195
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

إنّ الكلاب۱ لَتَهدا في مَواطنها۲و الناس ليس بهادٍ۳ شَرُّهم أبداً۴

و حكي۵: أنّ مالك بن دينار رُئي عنده كلبٌ رابض۶، فقيل: ما هذا يا أبا يحيى۷؟ فقال:۸ هذا خير من جليس السوء.۹

و قال الشافعي: ما اُشبِّهُ هذا الزمانَ إلاّ بما قال تأبَّطَ شرّاً:۱۰

/۴۷۰/عَوى الذِّئبُ فاستَأنستُ بالذِّئب إذ عوى

و صَوَّتَ إنسانٌ فكِدتُ أطيرُ۱۱

و قيل للفُضَيل و هو مريض: ما تشتهي؟ قال: دوام هذا المرض!۱۲ قيل: و لم ذلك۱۳؟ قال: لئلاّ اُصلِّي في الجماعة! قيل: و لِمَ؟ قال: لئلاّ أرى الناس!۱۴

1.. في المصدر : السباع .

2.. في المصدر : مرابضها .

3.. أراد لتهدأ و بهادئٍ ، فأبدل الهمزة إبدالاً صحيحا ؛ و ذلك أنَّه جعلها ياءً ، فألحق هاديا برامٍ و سامٍ ، و هذا عند سيبويه إنَّمايؤخذ سماعا لا قياسا . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۱۸۰ هدأ .

4.. معجم الاُدباء ، ج ۲ ، ص ۹۲۶ .

5.. «ألف» : روي .

6.. رَبَضَ في المكان يَربِض : إذا لَصِقَ به و أقام ملازِما له . و رَبَضَت الدابَّةُ و الشاةُ و الخَروف تَربِض رَبْضا و رُبوضا و ربضةً حسنةً ، و هو كالبروك للإبل . انظر : النهاية في غريب الحديث ، ج ۲ ، ص ۱۸۴ ؛ لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۱۴۹ ربض .

7.. «ب» : با يحيى .

8.. إلى هنا نقل بالمعنى .

9.. المعجم الأوسط للطبراني ، ج ۱ ، ص ۲۰۱ ؛ ربيع الأبرار ، ج ۱ ، ص ۳۶۲ ، الرقم ۵۰ ؛ حياة الحيوان الكبرى ، ج ۲ ،ص ۳۸۳ ؛ روض الأخيار ، ص ۱۷۵ .

10.. بدائع السلك في طبائع الملك لابن أزرق ، ج ۲ ، ص ۴۴۹ .

11.. «ألف» : أموت . و في المصادر : «أطير» . و الشعر للاُحَيمر السعدي ـ و هو من اللُّصوص ـ لا تأبّط شرّا . راجع : الحيوان ،ج ۱ ، ص ۲۵۱ ؛ الشعر و الشعراء ، ج ۲ ، ص ۷۷۴ ؛ عيون الأخبار ، ج ۱ ، ص ۳۴۲ ؛ محاضرات الاُدباء ، ج ۲ ، ص ۲۰۶ ؛ معجم الاُدباء ، ج ۱ ، ص ۳۱۱ ؛ حياة الحيوان الكبرى ، ج ۱ ، ص ۵۱ .

12.. «ألف» : + و .

13.. «ب» : ـ ذلك .

14.. لم نعثر عليه .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
194

هو من السيّئة ضدّ الحسنة.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لَأن يكونَ الرجُلُ وحدَه يَذكر اللّه‏ تعالى و يعبده و يقرأ القرآن و يشتغل عن الذنوب و الآثام خير له مِن أن يُجالِس مَن يَرتضخ۱ منه فساداً، أو يُسمِعه ما لا يُرتضى، أو يصُدُّه عن ذكر اللّه‏ تعالى، أو يدعوه إلى الدنيا أو إلى الفسق و الفجور ؛ و لو لم يكن للوحدة من الخير إلاّ أن يكون الرجُلُ مصدوداً عن أكثر الذنوب لكفى ؛ و ذلك أنّه إذا كان وحده استحالَ منه أن يَكذِبَ أو ينافق أو يَسعى بشرّ، أو يَقتُلَ أو يَزني أو يَشتِم أو يَغتاب.

ثمّ قال عليه‏السلام: «و الجليس الصالح خير من الوحدة» ؛ لأنّه يدعوه إلى كلّ خير، و يَنهاه عن كلّ شرّ ؛ فإن شَرَع في طاعةٍ عاوَنه عليها، و إن عَرض له شغلٌ سعى له فيه، و إن وَقعتْ له واقعةٌ تَضافر معه و كان له كأخيه المشفق، بل أبَرَّ و أرحم.

ثمّ قال عليه‏السلام: «و إملاء الخير خير مِن السكوت»، و «الإملاء»: الإمداد، و هو من المَلاوة و هي المُدّة من الزمان، و تَملَّيتُ به: تَمتَّعتُ زماناً، و مَلاَّه اللّه‏ العُمرَ، و المَلاء: الفَلاة الممتدّة، و المَلَوانُ: الليلُ و النهار، و أصل «م ل و»: الامتلاء۲ ؛ فأمّا أمليتُ الكتابَ فيجوز أن يكون مِن هذا، و يجوز أن يكون مِن أملَلتُ فخُفّف، كدَسّاها مِن دَسَّسها.

يقول عليه‏السلام: إمداد الكلام بمَدد الخير خير من السكوت، و السكوت خير من إمداد۳ الكلام بالشرّ.

و قال الشاعر:

اُهرُب بنفسك و استَأنسْ بوحدتها

تَلْقَ السُّعودَ إذا ما كنتَ منفرداً

لَيتَ الكِلابَ۴ لنا كانت مُجاوِرةً۵

و إنّنا لا نَرى ممّن نَرى أحداً

1.. «ألف» : يرتضح .
و رَضَحَه : كَسَره ، و الرَّضْح : كسر الحصى أو النوى . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۴۵۰ رضح .

2.. «ب» : الامتداد .

3.«ألف» : إملاء .

4.. في المصدر : السباع .

5.. في المصدر : معاشرة .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11030
صفحه از 465
پرینت  ارسال به