169
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

و قال عليه‏السلام: الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة، و المُسِرُّ بالقرآن كالمسرّ بالصدقة.۱

و روي: أنّ سعيد۲ بن المسيِّب دخل المسجد ليلاً فسمع رجُلاً يصلّي و يَرفع صوتَه بالقرآن، فأقبل و هو لا يَعرِفه حتّى دنا منه فقال: أيّها القارئ، إن كنتَ تريد بذلك أن تُسمِعَ۳ اللّه‏َ فإنّ اللّه‏ يَسمع بدون هذا، و إن كنتَ /۳۹۷/تريد أن تُسمِع الناسَ فإنّهم لن يُغنوا عنك شيئا. و كان ذلك القارئُ عمرَ بن عبد العزيز، و كان حَسَنَ الصوت بالقرآن، فلم يُسمَع بعد ذلك له صوتٌ في المسجد.۴

و روي: أنّ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله كان في بعض متوجّهاته فَعَلَوا تَلعةً فرَفعوا أصواتَهم بالتهليل و التسبيح، فقال عليه‏السلام: إنّكم لا تَدْعون أصَمَّ و لا بعيدا ؛ إنّه لَمعكم.۵

و قال عليه‏السلام: إنّ الذِّكر۶ الّذي لا يَسمعه۷ الحَفَظةُ يُضاعَف۸ على۹ الّذي تَسمعه۱۰ سبعينَ ضِعفا.۱۱

و عن الحَجّاج بن دينار۱۲، قال: قلت لأبي مَعشَر: إنّ الرجُلَ يَذكر اللّه‏َ في نفسِه، كيف

1.. مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۵۱ و ۱۵۸ ؛ سنن أبي داود ، ج ۱ ، ص ۲۹۹ ، ح ۱۳۳۳ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۲۵۲ ، ح ۳۰۸۶ ؛السنن الكبرى للنسائي ، ج ۲ ، ص ۴۱ ، ح ۲۳۴۲ .

2.. «ب» : سعد .

3.. «ألف» : أن يسمع .

4.. قوت القلوب ، ج ۱ ، ص ۱۱۳ ؛ إحياء علوم الدين ، ج ۳ ، ص ۱۱۶ ؛ ربيع الأبرار ، ج ۳ ، ص ۱۳۶ ، الرقم ۶۸ .

5.. نقل بالمعنى و التصرّف . راجع : المصنّف للصنعاني ، ج ۵ ، ص ۱۵۹ و ۱۶۰ ، ح ۳۲۴۲ و ۹۲۴۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ،ص ۳۹۴ ؛ صحيح البخاري ، ج ۴ ، ص ۱۶ ؛ السنن الكبرى للنسائي ، ج ۵ ، ص ۲۵۵ ، ح ۸۸۲۳ ؛ و ج ۶ ، ص ۱۳۸ ، ح ۱۰۳۷۲ ، و ص ۴۳۸ ، ح ۱۱۴۲۷ .

6.. في كنز العمّال : «يفضل الذكر الخفيّ» بدل «إنّ الذكر» .

7.. في المصدرين : لا تسمعه .

8.. في الجامع الصغير : «يزيد» ، و في كنز العمّال : ـ «يضاعف» .

9.. في الجامع الصغير : + الذكر .

10.. في الجامع الصغير : + الحفظة .

11.. الجامع الصغير : ج ۱ ، ص ۶۶۸ ، ح ۴۳۵۲ ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ۴۴۷ ، ح ۱۹۲۹ .

12.. حجّاج بن دينار الواسطي من المحدِّثين ، و مات قبل الخمسين و مئة . راجع : سير أعلام النبلاء ، ج ۷ ، ص ۷۷ ، الرقم ۳۳ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
168

اسْتَغْنَى»۱، ثمّ إنّ حسابَه في القيامة يكون أخفّ، و وقوفَه أقَلَّ.

و عن ابن جُرَيح۲: مِن الاعتداء رفعُ الصوت بالدعاء۳ و النداء كعادة الجَهَلة و الغَوغاء۴، و كان السَّلَف يَأمرون بالتضرّع و الاستكانة، و ما سُمع لهم صوتٌ إن كان إلاّ هَمسا بينهم و بين ربّهم. و قد أثنى اللّه‏ُ تعالى على العبد الصالح زكريّا عليه‏السلام فقال: «إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّا»۵ ؛ و۶ إنّما وَصَفَ كلامَه الخفيَّ بالنداء لأنّه عليه‏السلام تصوّر۷ نفسَه بعيدا من اللّه‏ تعالى كما جَرَت العادةُ في التضرّع مِن غَضِّ۸ النفس و نسبة التقصير إليها.

و قال رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ما تَقَرَّبَ العبدُ إلى اللّه‏ تعالى بشيءٍ أفضَلَ مِن سُجودٍ خفيٍّ.۹

و قال عليه‏السلام: اذكروا اللّه‏ ذِكرا خاملاً. قيل: و ما الذِّكرُ الخامل؟ قال عليه‏السلام: الذكر الخفيّ.۱۰

1.. العلق ۹۶ : ۶ و ۷ .

2.. وقد قيل : ابن جُريج ، بالجيم في أوَّله وآخره . عبد الستّار .
عبد الملك بن عبد العزيز المكي المعروف بإبن جُريج ، من جهابذة الحديث و الفقه ، توفّى سنه ۱۵۰ هـ . راجع : لسان الميزان ، ج ۷ ، ص ۲۹۲ .

3.. إلى هنا نقل عنه في الكشّاف ، ج ۲ ، ص ۸۳ ؛ البحر المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۱۳ ، ذيل الآية ۵۵ من سورة الأعراف ۷ .

4.. الغَوغاء : الجَراد إذا احمَرَّ و انسلخ من الألوان كلّها و بَدَتْ أجنحته بعد الدبى . و به سمِّي الناس . و الغَوغاء : سَفِلَة الناس ، و هو من ذلك . و الغاغة من الناس هم الكثير المختلطون . انظر : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۱۴۲ غوي .
و قال ابن منظور في لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۴۴۴ (غوغ) : أصل الغوغاء : الجراد حين يَخِفُّ للطيران ، ثمّ استعير للسَّفِلَة من الناس و المسترِّعين إلى الشرّ ، و يجوز أن يكون من الغَوغاء الصوتِ و الجَلَبة لكثرة لَغَطهم و صياحهم .

5.. مريم ۱۹ : ۳ .

6.. «ألف» : ـ و .

7.. «ألف» : يصوّر .

8.. الغَضاضة : الفتور في الطرف ؛ يقال : غَضَّ طَرفَه و بصره أي كَفَّه و خَفَضَه و كَسَره . و غَضَّ و أغضى : إذا دانى بين جفنيه ولم يلاقِ . و الغَضاضة : الذُّلّ . و رجُل غضيض : ذليل بيِّن الغَضاضة من قوم أغضَّاءَ و أغضَّةٍ ، و هم الأذلاّء . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۱۹۷ غضض .

9.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۵۰ ، ح ۱۲۹۴ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۴۹۱ ، ح ۷۸۷۷ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۲۴ ،ح ۵۲۶۹ .

10.. الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۱۳۸ ، ح ۹۰۴ ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۴۱۵ ، ح ۱۷۵۷ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11072
صفحه از 465
پرینت  ارسال به