و قد قَسَمَ صلىاللهعليهوآله الأحوالَ قسمةً بليغةً عن ربّه تعالى ؛ و ذلك لأنّ الإنسان لا يخلو من أن يكون۱ ناطقا أو صامتا، فذَكَرَ شُغُلَه في كلّ الأحوال ؛ و إنّما ذَكر عليهالسلام ذلك۲ ليَتَّبِعَه۳ اُمَّتُه في جميع ذلك.
و فائدة الحديث: إعلام أنّ اللّه تعالى أمَرَه بأن يَشتغل في جميع حالاته بالعبادة.
و راوي الحديث: ابن عائشةَ، عن أبيه.
۷۲۸.قوله صلىاللهعليهوآله: إِنَّما أَنَا رَحمَةٌ مُهدَاةٌ.۴
يقول صلىاللهعليهوآله: بَعَثَني اللّه تعالى رحمةً إلى الناس أهداها لهم ؛ اُعلِّمهم الخيرَ و أدعوهم إليه، و آمُرُهم بالمعروف و أنهاهم عن المنكر، و اُحِلُّ لهم الطيبات و اُحرِّم عليهم الخبائث، و أضَعُ عنهم إصرَهم و الأغلالَ الّتي كانت عليهم.۵ هذا في الدنيا ؛ فأمّا في الآخرة فأشفع لهم و أستعفي عنهم، و لذلك قال اللّه تعالى: «وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلاّ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ»۶.
و فائدة الحديث: إعلام أنّ اللّه تعالى بَعَثَ النبيَّ صلىاللهعليهوآله للرحمة.
و راوي الحديث: أبو هريرة.
۷۲۹.قوله صلىاللهعليهوآله: إِنَّما شِفَاءُ العِيِّ السُّؤالُ.۷
«العِيّ»: العجْز عن البيان، و قد عَيَّ في منطقه و عَيِيَ فهو عَيِيٌّ و عَيٌّ، و كذلك عَيَّ بأمره و
1.. «ب» : ـ يكون .
2.. «ب» : ذكر ذلك عليهالسلام .
3.. التذكيرهنا له وجه ، و إنْ كانَ الأَصْلُ تأنيْث الفِعْلِ فيه : لِتَتَّبعه اُمَّتُه . عبد الستّار .
4.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۸۹ ، ح ۱۱۶۰ و ۱۱۶۱ ؛ سنن الدارمي ، ج ۱ ، ص ۹ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۳۵ ؛المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۷ ، ص ۴۴۱ ، ح ۱۴۴ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۳۹۵ ، ح ۲۵۸۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۱ ، ص ۴۲۵ ، ح ۳۱۹۹۵ .
5.. اقتباس من سورة الأعراف ۷ ، الآية ۱۵۷ : «الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِىَّ الْأُمِّىَّ الَّذِى . . . كَانَتْ عَلَيْهِمْ» الآية .
6.. الأنبياء ۲۱ : ۱۰۸ .
7.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۹۰ و ۱۹۱ ، ح ۱۱۶۲ و ۱۱۶۳ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۳۳۰ ؛ سنن الدارمي ، ج ۱ ، ص ۱۹۲ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۱۸۹ ، ح ۵۷۲ . الكافي ، ج ۳ ، ص ۶۸ ، ح ۵ ؛ كتاب من لا يحضره الفقيه ، ج ۱ ، ص ۱۰۷ ، ح ۲۱۹ ؛ التهذيب ، ج ۱ ، ص ۱۸۴ ، ح ۵۳۰ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۳ ، ص ۴۶ ، ح ۱۳۳ .