فُتِنَ، و افتَتنتُه أيضاً، و الفتنة: الشدّة في الأكثر يُدفَع إليها الإنسان، قال تعالى: «وَ نَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَ الْخَيْرِ فِتْنَةً»۱.
و الفاتن: المُضِلُّ عن الحقّ، و فَتَّنتُه تفتيناً فهو مفتَّن أي مفتون جدّاً، و يقال للذَّنْب۲: الفتنة، و للمُذنِب: المفتتِن و المفتون، فإذا اُريد المبالغة قيل: المفتَّن، و هو الّذي في الحديث.
يقول صلىاللهعليهوآله: خياركم الّذين إذا افتَتنوا تابوا، و إنّما تُطلَق الفتنةُ على الذنب باعتبار أنّه يعبَّر بها عن العذاب و الشدّة كما قال: «أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا»۳ أي في العذاب و الشدّة، و الذنبُ يؤدِّي إلى ذلك فيكون من باب إقامة المسبَّب مُقامَ السبب و هو كثير.
و هذا يدلّ على أنّ «التوّاب»۴ الّذي يُكثِر الرجوعَ من الذنب مِن خيار الاُمّة، و المُصِرُّ على هذا المنهاج يكون شرَّها، و الخيار هاهنا ضدّ الأشرار.
و الخيار أيضاً الاسم من الاختيار، و المعنى: خياركم الّذين إذا دُفعوا إلى مضايق الذنوب فاكتَسَبوها و ارتكبوها تَدارَكوا أنفسَهم بالتوبة و الإقلاع ؛ فإنّ اللّه تعالى غفور رحيم.
و «المُفَتَّنُ» يجوز أن يكون كنايةً عن الكثير الذنوب و عن العظيم الذنب، و كذلك «التوّاب» يكون كثير التوبة و البليغ التوبة.
و فائدة الحديث: إعلام أنّ التوّاب مِن الذنوب مِن خيار المسلمين ؛ لأنّه استَردَّ۵ نفسَه مِن شفا حفرة من النار.