الباب التاسع
۷۵۶.قوله صلىاللهعليهوآله: خَيرُ الذِّكرِ الخَفِيُّ۱، وَ خَيرُ الرِّزقِ ما يَكفي.۲
«الذِّكر»: يكون بالقلب و يكون باللسان ؛ فأمّا الّذي بالقلب فهو خافٍ لا يَطّلع عليه غيرُ اللّه تعالى، و هذا الّذي في الحديث هو الّذي باللسان، و هو الثناء على اللّه تعالى ؛ و العبادة اللسانية يَقَع عليها الذِّكرُ، و الذِّكر۳ في غير هذا نقيض۴ النسيان.
يقول صلىاللهعليهوآله: خير الذكر مِن القراءة و العبادة ما كان خافيا لا يَطّلع عليه الناسُ ؛ و ذلك لأنّه أبعَدُ مِن شَوبِ الرياء و السُّمعة، و قد قال اللّه تعالى: /۴۶۰/ «ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعا وَ خُفْيَةً»۵.
ثمّ قال صلىاللهعليهوآله: و خير الرزق ما كان قدرَ الكفاية ؛ يَصون ماءَ وجه الإنسان، و لا يَبلغ إلى حدٍّ۶ يطغيه ؛ لأنّه إذا استغنى بَطَرَ۷ و بغا، كما قال تعالى: «إِنَّ الاْءِنسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ