133
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

إذا لم تَخشَ عاقبةَ الليالي

و لم تَستَحيِ فاصنَعْ ما تشاء۱

و الثاني: انظر۲ في الأمر ؛ فإن كنتَ لا تستحيي من مُلابسته، و لا تستنكف مِن مَدّ اليد إليه لا من اللّه‏ و لا من الخلق، فافعله غير مُحابٍ ؛ فإنّه لا وجهَ قبيح فيه، كأنّه عليه‏السلام يقول: كُلُّما لا يُستحيا من فعله فهو حسن لا بأس بفعله، و القبيح كلّه۳ مستحيا من فعله.

و فائدة۴ الحديث: إعلام أنّه إذا ذهب الحياءُ فلا مانع من القبيح ؛ أو انظر في الأمر، فإن لم تستحي من فعله فافعله فهو حسن.

و راوي الحديث: ابن مسعود۵.

۷۲۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ المُصَلِّي لَيَقرَعُ بَابَ المَلِكِ، وَ إِنَّ مَن قَرَعَ البابَ يُوشِكُ أنْ يُفتَحُ لَهُ.۶

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ الصلاة بمنزلة قرع باب۷ المَلِك، و لا شَكَّ أنّه إذا دام قرعُ الباب يُفتَح للقارع، و الواحد منّا إذا قرع عليه البابَ مسكينٌ، و داوم عليه متضرّعا، رَحِمَه المقروعُ عليه البابُ، و لم يجوِّز أن يبقى في ذُلّ القيام على الباب، ففَتَح له و آواه، فكيف الخالق البارئ الرحيم الغفور؟

و ذِكر قرع الباب مَثَلٌ ؛ و إنّما شَبَّه الصلاةَ بقرع الباب لأنّ القرع استئذان في الدخول و استفتاحٌ للباب، و كذلك۸ الصلاةُ استعطاف لفتح باب الرحمة.

و فائدة الحديث: تشبيه الصلاة بقرع الباب، و القارع لا بدّ [أنْ] يُفتَح له. و قد قيل: مَن

1.. الشعر لأبي تمام . راجع : الاستذكار ، ج ۲ ، ص ۲۸۹ ؛ روضة الواعظين ، ص ۴۶۰ ؛ أعلام الدين ، ص ۱۴۸ .

2.. «ألف» : فانظر .

3.. «ألف» : كلّ .

4.. «ب» : «فهو ئدة» بدل «فعله و فائدة» .

5.. «ب» : أبو مسعود .

6.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۸۸ ، ح ۱۱۵۷ ؛ كنز العمّال ، ج ۷ ، ص ۲۹۹ ، ح ۱۸۹۷۰ ؛ و ج ۸ ، ص ۵ ، ح ۲۱۶۲۱ ؛ ميزانالاعتدال ، ج ۴ ، ص ۳۸۶ ؛ لسان الميزان ، ج ۶ ، ص ۲۶۲ .

7.. «ألف» و «ب» : الباب .

8.. «ب» : فلذلك .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
132

و الأصل أن لا تطلب للتكاثر۱، بل بقدر ما يسُدّ۲ الجَوعةَ و يَصون ماءَ الوجه، و بعد قوله تعالى: «وَ مَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّه‏ِ رِزْقُهَا»۳ فعلى من يَشكّ في وصول الرزق إليه العَفاء!

و فائدة الحديث: إعلام أنّ الرزق لا شكّ واصل، فلا ينبغي أن يَتكلّف الإنسان ما لا يَحِلّ و لا يَجمُل.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن مسعود رضى‏الله‏عنه.

۷۲۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ مِمَّا أَدرَكَ النَّاسُ مِن كَلامِ النُّبُوَّةِ الاُولَى: إِذَا لَم تَستَحيِ فَاصنَعْ مَا شِئتَ!۴

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ممّا أدركه الناس من كلام الأنبياء المتقدّمين هذه الكلمة، و يَحتمل هذا الكلامُ وَجهَين من التأويل: الأوّل أنّك إذا تَفَصَّيتَ۵ من عهدة الحياء، و لم تَكترث له و لم تَلزَم حكمَه، سهُل عليك ارتكابُ كلّ شيء ؛ لأنّ أكثرَ ما يصُدّ الإنسانَ مِن القبائح فيما بين الخَلق الحياءُ ؛ فإذا ارتفع هذا /۴۴۸/ الوازع، و زال هذا المانعُ، فما الّذي يَمنع ارتكابَ كلّ محظور؟ إلاّ أن يكون الرجُلُ ممّن امتَحن اللّه‏ُ قلبَه بالإيمان، فيكون مراعاةُ جانب اللّه‏ تعالى هي الصادّةَ له عن ذلك، و تكون من باب قوله عزّ و جلّ: «اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ»۶، و من باب قول الشاعر:

1.. «ألف» : التكاثر .

2.. «ب» : يشدّ .

3.. هود ۱۱ : ۶ .

4.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۸۶ و ۱۸۷ ، ح ۱۱۵۳ - ۱۱۵۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۱۲۱ ؛ و ج ۵ ، ص ۲۷۳ ؛ صحيحالبخاري ، ج ۷ ، ص ۱۰۰ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۴۳۶ ، ح ۴۷۹۷ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۸ ، ص ۲۷ . الأمالي للسيّد المرتضى ، ج ۱ ، ص ۵۳ ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۴۱۳ .

5.. «ألف» : تَقَضَّيت .
و تَفصَّى الإنسانُ : تخلَّصَ من الضيق و البليّة . لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۱۵۶ فصي .

6.. فصّلت ۴۱ : ۴۰ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10646
صفحه از 465
پرینت  ارسال به