161
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

۷۵۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لَيسَ الشَّديدُ بِالصُّرَعَةِ ؛ إِنَّما الشَّديدُ الَّذي يَملِكُ نَفسَهُ عِندَ الغَضَبِ.۱

«الصُّرَعة»: الّذي يَصرَع الناسَ، و الصُّرْعة: مَن۲ يصرعونه، و كذلك الضُّحَكة و الضُّحْكة، و هذا باب واسع يكون للفاعل۳ محرّك العين بالفتح، و المفعول ساكنةً.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ليس القويُّ الشديد الّذي يَصرَع قِرْنَه۴ في المصارعة ؛ إنّما القويّ الصُّرَعة مَن يَملك نفسه فيمنعها سَوْرَةَ۵ الغضب ؛ حتّى /۴۵۸/ لا يقولَ ما لا يجوز، و لا يفعلَ ما يُستقبح منه. و لَعَمري إنّ الّذي لا يقاوِم نفسَه الّتي هي في حكمه و تحتَ يده لا يقاوم غيرها، فالعاقل هو الّذي يضبط نفسه عن جَمَحاتها۶، و يَفثأ۷ سورةَ غضبه عند فَوَراتها ؛ و مَن ابنُ آدمَ ـ ليت شعري ـ حتّى يَغضَب؟! و لو أنّه راجَعَ نفْسَه فعرفها لم يرخِّص لها في الغضب و التعزّز.

و فائدة الحديث: النهي عن الغضب للباطل الزائل.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۷۵۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لَيسَ شَيءٌ أَكرَمَ عَلَى اللّه‏ِ مِنَ الدُّعاءِ.۸

إنّما جاز تنكير اسم «ليس» هنا للشِّياع و إرادته ؛ و ذلك لأنّه عليه‏السلام يريد بذلك جميعَ العبادات

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۱۳ ، ح ۱۲۱۲ ؛ كتاب الموطّأ للمالك ، ج ۲ ، ص ۹۰۶ ، ح ۱۲ ؛ الشرح الكبير ، ج ۲ ، ص ۶۹۱ ؛ وج ۴ ، ص ۴۵۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۳۶ ؛ و ج ۲ ، ص ۲۶۸ ؛ صحيح البخاري ، ج ۷ ، ص ۹۹ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۳۰ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۱۰ ، ص ۲۳۵ ؛ تحف العقول ، ص ۴۷ ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۵۳۰ .

2.. «ألف» : الّذي .

3.«ألف» : الفاعل .

4.. القَرْن : مِثلك في السنّ ، تقول : هو على قَرْني أي على سنّي ، و قال الأصمعي : هو قَرنه في السِّنّ بالفتح ، و هو قِرنه بالكسر ؛ إذا كان مثله في الشجاعة و الشدّة . انظر : لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۳۳۶ قرن .

5.. سَورة الخمر و غيرها و سُوارها : حِدَّتها . لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۳۸۴ سور .

6.. جَمَحَ الفَرَسُ بصاحبه : ذهب جَريا غالبا و اعتزّ فارسه و غلبه . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۴۲۶ جمح .

7.. «ألف» : يفتأ .
فَثَأَ الرجُلَ و فَثَأَ غضبَه : كسر غضبَه و سكَّنه بقول أو غيره . و فَثَأَ القِدرَ : سَكَّن غليانَها بماء بارد أو قدح بالمقدحة . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۱۲۰ فثأ .

8.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۱۴ ، ح ۱۲۱۳ و ۱۲۱۴ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۶۳ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۲۵۸ ؛ سنن الترمذي ، ج ۵ ، ص ۱۲۵ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۴۹۰ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۱ ، ص ۸۱ ؛ الدعوات للراوندي ، ص ۲۰ ؛ بحار الأنوار ، ج ۹۰ ، ص ۳۰۰ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
160

و راوية الحديث: اُمّ كلثوم ابنة عقبة، و هي زوجة عبد الرحمن بن عوف الزهري، اُخت عثمان بن عفّان من اُمّه.

۷۵۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لَيسَ الغِنَى عَنْ كَثرَةِ العَرَضِ ؛ إِنَّما الغِنَى غِنَى النَّفْسِ.۱

«العَرَض»: طمع الدنيا و ما يَعرِض منها. و «الغنى» هنا قلّة الحاجة و الميلُ إلى شقّ القناعة.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ليس الغنى في كثرة المال ؛ فكم من كثير المال فقير النفس، لا يستطيع أن يُنفق درهما على نفسه فضلاً عن غيره! بل الغنى غنى النفس و أن يكون سَمْحَ الأخلاق و إن كانت ذاتُ يده قليلةً، فكم قد رأينا الفقير البذّال القانع بما أعطاه اللّه‏، و هو لَعَمري الغنيّ، لا المُكثِر المقتِّر۲.

و قال الكنديّ:

و كائِنْ تَرى مِن أخي عزَّة۳

عديمٍ۴ و ذي۵ ثَروةٍ مُفلِسِ

فإنَّ الغِنى في قلوب الرجالو إنّ التعزُّز۶ في الأنفسِ۷

و فائدة الحديث: إعلام أنّ الغنى غنى النفس و القناعة، لا المال الكثير.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۱۱ ـ ۲۱۲ ، ح ۱۲۰۷ ـ ۱۲۱۱ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۴۳ و ۲۶۱ و ۳۱۵ و ۳۹۰ و ۴۳۸ و۴۴۳ و ۵۳۹ و ۵۴۰ ؛ صحيح البخاري ، ج ۷ ، ص ۱۷۸ ؛ صحيح مسلم ، ج ۳ ، ص ۱۰۰ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۳۸۶ ، ح ۴۱۳۷ . تحف العقول ، ص ۵۷ ؛ كنز الفوائد للكراجكي ، ج ۲ ، ص ۱۹۳ ؛ أعلام الدين ، ص ۱۵۹ .

2.. «ب» : المفتِّر .

3.. «ألف» : «عرّة» أو «عزَّة» . و في المصادر : «عسرة» .

4.. في المصادر : غنيّ .

5.. في تاريخ مدينة دمشق : و دنيء .

6.. في تاريخ مدينة دمشق : التقزّز .

7.. في تاريخ مدينة دمشق و الوافي بالوفيات : «للأنفس» . و في عيون الأنباء : «بالأنفس» . و البيت الثاني في المصادر مقدّمعلى البيت الأوّل . راجع : تاريخ مدينة دمشق ، ج ۳۶ ، ص ۳۱۸ ؛ عيون الأنباء ، ص ۲۸۸ ؛ الوافي بالوفيات ، ج ۲۸ ، ص ۷۹ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10534
صفحه از 465
پرینت  ارسال به