159
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

و راوي الحديث: ابن عبّاس رضى‏الله‏عنه.

۷۴۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لَيسَ بِكَذَّابٍ مَن أَصلَحَ بَينَ اثنَينِ، فَقالَ خَيراً أو نَمَى خَيراً.۱

يقال: نَمَى المالُ يَنمي و۲ يَنمو إذا زاد. و أصل «ن م ي» الارتفاع، و نَمَيتُ فلانا إلى فلان أي۳ نَسبتُه إليه، و نَمَى الحديثَ يَنمو و يَنمي إذا رَفَعَه، و يقال: ينمي و ينمو۴ إلى حسَبٍ كريم أي يَرتفع، و لا يقال۵: نَمَى الحديثَ ـ مخفَّفا ـ إلاّ في الإصلاح، فإذا كان على سبيل الإفساد و الوشاية و النميمة قيل: نَمَّى، مشدَّدا.

و معنى الحديث: أنّ المُصلِح الّذي يَسعى بالصلاح و إن قال لأحد۶ الجانبين: إنّ الجانب الآخَر كانوا يقولون الخير و الصلاح! يَجمع بذلك۷ بين قلوبهم و يترضّاهم ؛ لئلاّ يَتراقى الفَسادُ ما بينهم إلى ما هو أدهى و أصعبُ، ليس بكاذب، و الأولى أن يكون ذلك بالمعاريض۸ و الكنايات ؛ لأنّ الكذب البحت قبيح على كلّ حال.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ المصلح بين اثنين و إن رقّق الكلام بالأبازير۹ ليس بكذّاب.

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۱۰ و ۲۱۱ ، ح ۱۲۰۴ ـ ۱۲۰۶ ؛ مسند أبي داود ، ص ۲۳۰ ؛ مسند ابن راهويه ، ج ۵ ، ص ۲۰۵ ،ح ۲۳۳۵ ؛ الاستذكار ، ج ۳ ، ص ۸۲ ؛ التمهيد لابن عبد البرّ ، ج ۱۶ ، ص ۲۴۸ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۲۵۱ ، ح ۱۶۴۷ . بحار الأنوار ، ج ۶۹ ، ص ۲۵۳ .

2.. «ألف» : ـ و .

3.. «ألف» : إذا .

4.. «ألف» : ينمو و ينمي .

5.. «ألف» : و يقال .

6.. «ألف» : لإحدى .

7.. «ألف» : ذلك .

8.. وفي الأَثَرَ : «إِنَّ في المَعاريض لَمَندوحةً عن الكذب» . و قال بعض : عَجِبتُ لمن عَرَفَ لغةَ العرب كيف يَكذِب؟! يعني أنَّفيها من المعاريض ما يَنأى به عن الكذب . عبد الستّار .

9.. بَذَرتُ الكلامَ بين الناس كما تُبذَر الحبوب أي أفشيتُه و فرّقته . و رجُل بَذور و بَذير : يذيع الأسرارَ و لا يكتم سرّا . والبَذِر : الّذي يفشي السرَّ و يُظهِر ما يسمعه . و تبذير المال : تفريقه إسرافا . و البَذْر جمعه بذور و أبذار ، و جمع الجمع : أباذير . انظر : كتاب الماء ، ج ۱ ، ص ۱۰۵ ؛ لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۵۰ بذر .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
158

و فائدة الحديث: الأمر بالاقتصار على القرآن و الاستغناءِ به عن غيره.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۷۴۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لَيسَ مِنَّا مَن لَم يُوَقِّرِ الكَبيرَ، وَ يَرحَمِ الصَّغيرَ، وَ يَأمُرْ بِالمَعرُوفِ، وَ يَنْهَ عَنِ المُنكَرِ.۱

«التوقير»: التعظيم و التبجيل.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ليس مِن خِيارنا مَن لم يعظِّم المشايخَ لِسِنّهم، و يرحمِ الصغارَ لضعفهم و غفلتهم و قلّة حيلتهم.

و في كلام بعض الأكابر: إذا رأيتَ أكبر منك فوقِّرْه و قُل: إنّه أسلَمَ قبلي، و أطاع اللّه‏َ قبلي. و إذا رأيت الصغيرَ فاحترمْه و قل: إنّه أقَلُّ ذنوبا منّي.۲

و قيل: الكبير هو العالِم، و الصغير المتعلّم. و قوله تعالى: «إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمْ الَّذِي عَلَّمَكُمْ السِّحْرَ»۳ يعني العِلمَ دون السنّ.

و سَأل رسولُ اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله عمَّه العبّاسَ بنَ عبدِ المطّلب رضى‏الله‏عنه: أنا أكبرُ /۴۵۷/ أم أنت؟ فقال: أنت أكبر منّي، و أنا وُلدتُ قَبلك.۴

و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ركنان من أركان الإسلام، فمَن لم يَقُمْ بهما مع القدرة فقد أهمَلَ عظيما.

و فائدة الحديث: الأمر بتوقير الأكابر و الرقّة و الرأفة بالأصاغر، و الأمرِ بالمعروف و النهي عن المنكر.

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۰۹ ، ح ۱۲۰۳ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۲۵۷ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۸ ، ص ۱۴ ؛ صحيح ابن حبّان ،ج ۲ ، ص ۲۰۳ و ۲۱۱ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۱ ، ص ۶۰ .

2.. لم نعثر عليه ، نعم نقل قريب منه عن بكر بن عبد اللّه‏ ، و لعلّ ما ذكره المصنّف قدس‏سرهنقل بالمعنى عنه . راجع : عيون الأخبار ،ج ۱ ، ص ۳۷۸ ؛ الأمالي الخميسيّة ، ج ۲ ، ص ۲۹۹ .

3.. طه ۲۰ : ۷۱ .

4.. نقل بالمعنى . راجع : تاريخ مدينة دمشق ، ج ۲۶ ، ص ۲۸۱ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۳ ، ص ۵۱۹ ، ح ۳۷۳۳۸ ، و ص ۵۲۱ ،ح ۳۷۳۴۷ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10568
صفحه از 465
پرینت  ارسال به