175
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

عند رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله إذ۱ جاءه رجُل ببَيضةٍ۲ مِن ذهب، فقال: يا رسول اللّه‏، أصَبتُ هذا۳ مِن مَعدِنٍ، فَخُذْها فهي صدقةً، ما أملك غيرها. فأعرض عنه رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ۴، ثمّ أتاه من خلفه، فأخَذَها رسولُ اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فخَذَفَه۵ بها، فلو أصابتْه لأوجَعَتْه أو لَعَقَرَتْه۶، و قال۷ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: يأتي أحدُكم بما يَملِك فيقول: هذه صدقة. و يَقعد۸ فيَستنكف۹ النّاسُ! خير الصدقة ما كان عن ظَهر غِنى.۱۰

قلت: و هذا لا يناقض قوله عليه‏السلام: خير الصدقة جُهدٌ مِن مُقِلّ.۱۱ و ذلك لأنّ الجُهد۱۲ هو الطاقة، فهو يُنبِئ أن يطيقه و يَبقى له ما يَستعين به على زمانه ؛ و إنّما صارت۱۳ صَدَقَتُه خيراً مِن صدقة الغنيّ لأنّه أحوَجُ إليها، فقد جاهَدَ نفسَه بإخراجها، والغنيُّ واجدٌ غير /۳۹۸/

1.. «ألف» : إذا .

2.. في المصدر : بمثل بيضة .

3.. في المصدر : هذه .

4.. في المصدر : + ثمّ أتاه من قبل ركنه الأيمن ، فقال مثل ذلك ، فأعرض عنه ، ثمّ أتاه من قبل ركنه الأيسر ، فأعرض عنه رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله .

5.. في المخطوطتين : «فحذفه» ، فصحّحناه من المصدر .
و الخذف : رميك بحصاة أو نواة تأخذها بين سبّابتيك ، و تخذف بها أي ترمي . انظر : لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۶۱ خذف .

6.. العَقر و العُقر : العُقم ، و هو استعقام الرحم ، و هو أن لا تحمل . و عَقُرَ الرجُلُ مثل المرأة أيضا . و رجال عُقَّرٌ و نساء عُقَّر . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۵۹۱ عقر .

7.. في المصدر : فقال رسول اللّه‏ .

8.. في المصدر : ثمّ يعقد .

9.. في المصدر : يستنكف .

10.. سنن أبي داود ، ج ۱ ، ص ۳۷۷ ، ح ۱۶۷۳ .

11.. نقل بالمعنى ؛ فإنّه روي أنّ رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله سئل : فأيّ الصدقة أفضل؟ فقال : «جهد من مقلّ» . راجع : الخصال ، ص ۵۲۴ ، ح ۱۳ ؛ معاني الأخبار ، ص ۳۳۳ ، باب معنى تحيّة المسجد . . . ، ح ۱ ؛ الأمالي للشيخ الطوسي قدس‏سره ، ص ۵۴۰ ، ح ۱۱۶۳ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۴ ، ص ۱۸۰ ؛ المعجم الكبير للطبراني ، ج ۱۶ ، ص ۱۳۲ ، ح ۴۴۱۵۸ ؛ المعجم الأوسط للطبراني ، ج ۵ ، ص ۷۸ .

12.. الجَهد و الجُهد : الطاقة ، أو الجَهد : المشقّة ، و الجُهد : الطاقة كما قيل . انظر : لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۱۳۳ جهد .

13.. «ألف» : ـ صارت .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
174

مِن توابع المزاوجة ؛ و ذلك لأنّ أمر النكاح صعب، و إذا خَفَّتِ۱ المؤونةُ كان أحدَ اليُسرَين، و كان أقربَ إلى أن يبقى التزاوُجُ بينهما، و أحسَمَ لموادّ المخالفة و المجادلة، و أحرى أن يَحتمله الزوجُ فلا يَذَرَها بالعَراء۲ و يَذهَبَ على وجهه فِرارا ممّا لا يطيق.

و فائدة الحديث: الحثّ على تخفيف لوازم النكاح.

و راوي الحديث: عُقبة بن عامر.

۷۶۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: خَيرُ الصَّدَقَةِ ما كانَ عَن ظَهرِ غِنًى.۳

يقول: إنّ المتصدّق إذا كان غنيّا، لم يتأثّر بصدقةٍ يتصدّقها ؛ لأنّه يَغرِف مِن ثَجِّ۴ بحرٍ زاخر. و الفقير إن تَصدّق بماله بقي عاجزا ؛ لأنّه يَغترف مِن ثَمد۵ مَشفوه۶. و قيل: يعني بذلك ما يَفضُل عن أهلك فيَستغنون منه، و هو وجه.

و للحديث سبب ذكره أبو۷ داود السجستاني في سُنَنِهِ۸ عن جابر بن عبد اللّه‏، قال: كنّا

1.. «ألف» : خفّفت .

2.. العَراء : ما اتّسع من فضاء الأرض ، و الأرض المستوية المصْحرة و ليس بها شجر و لا جبال و لا آكام و لا رِمال ، و المكانالخالي . انظر : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۴۹ عرو .

3.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۲۱ و ۲۲۲ ، ح ۱۲۲۷ - ۱۲۳۲ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۷۸ ؛ و ج ۲ ، ص ۴۰۲ ؛ سننالدارمي ، ج ۱ ، ص ۳۸۹ ؛ صحيح البخاري ، ج ۲ ، ص ۱۱۷ ؛ صحيح مسلم ، ج ۳ ، ص ۹۴ ؛ سنن أبي داود ، ج ۱ ، ص ۳۷۷ .تذكرة الفقهاء للحلّي ، ج ۵ ، ص ۴۰۴ ؛ منتهى المطلب ، ج ۱ ، ص ۵۴۳ ؛ الأمالي للسيّد المرتضى ، ج ۲ ، ص ۶۸ مع اختلاف يسير فيه .

4.. الثَّجّ : الصبّ الكثير ، و خصّ بعضهم به صبّ الماء الكثير ، و الثَّجّ : السيَلان . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۲۲۱ ثجج .

5.. الثَّمْد و الثَّمَد : الماء القليل الذي لا مادّ له . انظر : لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۱۰۵ ثمد .

6.. «ألف» : المسفوة .
و الماء المَشفوة أي المطلوب . و قيل : هو الّذي قد كثر عليه الناس كأنّهم نزحوه بشفاههم و شغلوه بها عن غيرهم . و قيل : ماء مشفوه : ممنوع من وِرده لقلّته . و وَرَدنا ماءً مشفوها كثير الأهل . انظر : لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۵۰۷ شفه .
و المشفوة : القليل . لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۵۰۸ (شفه) .

7.. «ألف» : ـ أبو .

8.. «ألف» : سنّته .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10856
صفحه از 465
پرینت  ارسال به