185
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

و يكون المعنى: خير المال الزرع و النتاج.

و في الحديث: ما دَخَلَت السكَّةُ دارَ قوم إلاّ ذَلُّوا ؛۱ يعني الزراعة و اتِّباع أذناب البقر و ترك الغزو ؛ و إنّما كان النخل أو النتاج و الزرع خير المال لاشتمال النخل و الزرع على الزكوات و العشور فيَتوفّر على المساكين المحتاجين المستحقّين على النتاج ؛ ليتوفّر على الغزاة المجاهدين في سبيل اللّه‏.

و فائدة الحديث: تفضيل النخل و الزرع على سائر وجوه المعاش.

و راوي الحديث: سويد بن هبيرة.

۷۷۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: خَيرُ مَساجِدِ النِّساءِ قَعرُ بُيوتِهِنَّ.۲

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الأولى بالنساء أن يَلزَمنَ البيوتَ و الأكنان، و لا يَبرُزن ؛ لأنّهنّ عورات. و كان النساء يصلِّينَ في مسجد رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله جماعةً فكأنّه عليه‏السلام كَرِهَ خروجهنّ من بيوتهنّ على صلاتهنّ في المساجد، و ذِكر القعر مبالغة في الأمر بالتصوُّن و لزوم المساكن، و لمَثَل قال: النساء لحم على وَضَم۳.۴ فجعلهنّ لحماً مهيّأً لمن أراد تناوله.

و مثل ذلك قوله عليه‏السلام: ويحَكَ يا أنجشة۵ رفقاً بالقوارير۶ !۷ فَجَعَلهنّ قواريرَ لضعفهنّ و

1.. الفائق ، ج ۲ ، ص ۱۵۱ ؛ النهاية ، ج ۲ ، ص ۳۸۴ سكك .

2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۳۱ ، ح ۱۲۵۲ ؛ مسند أحمد ، ج ۶ ، ص ۲۹۷ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۲۰۹ ؛ السننالكبرى للبيهقي ، ج ۳ ، ص ۱۳۱ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۲ ، ص ۳۳ ؛ صحيح ابن خزيمة ، ج ۳ ، ص ۹۲ . كتاب من لا يحضره الفقيه ، ج ۱ ، ص ۳۷۴ ، ح ۱۰۸۷ ؛ و فيه عن الإمام الصادق عليه‏السلام ؛ وسائل الشيعة ، ج ۳ ، ص ۵۱۰ .

3.. الوَضَم : كلّ شيء يوضع عليه اللحم من خشب أو بارية يوقى به من الأرض ، و الجمع أوضام . انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ،ص ۶۴۰ وضم .

4.. حديث روي عن أمير المؤمنين عليه‏السلام و ثمامة : «النساء لحم على وضم إلاّ ما ذبّ عنه» . غرر الحكم ، ص ۴۰۸ ، ح ۹۳۶۳ . و هكذا في الجعفريات المطبوع مع قرب الإسناد ، ص ۹۵ بإضافة «إنّما» في أوّل الحديث .

5.. «ألف» : ما أنحسه . وفي المصادر : + رويدك .

6.. القوارير : جمع القارورة من الزُّجاج ، و العرب تسمِّي المرأة القارورة و تكني عنها بها . و القارور : ما قرّ فيه الشراب و غيره . و قيل : لا يكون إلاّ من الزجاج خاصّةً . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۸۷ قرر .

7.. المجازات النبوية ، ص ۳۰ ؛ المبسوط للطوسي ، ج ۸ ، ص ۲۲۵ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۵ ، ص ۱۵ ؛ المجموع للنووي ، ج ۲۰ ، ص ۲۳۰ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
184

آمَرتُهم أكثَرتُهم، و أَمَرتُهم على فَعَلتُهم لغتان، فإن كانت الكلمة من أَمَرَ على فَعَلَ فهي على مَوجِبها و بابها، و إن كان من آمَرَ فإنّما صار مأمورةً لازدواج الكلام و مُلاءَمته كما قالوا: الغدايا۱ و العشايا، و كان حقُّها: الغَدَوات۲، و كما قالوا: هَنَأَني الطعامُ و مَرَأني، فإذا أفردوا قالوا: أمرَأَني.

و كقوله عليه‏السلام: ارجِعنَ مأزوراتٍ غير۳ مأجورات.۴ و هو من الوِزر، فكان۵ حقّه موزورات.

و كقوله عليه‏السلام: «أعوذ باللّه‏ من الهامّة و اللامّة»۶ إذا اُفردتْ كانت المُلِمَّة۷ ؛ لأنّه مِن ألَمَّ بالشيء، فكأنّه يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: خير المال النخل و النِّتاج۸.

و فَسّر الأصمعيُّ هذه الكلمةَ على وجه آخر، فقال: السكّة: الحديدة الّتي يُثار بها الأرض للزرع، و هي المحرفة۹ /۴۶۶/ أيضاً. و «مأمورة» على هذا مُصلَحَةٌ مجدَّدة۱۰، و لا بأس بهذا الوجه.

1.. «ألف» : العذايا .

2.. «ألف» : العذوات .

3.. «ألف» : ـ غير .

4.. المصنّف للصنعاني ، ج ۳ ، ص ۴۵۷ ، ح ۶۲۹۹ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱ ، ص ۱۷۲ ؛ شرح صحيح مسلمللنووي ، ج ۱ ، ص ۱۸۷ ؛ تخريج الأحاديث و الآثار ، ج ۲ ، ص ۲۶۲ ، الرقم ۶۹۵ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۱۴۴ ، ح ۹۳۸ ، كنز العمّال ، ج ۱۵ ، ص ۶۵۱ ، ح ۴۲۵۸۱ ، و ص ۶۵۷ ، ح ۴۲۶۰۷ .

5.. «ألف» : . . . من العذر و كان .

6.. نقل بالمعنى و التلخيص ، راجع : المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۷ ، ص ۴۳ ، ح ۱۴ ؛ معاني الأخبار ، ص ۱۷۳ ، باب معنى السامّة و الهامّة و العامّة و اللامّة ، ح ۱ ؛ مصباح المتهجّد ، ص ۱۲۱ ؛ المصباح للكفعمي ، ص ۴۶ .

7.. المُلِمَّة : النازلة الشديدة من شدائد الدهر و نوازل الدنيا . و ألَمَّ بالشيء : قارَبَه . و يُلِمُّ بالإنسان أي يَقرب منه و يعتريه . انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۵۵۱ لمم .

8.. نُتِجَت الناقةُ : ولدتْ ، فهي منتوجة . و بِها نِتاج أي حَمْل . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۳۷۳ نتج .

9.. «ألف» : الحرفة .

10.. نقل عنه الجوهري بقوله : «و منه قولهم : خير المال مُهْرة مأمورة ، أو سكّة مأبورة أي ملقّحة . و كان الأصمعي يقول : السكّة هاهنا : الحديدة التي يُحْرث بها . و مأبورة : مصلحة . قال : و معنى هذا الكلام : خير المال نتاج أو زرع» . الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۵۹۱ سكك .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10889
صفحه از 465
پرینت  ارسال به