121
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

أجُرُّكم عنها و أستردّكم منها.

و هذا كقوله تعالى: «وَ كُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا»۱.

و يجوز أن يكون ذلك إشارةً إلى يوم القيامة ؛ لأنّه قال عليه‏السلام في حديث آخر: يا عليُّ، إذا كان يومُ القيامة تَعلّقتُ۲ بحجزة اللّه‏ تعالى، و تَعلّقتَ۳ أنتَ۴ بحُجزَتي، و تَعلَّقَ أولادُك۵ بحجزتِك، و تعلّق شيعتُك۶ بحجزتهم، فتَرى أين يُؤمَرُ بنا؟!۷

و فائدة الحديث: إعلام أنّه عليه‏السلام سبب خلاصهم و نجاتهم بالدعاء إلى الخير و الدين۸ في يوم القيامة.

و راوي الحديث: ابن عبّاس رضى‏الله‏عنه.

۷۱۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّا لاَ نَستَعمِلُ عَلَى عَمَلِنا مَن أَرادَهُ.۹

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ الّذي يَطلُب العملَ فكأنّما يطلبه لغرض نفسه ؛ لأنّ العمل شُغلٌ شاغلٌ ؛ تَعَبٌ في الدنيا، و حسابٌ في الآخرة ؛ فلا يَكاد يَرغَبُ فيه إلاّ مَن يُضمِر الخيانةَ، و هو صلى‏الله‏عليه‏و‏آله لا يؤثِر الخائنَ عاملاً على بلدٍ مِن بلاد المسلمين، و هذا كما قال: إنّ الوصيّة لا يَختارها إلاّ حائنٌ أو خائن.۱۰

1.. آل عمران ۳ : ۱۰۳ .

2.. في مسند زيد بن عليّ عليه‏السلام و المناقب : أخذت .

3.. في مسند الرضا عليه‏السلام : «و أنت متعلّق» بدل «و تعلّقت أنت» .

4.. في مسند زيد بن عليّ عليه‏السلام و المناقب : «و أخذ ولدك» . و في مسند الرضا عليه‏السلام : «و ولدك متعلّقون» .

5.. في مسند زيد بن عليّ و المناقب : «و أخذ شيعة ولدك» . و في مسند الرضا عليه‏السلام : «و شيعة ولدك متعلّقون» .

6.. مسند زيد بن عليّ عليه‏السلام ، ص ۴۵۵ ؛ مسند الرضا عليه‏السلام ، ص ۶۷ ، ح ۷ ؛ المناقب للخوارزمي ، ص ۲۹۵ ، ح ۲۸۹ .

7.. «ب» : + و .

8.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۷۷ ، ح ۱۱۳۴ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۴۰۹ ؛ صحيح البخاري ، ج ۳ ، ص ۴۸ ؛ و ج ۸ ، ص ۵۰ ؛صحيح مسلم ، ج ۶ ، ص ۶ ؛ السنن الكبرى للنسائي ، ج ۱ ، ص ۶۵ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۱۳ ، ص ۲۱۴ ، ح ۷۲۴۰ .

9.. لم نعثر عليه .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
120

۷۱۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنِّي مُمسِكٌ بِحُجَزِكُم عَنِ النَّارِ، وَ تَقاحَمونَ فيها تَقاحُمَ الفَراشِ وَ الجَنَادِبِ.۱

«الحُجْزَة»: مَعقِد۲ الإزار، و هي مَسلَك التكَّة۳ في السراويل أيضا، و احتجز بالإزار۴ عقدَه على وسطه، و أصل «ح ج ز»: المنع، تقول۵: حَجَزَه ـ أي مَنَعَه ـ يَحجُزه، و الحِجاز بلادٌ، و هي ما مَنَع بين نجد و الغور.

و «تَقاحَمون» أي تَساقَطون /۴۴۳/ و تبتدرون۶، و القُحمَة: المَهلكة، و قُحَم الطريق: مَصاعِبه، و أقحَمَ فَرَسَه النهرَ فانقَحَمَ و اقتَحم، و التقحّم: الدخول في الأمر۷ من غير تثبّتٍ على التهوّر والتبَخبُت۸، و قد قَحَّمتَ نفسَك.

و «الفَراشة» هي الّتي تَطِير و تَتهافَت في السِّراج ليلاً، و الجمع الفَراش. و «الجُندَب»: نوعٌ مِن الجَراد، و نونها زائدة.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّي لا أزال أدعوكم إلى الخير و الهدى، و أصُدُّكم عن الشرّ و الرَّدى، فأشرَح لكم الدينَ، و اُفصّل العباداتِ الشرعيّةِ الّتي هي مَنجاتكم، فكأنّكم تقتحمون النار، و أرُدُّكم آخذا بحُجَزكم، و هذا مَثَلٌ ؛ أي لشدّة ما أعِظُكم و اُبالِغ في زجركم كأنّي۹ آخِذٌ بحُجَزكم

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۷۴ - ۱۷۷ ، ح ۱۱۲۸ - ۱۱۳۳ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۳ ، ص ۸۵ ؛ كتاب السنّة لابن أبي عاصم ،ص ۳۳۲ ، ح ۷۴۳ ؛ كتاب أمثال الحديث للرامهرمزي ، ص ۳۵ ؛ كنز العمّال ، ج ۴ ، ص ۵۴۲ ، ح ۱۱۶۰۰ .

2.. «ألف» : معقدة .

3.. التكَّة : رِباط السراويل ، و يقال بالفارسية : بند شلوار . انظر : لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۴۰۶ تكك ؛ فرهنگ أبجدي عربي فارسي ، ص ۲۵۱ (التكّة) .

4.. احتَجَزَ بالإزار : إذا شَدَّه على وسطه ، فاستعاره للالتجاء و الاعتصام و التمسّك بالشيء والتعلّق به . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۳۳۲ حجز .

5.. «ألف» : يقول .

6.. ابتَدَر القومُ أمرا و تَبادَروه : بادَرَ بعضهم بعضا إليه أيُّهم يَسبق إليه فيَغلب عليه . و بادَرَه إليه كبَدَره ، و بَدَرني الأمرُ و بَدَر إليَّ : عَجِلَ إليّ و استبق . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۴۸ بدر .

7.. «ألف» : الأمن .

8.. البَخْت : الحظّ وزنا و معنى ، و هو عجميٌّ . المصباح المنير ، ج ۲ ، ص ۳۷ بخت .

9.. ـ و هذا مثل ... كأنِّي .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10682
صفحه از 465
پرینت  ارسال به