179
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

و قد رَوى هذا الحديثَ على وجه آخَرَ ابنُ عبّاس رضى‏الله‏عنه۱: فقال: خير الصحابة أربعة، و خير السّرايا۲ أربعمئة، و خير الجيوش أربعة آلاف.۳ و لن يُؤتى اثنا عشر ألفا مِن قلّةٍ، فاعتبرْ في الاثني عشر ألفاً الكثرةَ.

و نهى رسولُ اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أن يسافِر الرجُل۴ وحده، و قال: لو يَعلم النّاسُ ما في الوحدة ما سار راكبٌ بالليل وحده۵.۶

و عنه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الشيطان يهُمُّ بالواحد و الاثنين، فإذا كانوا ثلاثةً فلا يهمّ۷ بهم.۸

و في رواية اُخرى: فإذا كانوا ثلاثةً فالشيطانُ عنهم أبعَدُ.۹

و فائدة الحديث: إعلام اختيار۱۰ عدد الرفقاء و الطلائع و الجيش.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۷۶۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: خَيرُكُم مَن تَعَلَّمَ القُرآنَ وَ عَلَّمَهُ.۱۱

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: خيركم مَن تَعلَّمَ القرآنَ الّذي هو دستور الشريعة، و ينبوع الحكمة، و مَفزع

1.. «ألف» : و قد روي هذا الحديث على غير هذا الوجه ، قال ابن عبّاس رضى‏الله‏عنه .

2.. السَّريَّة : طائفة من الجيش يبلغ أقصاها أربعَمئةٍ ، و جمعها السرايا . سُمّوا بذلك لأنّهم يكونون خلاصة العسكر و خيارهم من الشيء السَّريّ النفيس . انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۳۸۳ سرو .

3.. مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۲۹۴ ؛ سنن أبي داود ، ج ۱ ، ص ۵۸۷ ، ح ۹۶۱۱ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۵۷ ، ح ۱۵۹۷ ؛ الخصال ، ص ۲۰۲ ، ح ۱۵ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۱۷۱ ، ح ۱۹۶ .

4.«ألف» : أحد .

5.. في مسند أحمد و سنن اللبيهقي : «بليل وحده أبدا» . و في المصنّف : «وحده بليل أبدا» . و في صحيح ابن حبّان : «بليلأبدا» .

6.. المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۷ ، ص ۷۲۶ ، ح ۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۴ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۶ ، ص ۴۲۲ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۵ ، ص ۲۵۷ .

7.. في المصادر : لم يهمّ .

8.. الاستذكار ، ج ۸ ، ص ۵۳۰ ؛ التمهيد لابن عبد البرّ ، ج ۲۰ ، ص ۸ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۳ ، ص ۲۱۵ ؛ و ج ۵ ، ص ۲۵۸ ؛ كنزالعمّال ، ج ۶ ، ص ۷۱۰ ، ح ۱۷۵۱۶ .

9.. لم نعثر عليه .

10.«ب» : ـ اختيار .

11.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۲۶ و ۲۲۷ ، ح ۱۲۴۰ ـ ۱۲۴۲ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۵۸ ؛ و ج ۱ ، ص ۱۵۳ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۴۳۷ ؛ صحيح البخاري ، ج ۶ ، ص ۱۰۸ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۷۶ . الأمالي للطوسي ، ص ۳۵۷ ؛ بحار الأنوار ، ج ۸۹ ، ص ۱۸۶ ، ح ۲ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
178

و فائدة الحديث: الحثّ على المواساة و حسن الصحبة.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن عمرو بن العاص.

۷۶۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الرُّفَقاءُ أَربَعَةٌ، وَ خَيرُ الطَّلائِعِ أَربَعُمِئَةٍ، وَ خَيرُ الجُيوشٍ أَربَعَةُ آلافٍ.۱

«الرفيق»: مَن تُرافقه و يرافقك، والجمع «الرفقاء»، فإذا تَفرّقوا ذَهَبَ اسمُ الرُّفقة و بَقِيَ اسمُ الرفيق، وهو واحد وجمعٌ مثل الصَّديق، و اشتقاقه من الرِّفق ضدّ العُنف.

و «الطَّليعة»۲: مَن يَطَّلع طِلْعَ العدوّ، و يقال للواحد «طليعة» و للجمع أيضاً، و «الطلائع» الجماعات.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: خير الرفقاء أربعة ؛ و ذلك لتَعاضُدهم و ترافُدهم و تعاونهم.

و روي أنّ النبيَّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله رأى رجُلاً في سَفَره۳ فقال: شيطان! ثمّ رأى رجلين فقال: شيطانان! ثمّ رأى ثلاثةً فقال۴: سَفْرٌ۵!۶ و إذا كان الثلاثة سَفْراً كان الأربعةُ جاريةً مَجراهم مِن حيثُ التعاون و التناصر دون الرُّفقة الّتي لها شوكة و مشغلة و جُلْبَة۷، و إذا كان كذلك فالأربعة خيرهم بالاعتبارين، /۴۶۴/ و خير الطّلائع أربعمئة على هذا الاعتبار أيضاً ؛ لأنّهم متعاونون، و ليس لهم المشغلة و الضَّوضاء۸، و على هذا المنهاج أمر الجيوش.

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۲۴ و ۲۲۵ ، ح ۱۲۳۶ - ۱۲۳۹ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۹۴۴ ، ح ۲۸۲۷ ؛ السنن الكبرىللبيهقي ، ج ۹ ، ص ۱۵۷ ؛ الاستيعاب ، ج ۱ ، ص ۱۴۳ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۱۵ ، ص ۱۱ . الكافي ، ج ۵ ، ص ۴۵ ، ح ۱ ؛ تهذيب الأحكام ، ج ۶ ، ص ۱۷۴ ، ح ۳۴۶ و في كلاهما عن الإمام الصادق عليه‏السلام مع اختلاف يسير .

2.. «ألف» : التطليعة .

3.. في المصدر : سفر .

4.. في المصدر : فصمت و قال .

5.. السَّفْر : جمع سافِر ، و المسافرون : جمع مسافر ، و السَّفر و المسافرون بمعنى . لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۳۶۸ سفر .

6.. المصنّف للصنعاني ، ج ۱۰ ، ص ۴۳۱ و ۴۳۲ ، ح ۱۹۶۰۸ .

7.. الجُلبة : شدّة الجوع ، أو الشدَّة و الجهد و الجوع ، و الجُلبة من الكلأ : قطعة متفرّقة ليست بمتّصلة . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۲۷۱ جلب .

8.. الضوضاة و الضوضاء : أصوات الناس و جَلَبتهم . و الجَلَب و الجَلَبة : الأصوات ، و قيل : هو اختلاط الصوت . انظر : لسانالعرب ، ج ۱ ، ص ۲۶۹ جلب ؛ و ج ۱۴ ، ص ۴۸۸ (ضوو) .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10723
صفحه از 465
پرینت  ارسال به