و قيل: إنّ معناه: يستغني به عن الكتب المتقدّمة.
و قيل: معناه: تحزين القراءة و ترقيقه۱، كقوله عليهالسلام: زَيِّنوا القرآنَ بأصواتكم.۲
و لو كان كذلك لم يكن لمن ليس له صوت طيّب يحزِّنه به إذا۳ قرأه ثواب! و الوجه ما تقدّم۴ من الاستغناء به و حبس النفس عليه و قراءته آناء الليل و أطراف النهار.
و روي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله: إنّ مِن أحسَنِ الناس صَوتا الّذي إذا سَمِعتَه يَقرأ عَلِمتَ أنّه يَخشى اللّهَ.۵
و قال عليهالسلام: كُلُّ مودِّب يحبّ أن يؤتى بأدبه،۶ و أدبُ اللّه تعالى۷ القرآنُ فلا تَهجُروه.۸
و قال بعضهم: معنى الحديث أن يُلهَجَ۹ بتلاوته كما يَلهَجُ الناسُ بالغِناء و الطرب،۱۰ و ليس الغرض تطريب الصوت ؛ لأنّه لا يَتأتّى لكلّ أحد.
و روي أنّ هذا الكلام قاله عليهالسلام في إنسان بعينه /۳۹۵/ كان يَكرَه الجَهرَ بالقرآن، فقال له النبيُّ صلىاللهعليهوآله ذلك۱۱.۱۲
1.. و هو قول الشافعي في تأويل هذه الرواية . راجع : فتح الباري ، ج ۹ ، ص ۶۲ .
2.. مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۲۸۳ و ۲۸۵ و ۳۰۴ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۴۷۴ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۴۲۶ ، ح ۱۳۴۲ ؛سنن أبي داود ، ج ۱ ، ص۳۳۰ ، ح ۱۴۶۸ .
3.. «ألف» : تحزنه إذا .
4.«ألف» : + من القول .
5.. نقل بالمعنى . راجع : خلق أفعال العباد للبخاري ، ص ۵۵ ؛ فوائد العراقيين ، ص ۱۷ ، ح ۵ ؛ البحر المحيط ، ج ۱ ، ص ۱۱۸ ؛كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۶۰۸ ، ح ۲۷۸۸ .
6.. في المصادر : أن تؤتى مأدبته .
7.في المصادر : و مأدبة اللّه .
8.. الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۲۸۵ ، ح ۶۳۴۳ ؛ الإتقان ، ج ۱ ، ص ۲۷۷ ، ح ۱۳۲۹ ؛ الدرّ المنثور ، ج ۱ ، ص ۳۴۹ ، كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۵۱۴ ، ح ۲۲۸۶ . و روي عن عبد اللّه بن مسعود مع تفاوت يسير . راجع : تفسير السمرقندي ، ج ۱ ، ص ۳۸۸ ؛ المحرّر الوجيز ، ج ۱ ، ص ۳۷ .
9.. لَهِجَ بالأمر لَهَجا و لَهْوَجَ و أَلهَجَ : اُولِعَ به و اعتاده ، و ألهجتُه به . و يقال : فلان مُلهَجٌ بهذا الأمر أي مولَع به . و اللَّهَج بالشيء : الوُلوع به . و اللَّهْجةَ و اللَّهَجة : طَرَفُ اللسان . و اللَّهْجة و اللَّهَجة : جَرْسُ الكلام ، و الفتح أعلى . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۳۵۹ لهج .
10.. إلى هنا نقله ابن الأثير عن الهروي و الخطابي و من تقدّمها . راجع : النهاية ، ج ۲ ، ص ۳۲۵ زين .
11.. «ألف» : فقال له عليهالسلام ذلك .
12.. لم نعثر عليه .