المطلق فلا يقال إلاّ في الخير.
يقول صلىاللهعليهوآله: إنّما يَعرِف و يَعترف بفضل أهل الفضل مَن يكون ذلك فيه، و لو لا كونُه فيه لَما اهتدى إلى أهله.
و روي في سبب ذلك: أنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله كان جالسا في المسجد و قد أطافَ به أصحابهُ ـ رضي اللّه عنهم ـ إذ أقبَلَ أميرُ المؤمنين عليهالسلام فوقف فسَلَّم، ثمّ نظر مجلسا يُشبِهه، فنَظر رسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله في وجوه أصحابه أيُّهم يوسِّع؟ فوَسّع أبو بكر عن موضعه، و تَزَحزَح عن مجلسه ـ و كان على يمين النبيّ صلىاللهعليهوآله ـ و قال: هاهنا يا أبا الحسن. قال أنَسٌ: فرأَينا السُّرورَ في وجه رسول اللّه صلىاللهعليهوآله، ثمّ قال: يا أبا بكر، إنّما يعرف الفضل... الحديث.
و فائدة الحديث: إعلام أنّ الفاضل هو الّذي۱ يَعرف الفاضل.
و راوي الحديث: أنس بن مالك.
۷۳۱.قوله صلىاللهعليهوآله: إِنَّما بُعِثتُ لاُتَمِّمَ مَكارِمَ الأَخلاقِ.۲
يقول صلىاللهعليهوآله: إنّ اللّه تعالى قد غَرَّزَ۳ في طِباعهم الاهتداءَ إلى الأفعال الحسنة الّتي يجوز أن يَتخلّقوا بها، كالجود و الصدق و الإعانة و الإغاثة إلى غير ذلك، و كانت ثَمّ أخلاقٌ لا يُمْكِنهم۴ الاهتداءُ إليها بعقولهم كالصلاة و الزكاة و تعيين الفرائض و أعدادها و أوقاتها، فبعثني اللّه تعالى لاُتمِّم مكارم الأخلاق لهم، و اُعلِّمَهم الشرائعَ و الأحكام، و اُبيِّنَ لهم
1.. «ب» : ـ الّذي .
2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۹۲ ، ح ۱۱۶۵ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۱۰ ، ص ۱۹۲ ؛ عمدة القاري ، ج ۲۲ ، ص ۱۱۸ ؛تحفة الأحوذي ، ج ۵ ، ص ۴۷۰ ؛ الاستذكار ، ج ۸ ، ص ۵۷۶ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۱ ، ص ۴۲۰ ، ح ۳۱۹۶۹ . مسند الرضا عليهالسلام ، ح ۱۳۱ ؛ مكارم الأخلاق للطبرسي ، ص ۳ و ۸ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۶ ، ص ۲۱۰ ؛ و ج ۶۸ ، ص ۳۸۲ ، ح ۱۷ .
3.. غَرَّزَ : جَعَلَها غَريزةً .
4.. هذا هو الصواب ؛ بتعدية الفعل أَمْكَنَ بنفسه ، و المتأخِّرون ـ يعدُّونه في الغالب باللام ـ فيقولون مَثلاً : «لا يُمكِن لِفلانٍ أن يَفعل كذا» ، و هو خطأٌ فاحش . (عبد الستّار) .