«اليُسر»: السهولة، و هو ضدّ العسر.
يقول صلىاللهعليهوآله: إنّ الدين الّذي جِئتُ به مِن عند اللّه سهلٌ عَفو۱ ليست فيه صعوبةٌ كما كان في الأديان الّتي كانت قبلُ مِن التكاليف الشاقّة و الاُمور الصعبة. و يَحتمل وجها آخَرَ و هو أنّ هذا الدين يؤدّي إلى اليسر و السهولة و الراحة ؛ يعني الثواب الأبديّ، فأقام المسبَّبَ مقام السبب.
ثمّ يقول عليهالسلام: و لن يُغالِبَ هذا الدينَ أحد، و لن يماتِنه۲، إلاّ غلبه الدين ؛ يعني أنّه لو أراد أحد أن يغالب في الطاعة و احتمال المشقّة فيه لغلبه و أعياه ؛ أي إنّه لا يمكنه القيام بجميع ما يمكن من العبادات.
و قوله عليهالسلام: «و لن يُشادَّ۳» يقتضي الوجه الأوّل الّذي هو الإخبار عن الدين بأنّه لم يكلِّف اللّهُ تعالى شاقّا صعبا لا يطاق.
ثمّ قال: فسدِّدوا و قاربوا ؛ أي ائتوا۴ بما هو السَّداد۵، و وَفقُ الأمر، و لا تَتجاوز۶ الحدَّ. و «التسديد» و التَّوفيق.
1.. العَفو هنا : ما أتى بغير مسألة ، و أدرك الأمرَ عَفْوا صَفوا ؛ أي في سُهولة و سَراح . و يقال : خذ من ماله ما عَفا و صفا ؛ أي ما فَضَلَ و لم يَشُقَّ عليه . انظر : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۷۶ عفو .
2.. «ألف» : يماينه .
و ماتَنَ الرجُلَ : فَعل به مثلَ ما يفعل به ، و هي المطاولة و المماطلة ، و ماتَنَ فلانٌ فلانا إذا عارضه في جدل أو خصومة . انظر : لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۳۳۹ متن .
3.. قال ابن منظور : شادَّهُ مُشادَّةً و شِدادا : غالَبَه . و من الحديث : مَن يُشادِّ هذا الدينَ يَغلِبه . أراد يَغلِبُه الدِّينُ ؛ أي من يقاويه و يقاومه و يكلِّف نفسَه من العبادة فوق طاقته . و المُشاددة : المغالَبة ، و هو مِثل الحديث الآخر : إنّ هذا الدين متين فاُوغِل فيه برِفق . لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۲۳۳ شدد .
4.. «ألف» : ابنوا .
5.. السَّداد : الصواب ، و الموفَّق الذي لا يعاب ، و القصد من الأمر و العدل فيه ، و الاستقامة . انظر لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۲۰۷ ـ ۲۱۰ سدد .
6.. «ب» : تتجاوز .