155
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

الموت ؛ و ذلك أنّ التكليف ينقطع بالموت، فلا عمل بعده.

و هذا في كلام قد تقدّم تمامه.

و ذكر عليه‏السلام ذلك في خطبة.

و فائدة الحديث: التحذير من الذنوب، و الأمر بالمبادرة إلى التوبة، و إعلامُ أنّها بَعد الموت غير ممكنة.

و راوي الحديث: أبو حُمَيد.

۷۴۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لَيسَ مِنَّا مَنْ تَشَبَّهَ بِغَيرِنا.۱

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ليس من أخلاق الإسلام التشبّه بغير من ارتضاه دينا، و هذا نهي۲ عن أفعال اليهود و النصارى و المجوس الّتي تُخالف الإسلام.

و قوله عليه‏السلام: «ليس منّا» لا يقول۳: إنّه ليس بمسلم! بل يقول: ليس من أخلاقنا و طريقنا التشبّه بغير أهل ديننا، و ذلك في المَطعَم و المأكل و المَلبس ؛ لأنّ كلاًّ منهم يَعمَلون أشياءَ قبيحةً، و يَلبَسون الديباجَ، و يَشرَبون مِن أواني الفضَّة و الذهب، إلى غير ذلك ممّا يخالِف خُلقَ الإسلام.

و تمام الحديث: ليس منّا من تشبّه بغيرنا ؛ لا تشبّهوا باليهود و النصارى، فإنّ تسليم اليهود الإشارة بالأصابع، و تسليم النصارى الإشارة بالأكفّ.

و راوي الحديث: عمرو بن شُعَيب، عن أبيه، عن جدّه.

۷۴۶./۴۵۶/ قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لَيسَ مِنَّا مَن وَسَّعَ اللّه‏ُ عَلَيهِ، ثُمَّ قَتَّرَ عَلَى عيالِهِ.۴

تمام الحديث: و هم يَجِدون ريحَ القُتار مِن الجِيران، و يَرَونهم يُكسَون و لا يُكسَون.

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۰۵ ، ح ۱۱۹۱ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۱۵۹ ، ح ۲۸۳۶ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۸ ، ص ۳۸ ؛ الجامعالصغير ، ج ۲ ، ص ۴۶۵ ، ح ۷۶۷۸ ؛ كنز العمّال ، ج ۹ ، ص ۱۲۸ ، ح ۲۵۳۳۳ .

2.. «ألف» : ينهى .

3.«ب» : «نقول» ، و كذلك المورد الآتي .

4.مسند الشهاب، ج ۲، ص ۲۰۵، ح۱۱۹۲؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۴۶۷ ، ح ۷۶۹۶ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۲۵۵، ح ۱۵.


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
154

۷۴۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لَيسَ بَعدَ المَوتِ مُستَعتَبٌ.۱

«المستعتَب»: الاستعتاب۲، تقول: عَتَبتُ عليه أعتِبُ إذا وَجدتَ عليه۳، و عاتبتُه: فاوَضتُه۴ بسبب العَتْب، فأعتبني أي أرضاني۵ كأنّه سَلَبَ عَتْبي۶ مثل أشكاني أزال شكايتي، و العُتبى: اسم من الإعتاب.

و في الدعاء: لك العتبى لا أعُود۷.۸ و استعتَبَ بمعنى أعتَبَ، و استعتَبَ أيضا طَلَبَ أن يُعتَبَ، يقال: استَعتَبتُه فأعتَبَني أي استرضيته فأرضاني، و قوله تعالى: «وَ إِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ»۹ أي إن يَستقيلوا و يَستَرضُوا لم يقالوا و لم يُرضَوا بأن يُردّوا إلى الدنيا، و قرئ: «و إن يُستَعتَبوا فما هم من المُعتِبين» أي: إن۱۰ أقالهم اللّه‏ تعالى، و ردّهم إلى الدنيا، لم يَعملوا بطاعة اللّه‏، و لم يُرضوه. و هذا كما قال تعالى: «وَ لَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ»۱۱. و الّذي في الحديث بمعنى الإعتاب ؛ أي ليس لهم إقلاع و توبة و إرضاء اللّه‏ تعالى بعد

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۰۴ ، ح ۱۱۸۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۶ ، ص ۱۷۳ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۳۶ ، ص ۷۳ مع اختلافيسير فيه ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ۲ ، ص ۸۹ ؛ الدرّ المنثور ، ج ۶ ، ص ۲۲۲ . الكافي ، ج ۲ ، ص ۷۰ ، ح ۹ ؛ تحف العقول ، ص ۱۱۶ .

2.. الاستعتاب : طلبُك إلى المسيء الرجوعَ عن إساءته . و الإعتاب و الاستعتاب : الرجوع عن الإساءة إلى ما يُرضي العاتبَ . لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۵۷۸ عتب .

3.. أي غَضِبتَ عليه ، و وَجَدَ عليه في الغضب يَجُد و يجِد وَجْدا و جِدَةً و موجَدةً و وِجدانا : غَضِبَ . و في حديث الإيمان : إنِّي سائلك فلا تجد عليَّ ؛ أي لا تغضب من سؤالي . انظر : لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۴۴۶ وجد .

4.. المفاوضة : المساواة و المشاركة ، و هي مفاعَلة من التفويض ، كأنّ كلّ واحد منهما رَدّ ما عنده إلى صاحبه ، و شركة المفاوَضة : الشركة العامة في كلّ شيء . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۲۱۰ فوض .

5.. «ب» : أرضا بي .

6.. العَتْب و العُتبان : لَومُك الرجلَ على إساءةٍ كانت له إليك فاستعتبتَه منها . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۵۷۷ عتب .

7.. في تفسير أبي حمزة : + لا أعود لا أعود .

8.. تفسير أبي حمزة ، ص ۸۷ ؛ مصباح المتهجّد ، ص ۱۵۵ ، الرقم ۲۴۶ ؛ المصباح للكفعمي ، ص ۵۳ .

9.. فصّلت ۴۱ : ۲۴ .

10.. «ب» : ـ إن .

11.. الأنعام ۶ : ۲۸ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10731
صفحه از 465
پرینت  ارسال به