13
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

و قال القاضي أبو الحسن الجرجاني۱ العلاَّمةُ۲:

و لو أنّ أهل العلم صانوه صانَهم

و لو عظّموه في النفوس لعَظَّما

و لكن أهانوه فهانوا۳ و دَنَّسوا

مُحيّاه بالأطماع حتّى تَجَهَّما

و لم أبتذِلْ في خدمة العلم مُهجتيلأخدُم۴ مَن لاقَيتُ لكن لاُخدَما۵

و فائدة الحديث: إعلام أنّ مِن البيان ما يكون مُعجِبا كالسِّحر، و أنّ مِن الشعر ما يكون حكمةً، و أنّ مِن القول ما له عليك مؤونةٌ، و إنّ مِن طلب العلم ما يؤدّي إلى الجهل.

و راوي الحديث: صعصعة بن صوحان، عن أمير المؤمنين عليه‏السلام.

۶۲۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنَّ اُمَّتي اُمَّةٌ مَرحُومَةٌ.۶

هذا الحديث يَحتمل وجهين من التأويل:

أحدُهما: أن يكون المعنى: إنّ اُمّتي اُمّةٌ ضعيفة قد سامَحَهم اللّه‏ تعالى، فوَضَعَ عنهم الآصارَ الّتي كانت على الاُمم، و خَفَّفَ عليهم التكليفَ، و كلّفهم دون ما يُطيقون، و الضعيف يقال له مرحوم على تأويل أنّه أهل لأن يُرحَم.

و الوجه الثاني: أنّ اللّه‏ تعالى سيَرحَمهم في الآخرة، و يَغفر لهم ذنوبَهم، و هم الّذين يُختَم۷ بهم التكليف.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ اُمّة النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله مرحومةٌ في الدنيا و الآخرة.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

1.. القاضي الجرجاني الفقيه الشافعي ، توفِّي بنيشابور سنة ۲۶۶ هـ . وفيات الأعيان ، ج ۳ ، ص ۲۷۸ .

2.. «ألف» : لغلامه .

3.في الأدب : «فهان» . و في المستطرف : «فهوّنوا» .

4.. في المستطرف : لآخذ .

5.. أدب الدنيا و الدين ، ص ۹۶ ؛ المستطرف ، ص ۲۸ . و البيت الأخير في كلا المصدرين مقدّم على الأوّلين .

6.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۰۰ و ۱۰۱ ، ح ۹۶۷ ـ ۹۷۰ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۴۱۰ و ۴۱۸ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ،ص ۲۵۴ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۷ ، ص ۲۲۴ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۱ ، ص ۲۹۴ ؛ و ج ۴ ، ص ۲۳۰ ؛ مسند الشاميّين ، ج ۱ ، ص ۲۶۸ ، ح ۴۶۵ و ۴۶۶ .

7.. «ألف» : يحتم .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
12

و۱ قوله عليه‏السلام: «إنّ۲ مِن طلب العلم جهلاً» قيل فيه: إنّه۳ إشارةٌ إلى ما لا يُجدي مِن العلوم كالنجوم و النَّيرَنجات، و الّذي يَصِحُّ عندي مِن معناه أنّه عليه‏السلام يريد به أنّ العالِم ربّما يَحمِله عِلمُه على التكبّر و البَذَخ۴ و الشروع فيما لا يَعنيه، فكأنّه طَلَبَ الجهلَ حين طلب العلم ؛ لأنّه كان ذريعةً إلى ما شَرَعَ فيه مِن المكروه، و يكون تقديره: إنّ مِن طلب العلم طلب سبب جهل! فحَذَفَ المضافَ ؛ و ذلك لأنّه قد يَصير العلم سبب الجهل في بعض الأوقات.

و قد رُوي عن وَهْبِ بنِ منبِّه أنّه قال: إنّ للعلم طغيانا كطغيان المال.۵

و قيل لزائدةَ بنِ قُدامَةَ۶: إنّ الربيع بن لوط۷ وُلّي القضاء مِن جهة السلطان، فبكى، ثمّ قال: ربّما كان عِلم الرجل و بيانه وبالاً على صاحبه!۸

و روي: أنّ سفيانَ الثَّوريَّ قال في مرض موته: يا ليتني لم أكن سيّدَ قومي! كم من باطل قد حقّقناه۹، و كم من حقّ قد أبطلناه۱۰!۱۱

/۳۹۸/ و قال الفُضَيل بن عِياض: لو كان عند علمائنا صبر لما تبذل بهم هؤلاء!۱۲

1.. «ب» : ـ قوله عليه‏السلام : إنَّ من طلب العلم . . . و رسوله و .

2.. «ألف» : ـ إنّ .

3.. «ب» : ـ إنّه .

4.. البَذَخ : الكبر ، و الفخر ، و تطاولُ الرجل بكلامه و افتخاره . انظر : لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۷ بذخ .

5.. كتاب العلم لأبي خيثمة ، ص ۲۶ ؛ غريب الحديث ، ج ۲ ، ص ۶۴۳ ، ذيل مادّة «طغا» ؛ جامع العلم و فضله ، ج ۱ ، ص ۱۲۸ ؛ربيع الأبرار ، ج ۴ ، ص ۲۹ .

6.. زائدة بن قدامة الثقفي ، ابن عمّ المختار و أحد قادته في حروبه ، بعثه سنة ستّ و سبعين لحرب شبيب بن قيس الخارجي فقتله الشبيب . شذرات الذهب في أخبار من ذهب ، ج ۱ ، ص ۸۳ .

7.. هو كوفيّ تابعيّ .

8.. لم نعثر عليه إلاّ في روح الأحباب لأبي الفتوح الرازي المخطوط .

9.. «ألف» : حقّقنا .

10.. «ألف» : أبطلنا .

11.. لم نعثر عليه إلاّ في روح الأحباب لأبي الفتوح الرازي المخطوط ، نعم روي مثله عن شقيق بن ثور . راجع : تاريخ مدينةدمشق ، ج ۲۳ ، ص ۱۵۱ ؛ تهذيب الكمال ، ج ۱۲ ، ص ۵۴۷ ؛ تاريخ الإسلام ، ج ۵ ، ص ۱۲۵ .

12.. الاعتبار و سلوة العارفين لإسماعيل الحسيني الجرجاني ، ص ۱۸۱ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10617
صفحه از 465
پرینت  ارسال به