187
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

للبصر، و أقوى للأهداب۱ إنباتاً.

و فائدة الحديث: تفضيل البياض من الثياب، و تفضيل الإثمد على الأكحال.

و راوي الحديث: ابن عبّاس رضى‏الله‏عنه.

۷۷۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: خَيرُ شَبابِكُم مَن تَشَبَّهَ بِكُهولِكُم، وَ شَرُّ كُهُولِكُم مَن تَشَبَّهَ بِشَبابِكُم.۲

«الشَّباب و الشبيبة»: الحداثة، و قد شَبَّ الغلامُ يَشِبُّ فهو شابٌّ و يُجمع «شَبابا»۳ و شُبّاناً.

و «الكَهْل»: مَن تَجاوز الثلاثين و لَعِبَ الشَّيبُ بسواده، /۴۶۷/ و قد اكتَهَل: صار كَهْلاً، و يقال كاهلٌ أيضاً، و اكتَهَلَ النباتُ: إذا تمّ طوله و ظهر نَوْرُه۴.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: خير شبابكم مَن تَشبَّه بكهولكم ؛ و ذلك لأنّ الشابّ انترع۵ إلى الفواحش ممّن طَعَنَ في السنّ، و أقرى۶ إلى النشاط و أولى بالنَّزَق۷ و الخفّة و أحرى بالطَّيش. و لذلك قال عليه‏السلام: الشباب شعبة من الجنون.۸

و بالعكس من ذلك الاكتهال ؛ و ذلك لأنّ الكَهْلَ قد خَمَدَتْ شِرَّته، و فَتَرَتْ سَورتُه۹،

1.. الهُدبة و الهُدُبة : الشَّعرة النابتة على شفر العين ، و الجمع هُدْب و هُدُب ، و جمعهما أهداب . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ،ص ۷۸۰ هدب .

2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۳۳ ، ح ۱۲۵۵ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۱۳ ، ص ۴۶۷ ، ح ۷۴۸۳ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۱۰ ، ص ۲۷۰ ؛المعجم الكبير ، ج ۲۲ ، ص ۸۴ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۱ ، ص ۲۴۵ . معاني الأخبار ، ص ۴۰۱ ، ح ۶۳ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۵ ، ص ۲۵ ، ح ۵۷۷۹ .

3.. «ألف» : ـ و يجمع شبابا .

4.. النَّور و النَّورة : الزَّهر ، و قيل : النَّور الأبيض ، و الزَّهر الأصفر ؛ و ذلك أنّه يبيضّ ثمّ يصفرّ ، و جمع النَّور : أنوار . لسانالعرب ، ج ۵ ، ص ۲۴۳ نور .

5.. «ألف» : انترع .

6.. «ألف» : أقرب .
و قرا إليه قَروا : قَصَدَ . و أقرى : إذا لَزِمَ الشيءَ و ألَحَّ عليه . انظر : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۱۷۶ قرو .

7.. النَّزَق : خفّة في كلّ أمر ، و عجلة في جهل و حُمق . لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۳۵۲ نزق .

8.. كتاب من لا يحضره الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۷۷ ، ح ۵۷۷۴ ؛ مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۴ ، ح ۵۴ ؛ الفائق ، ج ۲ ، ص ۲۰۶شعب ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۲۹۱ ، ح ۱۵۳ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۸۴ ، ح ۴۹۲۸ .

9.. السَّورة : تناول الشراب للرأس ، و السَّورة : الوثبة . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۳۸۵ سور .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
186

عجزهنّ.

و فائدة الحديث: الأمر بتصوُّن النساء، و النهيُ عن بروزهنّ.

و راوية الحديث: اُمّ سلمة رضي اللّه‏ عنها.

۷۷۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: خَيرُ ثِيابِكُمُ البَياضُ، وَ إِنَّ مِن خَيرِ أَكحالِكُمُ الإِثمِدُ.۱

تمام الحديث: يجلوا البصر، و ينبت الشّعر. و إنّما فضّل البياض لأنّه أبعد من التكلّف، و كأنّه فضّل البياض كراهةً للمصبَّغات، و البياض إلى الصلاح أقرب، وعن التكلّف أبعد.

و في حديث آخر: عليكم بالبياض فالبسوه۲ و كفّنوا فيه۳ موتاكم.۴ أو كما قال.

و الكرابيس تسمّى البياض، [و] الّذي يَبيعها البياضيُّ، فكأنّه عليه‏السلام يقول: خير ثيابكم الكرابيس ؛ ليخرج من ذلك الدبابيج و الحرير /۴۰۰/ المذهَّب و أمثال ذلك.

وروي عنه عليه‏السلام: أحَبُّ الثياب إلى اللّه‏ تعالى البيض۵.۶

و فَضَّل عليه‏السلام «الإثمِدَ» على سائر الأكحال، و هو لَعَمري خيرها ؛ لأنّه أقَلُّ عائلةً، و أصَحُّ

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۳۲ ، ح ۱۲۵۳ و ۱۲۵۴ ؛ كتاب المسند للشافعي ، ص ۳۴۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۲۴۷ ؛ وج ۱ ، ص ۳۲۸ ؛ و ج ۵ ، ص ۲۱ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۴۷۳ ، ح ۱۴۷۲ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۲۲۴ ، ح ۳۸۷۸ ؛ سنن الترمذي ، ج ۲ ، ص ۲۳۲ ؛ منتهى المطلب ، ج ۴ ، ص ۲۴۳ ؛ الأمالي للطوسي ، ص ۳۸۸ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۱۶۷ ، ح ۱۸۱ .

2.. في الآحاد و المثاني ، و المعجم الكبير : «ليلبسه أحياؤكم» . و في سنن النسائي : «فليلبسها أحياؤكم» . و في سنن البيهقي :«فليلبسه أحياؤكم» .

3.. في غير سنن البيهقي : فيها .

4.. الآحاد و المثاني ، ج ۳ ، ص ۳۱ ، ح ۱۳۱۴ ؛ السنن الكبرى للنسائي ، ج ۵ ، ص ۴۷۷ ؛ ح ۹۶۴۴ ؛ المعجم الكبير للطبراني ،ج ۷ ، ص ۲۳۵ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۳ ، ص ۴۰۳ .

5.. في المبسوط و بدائع الصنائع : + «فليلبسها أحياؤكم ، و كفّنوا فيها موتاكم» . و في التذكرة و القواعد و الذكرى : + «يلبسهاأحياؤكم ، و يكفّن فيها موتاكم» .

6.. المبسوط للسرخسي ، ج ۲ ، ص ۷۲ ؛ بدائع الصنائع ، ج ۱ ، ص ۳۰۷ ؛ تذكرة الفقهاء ، ج ۴ ، ص ۱۰۱ ، ذيل المسألة ۴۲۴ ؛ قواعد الأحكام ، ج ۲ ، ص ۴۹ ؛ ذكرى الشيعة ، ج ۴ ، ص ۱۴۵ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10537
صفحه از 465
پرینت  ارسال به