145
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

الحديد۱ صَدِئَةٌ أي سَهِكَةٌ۲.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ القلوب تَصدأ و تَتَّسخ كما يَصدأ الحديد، و ذِكر الصَّداء في القلوب مَثَلٌ ؛ أي إنّها تغفل عن ذكر الموت فتميل إلى الدنيا و أحوالها، فكأنّه ينعقد عليها من ذلك صداء، كما قال اللّه‏ تعالى: «كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ»۳. و الرَّين: الطبع و الدَّنَس، و جلاؤها بذكر الموت ؛ لأنّه إذا ذكره وَصَلَ بردُ اليقين إلى قلبه /۴۵۳/ أنّه راحلٌ مِن الدنيا فمودِّع، و بقراءة۴ القرآن ؛ لأنّه إذا قرأه و تَدَبَّرَه، و اتَّعظ بمَواعظه، و اتَّبع أمرَه وَ نهيه، استنار بذلك قلبُه، و أبدلَ النورَ الساطع بالرَّين۵ و الصَّداءِ الشامل.

و فائدة الحديث: إعلام /۳۹۳/ أنّ جِلاء القلوب و صِقالها۶ و مُحادثتها بذكر الموت و قِراءة القرآن.

و راوي الحديث: ابن عمر.

1.. «ألف» : ـ صداء و .

2.. «ألف» : سهلة .
و السَّهَك : ريح المسك و صدأ الحديد . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۳۶۹ ملج .

3.. المطفّفّين ۸۳ : ۱۴ .

4.. «ألف» : يقرأ .

5.. هذا هو الصحيح ؛ إذ تَدخل «الباءُ» في «البَدَل» و «الاستبدال» على المتروك ، قال تعالى حكايةً عن نبيِّه الكليم عليه و على نبيِّنا و آله أفضل الصلاة و أتمُّ التسليم : «قالَ أتَسْتَبْدِلُوْنَ الَّذِيْ هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ . . .» [البقرة۲ : ۶۱] (عبد الستّار) .

6.. «الف» : صفاءها .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
144

و قال عليه‏السلام: لا تحرِّم۱ الإملاجةُ۲ و۳ الإملاجتان ؛۴ أي المَصّة و المصّتان.

و أخبرني بعضُ مَن كنتُ قَرأت عليه هذا الكتابَ أنّ معناه أنّ المرأة لا تكون ظِئرا۵ تُرضِعُ وَلَدَ غيرها إلاّ بعد الاضطرار و الجوع، و كأنّه يَقرَع بابَ هذا۶ المَثَل: تَجوع الحُرَّةُ و لا تَأكل بثدييها.۷ و هذا كماترى، و وَجدتُ بأَخَرةٍ۸ مَن يفسِّر هذا الحديث فيقول: الرَّضاعة: اللُّؤم، و قد رَضُعَ رَضاعةً، و المَجاعة: الوَقاحة و الفُحش مِن قولك: امرأةٌ مَجِعَة. أي اللُّؤْم من الوقاحة، و هذا الوجه لَيتَ شعري ماذا أقول فيه؟!

و فائدة الحديث: إعلام أنّ الرضاع الّذي له حكم التزاوج۹ هو ما يُنبِت اللحمَ و لا يكون ذلك إلاّ عن جوع الصبيّ إذا رضع.

و راوية الحديث: عائشة.

۷۳۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ هذِهِ القُلوبُ تَصدَأُ كَما يَصدَأُ الحَديدُ. قيلَ: وَ ما جَلاَؤُها؟ قَالَ: ذِكرُ المَوتِ وَ تِلاوَةُ القُرآنِ.۱۰

صَداء الحديد: وَسَخُه الّذي يَركُمه۱۱، و قد صَدِئَ الحديدُ يَصدَأ صَدْأً، و يَدي۱۲ مِن

1.. «ألف» : لا تحريم .

2.. الإملاج : الإرضاع ، و أملجَتْه اُمُّه : أرضَعَته . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۳۶۹ ملج .

3.. في الشرح الكبير : + لا .

4.. شرح صحيح مسلم للنووي ، ج ۱۰ ، ص ۲۷ ؛ الشرح الكبير لابن قدامة ، ج ۹ ، ص ۲۰۰ .

5.. الظِّئر : العاطفة على غير ولدها المرضعة له من الناس و الإبل ، الذكر و الأنثى فيه سواء ، و قد ظَأَرَها عليه يَظأرها ظَأرا و ظِئارا فاظَّأَرتْ . انظر: لسان العرب ، ج۴ ، ص۵۱۴ ظأر .

6.. «ألف»: و كأنّه بقرع باب لهذا.

7.. في أكثر المصادر : «ثدييها» ؛ أي : و لا تأكل اُجرة ثدييها . انظر : شمس العلوم ، ج ۲ ، ص ۸۲۷ الثدي ؛ و ج ۱۲ ، ص ۲۲۷ (حرف التاء) ؛ المغرب ، ج ۱ ، ص ۱۱۴ (ثدي) ؛ لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۹ (أكف) ؛ الطراز الأوّل ، ج ۷ ، ص ۲۷۸ (المثل) و ۲۷۸ (حرز) ؛ تاج العروس ، ج ۱۲ ، ص ۸۷ (أكف) .

8.. «ألف» : بأجرة .

9.«ألف» : حكم التزواج .

10.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۹۸ و ۱۹۹ ، ح ۱۱۷۸ و ۱۱۷۹ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۵ ، ص ۲۸۳ ؛ و ج ۱ ، ص ۲۵۹ مع اختلاف يسير فيه ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۵۴۵ ؛ و ج ۲ ، ص ۲۴۱ ؛ ميزان الاعتدال ، ج ۲ ، ص ۶۰۸ ، ح ۵۰۳۹ ؛ لسان الميزان ، ج ۶ ، ص ۱۶۴ (مع اختلاف يسير فيه) . الدعوات للراوندي ، ص ۲۳۷ ، ح ۶۶۲ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۲۷۹ ، ح ۱۱۳ ؛ بحار الأنوار ، ج ۳۲ ، ص ۳۴۹ (و فيه عن النهاية مع اختلاف يسير) .

11.. «ألف» : يتركّبه .

12.. «ألف» : بدى .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10776
صفحه از 465
پرینت  ارسال به