۷۲۰.قوله صلىاللهعليهوآله: إِنَّ مِن قَلبِ ابنِ آدَمَ بِكُلِّ وَادٍ شُعبَةً، فَمَن أَتبَعَ قَلبَهُ الشُّعَبَ كُلَّها لَم يُبالِ اللّهُ في أَيِّ وَادٍ أَهلَكَهُ.۱
«الشُّعبة»: الطائفة و القطعة من كلّ شيء.
يقول صلىاللهعليهوآله: قلبُ ابنِ آدمَ متوزِّع في الإرادات و الشهوات، مصروف عمّا يعنيه، فتارةً يَشتغل۲ بالأموال و ترقيحها۳ أو تمنّاها، و تارةً يشتغل بالشهوات و اللذات أو يتصوّرها، وتارةً يَظلم الناسَ و يغصب أموالهم، إلى غير ذلك من المناهي ؛ فمَن قَصَرَ نفْسَه على ذلك غيرَ مُلتفتٍ إلى ما خُلِق له من الطاعة و العبادة و النظر في اُمور الآخرة و تحصيل سعادة المعاد، كاد التوفيق يُحبَس عنه، و يُترَك في شهواته و مَلاذّه و ماله و معاملاته و ظلمه و غصبه۴ و ما هو بصدده ممّا لا يعنيه، ثمّ يغافصه۵ الموت في بعض ذلك ساهيا غارّا۶ غافلاً /۴۴۶/ غيرَ مستعِدّ للآخرة و لا مرتِّبٍ زادا. و ذِكر «الوادي» مَثَلٌ للأمر يَلتبس به ؛ لأنّ لكلّ عمل فسحةً و مجالاً، فكأنّه وادٍ ينزل به.
و فائدة الحديث: التحذير من إغفال اُمور۷ الآخرة و الإعراض عنها، و أنّ۸ اللّه تعالى ربّما يهلكه۹ في بعض ما يَشرع فيه فيَبقى خائبا خاسرا.
و راوي الحديث: موسى بن عليّ بن رَباح۱۰ عن أبيه.
1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۸۳ ، ح ۱۱۴۵ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۳۹۵ ، ح ۴۱۶۶ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۳۵۷ ،ح ۲۳۴۳ ؛ تهذيب الكمال ، ج ۱۳ ، ص ۴۵ ، ح ۲۸۱۰ .
2.. «ألف» : يشغل .
3.. الترقيع و الترقّح : إصلاح المعيشة ، و ترقيح المال : إصلاحه و القيام عليه . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۴۵۱ رقح .
4.. «ألف» : غضبه .
5.. «ألف» : غافَصَ الرجُلَ مغافَصةً و غِفاصا : أخَذَه على غِرَّة فركبه بمساءة . لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۶۱ غفص .
6.. «ألف» : «غازا» . و الغارّ : الغافل . لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۱۳ غرر .
7.. «ألف» : أمر .
8.. «ألف» : فإنّ .
9.. «ألف» : أهلكه .
10.. «ألف» : رباج .