177
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

القلب إذا حصل له برد اليقين كان أقرَبَ إلى إخلاص۱ العمل.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ خير الأعمالِ النافعُ، و خيرَ الهدي المتَّبَع، و خير ما يَشتمل عليه القلبُ العِلمُ القاطع و الإخلاص.

و راوي الحديث: زيد بن خالدٍ الجُهَنيُّ، قال: تَلقَّفتُ هذه الخطبةَ مِن في رسولِ اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.

۷۶۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: خَيرُ النَّاسِ أَنفَعُهُم لِلنَّاسِ.۲

أثبَتَ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله الخيريّةَ لِمَن كان خيرُه متعدِّياً إلى غيره، و هذا أصل، فالخير المتعدّي خير الخيرين ؛ أ لا ترى أنّ السَّخاء خير من صلاة النافلة، و كذلك الشرُّ المتعدِّي شرُّ الشرَّين، كما أنّ القتل شرٌّ مِن شرب الخمر.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ خير النّاس مَن تَعدّى خيرُه إلى غيره.

و راوى الحديث: جابر بن عبد اللّه‏ الأنصاري.

۷۶۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: خَيرُ الأَصحابِ عِندَ اللّه‏ِ تَعالى۳ خَيرُهُم لِصَاحِبِهِ.۴

و تمامه: و خير الجيران عند اللّه‏ خيرهم لجاره.

و هذا الحديث مثل الّذي قبله، فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: خير الأصحاب أحسَنُهم صحبةً، و أدمثُهم۵ جانبا، و أطيبهم حديثاً، و ألينهم عريكةً، و أوفاهم خيراً، و أقلّهم ضيراً، و أكرمهم عِشرَةً، لا يَدَّخِرُ خيرَه عن غيره، و اُولئك الأقلُّون عدداً، و ما أكثَرَهم إن قَلَبتَ القِصَّةَ !

1.. «ب» : الإخلاص .

2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۲۳ ، ح ۱۲۳۴ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۲ ، ص ۳۴۷ مع اختلاف يسير فيهما ؛ مجمع الزوائد ،ج ۸ ، ص ۱۹۱ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۸ ، ص ۴۰۴ ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۱۴۲ ، ح ۶۷۹ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۳۸۱ ، ح ۱۲۲۰ .

3.. «ألف» : ـ تعالى .

4.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۲۴ ، ح ۱۲۳۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۱۶۸ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۲۱۵ ؛ سنن الترمذي ،ج ۳ ، ص ۲۲۴ ، ح ۲۰۰۹ ؛ الأدب المفرد ، ص ۳۶ .

5.. دَمِثَ : لانَ و سَهُل ، و الدَّماثة : سهولة الخُلق ، و الدِّماث : السُّهول من الأرض . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۱۴۹ دمث .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
176

محتاج، فلا يَكترث۱ بالصدقة يتصدّقها، فباعتبار أنّه لا يُضطَرّ و لا يَبقى عائلاً صدقةُ الغنيّ خيرٌ، و باعتبار مجاهدة النفس صدقة المُقِلِّ خيرٌ. فهذا وجه الجمع۲ بين الحديثين.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ خير الصدقة ما يَبقى عنها على المتصدّق فضل، و لا يَحتاج بمكانها.

و راوي الحديث: حَكيم بن حِزام، قال: قال عليه‏السلام: اليد العُليا خير مِن اليد۳ السُّفلى، و ابدأ بمَن تَعول۴، و خير الصَّدَقة ما كان عن ظَهرِ غِنى، و مَن يَستعِفَّ يُعِفَّه اللّه‏ُ، و مَن يَستغني يُغنه اللّه‏.

۷۶۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: خَيرُ العَمَلِ مَا نَفَعَ، وَ خَيرُ الهَدْيِ مَا اتُّبِعَ، وَ خَيرُ مَا أُلقِيَ في القَلبِ اليَقينُ.۵

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: خير الأعمال ما يَنفع عامِلَه، و هو العمل المُصاص۶ الّذي يَزينُه الإخلاص، /۴۶۳/ و لا يُلابسه النفاقُ و الرياء و السُّمعة ؛ فإنّ العمل إذا لم يكن مخلَصاً للّه‏ تعالى فليس بعمل، و لا يكاد يَنفَع۷ عاملَه ؛ لأنّه لا ثوابَ له، و نفعُ العمل الثواب. و خير الهَدي۸ ما رُغِبَ فيه و اتُّبع لِحُسنه و طهارته، فكلّ مَن رآه رَغِبَ فيه و تَلَبَّسَ به. و خير ما يُلقى في القلب اليقينُ، و هو العِلم الخالص القاطع بعد الشكّ، و لذلك لا يقال للّه‏ تعالى موقن ؛ لأنّ

1.. ما أكترث به أي ما اُبالي . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۱۸۰ كرث .

2.. «ب» : ـ الجمع .

3.. «ب» : يد .

4.. «ألف» : تقول .

5.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۲۲ ، ح ۱۲۳۳ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۳۸۱ ، ح ۱۲۲۰ ؛ المعجم الكبير للطبراني ، ج ۹ ،ص ۹۸ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۳۳ ، ص ۱۷۹ ؛ و ج ۵۱ ، ص ۲۴۰ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۶۱۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۹۰ ، ح ۵۶۳۵ . كتاب من لا يحضره الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۷۶ ، ح ۵۷۶۷ ؛ المحاسن ، ج ۱ ، ص ۲۴۸ ، ح ۲۵۴ و فيه عن الإمام عليّ عليه‏السلام ؛ الأمالي للصدوق ، ص ۵۷۶ .

6.. مُصاص الشيء و مُصاصته و مصامِصُه : أخلَصُه ، و مُصاص الشيء : سِرُّه و مَنبِته ، و فلان مُصاص قومه أي أخلصهم نسبا . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۹۱ مصص .

7.. «ألف» : يسع .

8.. الهَدْي : السيرة و الهيئة و الطريقة . انظر : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۳۵۶ هدي .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10636
صفحه از 465
پرینت  ارسال به