المسالمة و الموادعة، و حَسّن كلامَه و نقّاه من الفحش و الغَثاثة۱ و الوقوع في الأعراض، كان ذلك له من موجبات المغفرة و الرحمة، و ما أرخَصَ۲ المغفرةَ بهذه المعاملة السهلة، الخفيفةِ المَحمِل، القريبة المأخذ، الهنيئة المتناول ؛ و قد تقدّم الكلام في السلام و إفشائه.
و فائدة الحديث: الأمر بإفشاء السلام و تطيّب الكلام، و إعلام أنّ ذلك موجب لمغفرة اللّه تعالى.
و راوي الحديث: المِقدام بن شُريح، عن أبيه، عن جدّه، قال: قلت: يا رسول اللّه، أيُّ عمل يُدخِلني الجنّةَ؟ فقال عليهالسلام ذلك.
۷۱۹.قوله صلىاللهعليهوآله: إِنَّ الدُّنيا حُلوَةٌ خَضِرَةٌ، وَ إِنَّ اللّهَ مُستَخلِفُكُم فيها فَناظِرٌ كَيفَ تَعمَلُونَ؟۳
«خَضِرة» أي غَضَّة۴ ناضرة۵ طريّة، و أصله من خُضْرَة الشجر و البقل، و كلّ غَضٍّ طريٍّ فهو خَضِرٌ، و يقال: هو لك خَضِرا مَضِرا ؛ أي سَهلاً عَفوا بغير ثمن. و «مَضِرا» إتباع، و يقال: خِضْرا مِضْرا. و قال الكسائي: بَضِرا.۶ و «مستخلِفكم»: جاعِلكم خُلَفاءَ۷ لِمن قَبلكم، و الخليفة: النائب عن غيره، و منه الخليفة الّذي إليه الحكم الكلّي.
يقول صلىاللهعليهوآله: إنّ الدنيا حلوة طيّبة ناعمة، و اللّه تعالى مسلِّمها منكم، ثمّ ينظر إليكم كيف
1.. الغَثُّ : الرديء من كلّ شيء ، و غَثَّ يَغِثُّ و يَغَثُّ غَثاثةً و غُثوثةً ، و غَثَّت الشاة : هَزِلَت . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۱۷۱ غثث .
2.. «ب» : أدحض .
و الرَّخْص و الرخيص : الشيء الناعم الليِّن ، و الرُّخْص : ضد الغلاء ، رَخُص السِّعرُ ، فهو رخيص . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۴۰ رخص .
3.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۸۱ و ۱۸۲ ، ح ۱۱۴۱ ـ ۱۱۴۴ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۸۹ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ،ص ۵۰۵ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۳ ، ص ۳۶۹ ؛ مسند ابن الجعد ، ص ۲۳۶ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۲ ، ص ۳۵۲ .
4.. الغضّ : الطريّ ، و كذا الغضيض . لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۱۹۶ غضض .
5.. «ألف» : ناظرة .
6.. نقل عنه الجوهري في الصحاح ، ج ۲ ، ص ۸۱۸ ، ذيل مادّة «مضر» .
7.. «ألف» : خَلَفا .