139
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

المطلق فلا يقال إلاّ في الخير.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّما يَعرِف و يَعترف بفضل أهل الفضل مَن يكون ذلك فيه، و لو لا كونُه فيه لَما اهتدى إلى أهله.

و روي في سبب ذلك: أنّ رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله كان جالسا في المسجد و قد أطافَ به أصحابهُ ـ رضي اللّه‏ عنهم ـ إذ أقبَلَ أميرُ المؤمنين عليه‏السلام فوقف فسَلَّم، ثمّ نظر مجلسا يُشبِهه، فنَظر رسولُ اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في وجوه أصحابه أيُّهم يوسِّع؟ فوَسّع أبو بكر عن موضعه، و تَزَحزَح عن مجلسه ـ و كان على يمين النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ـ و قال: هاهنا يا أبا الحسن. قال أنَسٌ: فرأَينا السُّرورَ في وجه رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، ثمّ قال: يا أبا بكر، إنّما يعرف الفضل... الحديث.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ الفاضل هو الّذي۱ يَعرف الفاضل.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۷۳۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّما بُعِثتُ لاُتَمِّمَ مَكارِمَ الأَخلاقِ.۲

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ اللّه‏ تعالى قد غَرَّزَ۳ في طِباعهم الاهتداءَ إلى الأفعال الحسنة الّتي يجوز أن يَتخلّقوا بها، كالجود و الصدق و الإعانة و الإغاثة إلى غير ذلك، و كانت ثَمّ أخلاقٌ لا يُمْكِنهم۴ الاهتداءُ إليها بعقولهم كالصلاة و الزكاة و تعيين الفرائض و أعدادها و أوقاتها، فبعثني اللّه‏ تعالى لاُتمِّم مكارم الأخلاق لهم، و اُعلِّمَهم الشرائعَ و الأحكام، و اُبيِّنَ لهم

1.. «ب» : ـ الّذي .

2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۹۲ ، ح ۱۱۶۵ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۱۰ ، ص ۱۹۲ ؛ عمدة القاري ، ج ۲۲ ، ص ۱۱۸ ؛تحفة الأحوذي ، ج ۵ ، ص ۴۷۰ ؛ الاستذكار ، ج ۸ ، ص ۵۷۶ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۱ ، ص ۴۲۰ ، ح ۳۱۹۶۹ . مسند الرضا عليه‏السلام ، ح ۱۳۱ ؛ مكارم الأخلاق للطبرسي ، ص ۳ و ۸ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۶ ، ص ۲۱۰ ؛ و ج ۶۸ ، ص ۳۸۲ ، ح ۱۷ .

3.. غَرَّزَ : جَعَلَها غَريزةً .

4.. هذا هو الصواب ؛ بتعدية الفعل أَمْكَنَ بنفسه ، و المتأخِّرون ـ يعدُّونه في الغالب باللام ـ فيقولون مَثلاً : «لا يُمكِن لِفلانٍ أن يَفعل كذا» ، و هو خطأٌ فاحش . (عبد الستّار) .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
138

سائرَ جسده.۱

و قال الشاعر:

شِفاء العَمى حُسنُ۲ السؤال و إنّما

تمام۳ العَمى طولُ السكوتِ على الجهل۴

و قال أمير المؤمنين عليه‏السلام: اُوصيكم بخَمسٍ ؛ لو ضَربتم إليها آباط۵ الإبل كانت لذلك أهلاً: لا يَرجُوَنَّ أحدٌ منكم إلاّ ربَّه، و لا يَخافَنّ إلاّ ذنْبَه، و لا يَستحيينّ۶ أحدٌ۷ إذا سُئل عمّا لا يَعلم أن يقول: لا أعلم! و لا يستحيينّ أحد إذا لم يَعلَم الشيءَ۸ أن يتعلّمه ؛ و۹ بالصبر فإنّ الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد ؛۱۰ لا خير في جسد لا رأس معه، و لا في إيمان لا صبر معه.۱۱

و فائدة الحديث: أمر المتحيِّر في أمره بالسؤال و التفحّص عنه۱۲.

و راوي الحديث: أمير المؤمنين صلوات اللّه‏ عليه.

۷۳۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّما يَعرِفُ الفَضلَ لِأَهلِ الفَضلِ ذَوُو الفَضلِ.۱۳

«الفضل» مطلقا: الزيادة المحمودة، و ربّما يُضاف إلى غير المحمود لفضل الغضب ؛ فأمّا

1.. سنن أبي داود ، ج ۱ ، ص ۸۵ ، ح ۳۳۶ ؛ سنن الدارقطني ، ج ۱ ، ص ۱۹۸ ، ح ۷۱۹ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۱ ،ص ۲۲۷ .

2.. في أدب الدنيا و الدين و جامع بيان العلم و فضله : طول .

3.. في أدب الدنيا و الدين : دوام .

4.. الشاعر هو بشّار بن برد على ما في أدب الدنيا و الدين ، ص ۶۷ ، أو الأصمعي على ما في جامع بيان العلم و فضله ،ص ۱۲۵ ، أو ابن نجدة على ما في معجم الاُدباء ، ج ۶ ، ص ۲۵۲۴ .

5.. الإبِط من الرجُل و الدوابّ : باطن المَنكِب ، و باطن الجَناح ، و الجمع اَباط . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۲۵۳ أبط .

6.. في المصدر : «و لا يستحينّ» ، و كذلك المورد الآتي .

7.. في المصدر : + منكم .

8.«ألف» : أحد ادا لم الشيء !

9.. في المصدر : + عليكم .

10.. في المصدر : + و .

11.. نهج البلاغة ، الحكمة ۸۲ .

12.. «ألف» : ـ عنه .

13.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۹۱ ، ح ۱۱۶۴ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۳ ، ص ۳۲۰ ، ح ۱۴۱۹ ؛ و ج ۷ ، ص ۲۳۰ ، ح ۳۷۰۴ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۲۶ ، ص ۳۳۴ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۴۰۰ ، ح ۲۶۱۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۳ ، ص ۵۱۴ ، ح ۳۷۳۲۱ ؛ عيون الحكم و المواعظ ، ص ۱۸۰ ؛ بحار الأنوار ، ج ۲۷ ، ص ۹۹ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10580
صفحه از 465
پرینت  ارسال به