201
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

۷۸۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: خِيَارُ المُؤمِنينَ القَانِعُ، وَ شِرارُهُمُ الطامِعُ.۱

/۴۷۲/ «خيار»: جمع خَيْر. و «شرار»: جمع شرّ على وزن خيار و في مقابلته.

و إنّما قال عليه‏السلام «القانع» ولم يقل القانعون ؛ لأنّه جعله جنساً، و كذلك «الطامع». و هذا كقولك: جاء الحاجُّ، وإنّما تريد الحُجّاج.

و روي: خير المؤمنين القانع.۲

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: خير المؤمنين مَن قَنِعَ بما رزقه اللّه‏، و لم تَشرَه نفسُه إلى ما زُوي عنه ؛ فإنّه ـ عزّ وجلّ ـ أعلَمُ بالعبد و ما هو أصلح له في دينه و دنياه، فمَن قنع بالميسور الّذي أعطاه اللّه‏ عاش حُرّاً.

ثمّ قال: «و شرارهم الطامع» ؛ لأنَّ الطمعَ استشرافُ النفس إلى ما لم يُؤتِك اللّه‏ُ، و تكلُّفُ ما لم يؤتك اللّه‏ سَفَهٌ، ثمّ إنّ الطمع لا منتهى له.

و فائدة الحديث: الحثّ على القناعة، و النهي عن الطمع.

۷۸۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: خِيَارُ اُمَّتي عُلَماؤُها، وَ خيارُ عُلَمائِها حُلَماؤُها.۳

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: خير اُمّتي العلماءُ الّذين يَعرفون اللّه‏َ بذاته و صفاته، و يَعرفون القرآنَ و تفسيرَه و الشريعةَ و السنّةَ و ما يَجري مجرى ذلك من توابع العلوم، و بذلك حَكَمَ الكتابُ العزيز الّذي «لاَّ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لاَ مِنْ خَلْفِهِ»بقوله عزّ وعلا: «هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ»؟۴.

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۴۰ و ۲۴۱ ، ح ۱۲۷۴ و ۱۲۷۵ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۶۱۴ ، ح ۳۹۷۲ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ،ص ۳۹۷ ، ح ۷۱۲۶ .

2.. كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۳۹۷ ، ح ۷۱۲۶ .

3.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۴۱ ، ح ۱۲۷۶ : تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵۶ ، ص ۱۱۸ ، ح ۷۰۶۸ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۱ ،ص ۲۵۳ ، ح ۵۴ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۶۱۴ ، ح ۳۹۷۵ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۰ ، ص ۱۵۲ ، ح ۲۸۷۷۸ .

4.. الزمر ۳۹ : ۹ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
200

و راوي الحديث: أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه‏ عليه.

۷۸۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: خِيَارُكُم أَحسَنُكُم قَضاءً.۱

«القَضاء» على مَعانٍ، و هو هاهنا في۲ معنى قَضاء الدَّين.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: خياركم الّذين إذا كان لأحد عليهم و في ذمَّتِهم دَينٌ قَضَوهُ أحسَنَ القضاء.

و روى البخاريُّ لهذا الحديث سببا۳ في صحيحه، و ساق الإسنادَ إلى أبي هريرةَ: أنّ رجُلاً أتى رسولَ اللّه‏۴ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يتقاضاه بَعيراً له،۵ فقال رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ۶: أعطُوه. فقالوا: ما نجد إلاّ سِنّاً أفضلَ مِن سِنّه. فقال عليه‏السلام: أوفيتم أوفاكم۷ اللّه‏. فقال رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أعطوه ؛ فإنّ مِن خيار الناس أحسنُهم قضاءً.۸

و روي: خيركم أحسَنُكم قضاءً.۹

و «خياركم» يكون الاسم من الاختيار.

و فائدة الحديث: الحثّ على حُسن القضاء.

و راوي الحديث: جابر بن عبد اللّه‏، و رواه أبو هريرة.

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۴۰ ، ح ۱۲۷۲ و ۱۲۷۳ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۹۳ ؛ صحيح البخاري ، ج ۳ ، ص ۶۱ ؛ السننالكبرى للنسائي ، ج ۴ ، ص ۴۰ ، ح ۶۲۱۱ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۵ ، ص ۳۵۲ . مشكاة الأنوار ، ص ۳۱۶ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۴ ، ص ۱۴۹ مع اختلاف يسير فيهما .

2.. «ألف» : على .

3.. «ب» : شيئا .

4.. في المصدر : النبيّ .

5.. في المصدر : ـ له .

6.. «ب» : ـ رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله .

7.. في المصدر : فقال الرجل : أوفيتني أوفاك اللّه‏ .

8.. صحيح البخاري ، ج ۳ ، ص ۸۳ .

9.. مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۴۵۶ ؛ صحيح مسلم ، ج ۵ ، ص ۵۴ ، أحكام القرآن للجصّاص ، ج ۱ ، ص ۵۵۷ ؛ مسند الشهاب ،ج ۲ ، ص ۲۴۰ ، ح ۱۲۷۳ ؛ التمهيد لابن عبد البرّ ، ج ۴ ، ص ۶۸ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10542
صفحه از 465
پرینت  ارسال به