الطمع لا منتهى له.
و فائدة الحديث: الحثّ على القناعة، و النهي عن الطمع.
۷۸۴.قوله صلىاللهعليهوآله: خِيَارُ اُمَّتي عُلَماؤُها، وَ خيارُ عُلَمائِها حُلَماؤُها.۳
يقول صلىاللهعليهوآله: خير اُمّتي العلماءُ الّذين يَعرفون اللّهَ بذاته و صفاته، و يَعرفون القرآنَ و تفسيرَه و الشريعةَ و السنّةَ و ما يَجري مجرى ذلك من توابع العلوم، و بذلك حَكَمَ الكتابُ العزيز الّذي «لاَّ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لاَ مِنْ خَلْفِهِ»بقوله عزّ وعلا: «هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ»؟۴.