۷۱۱.قوله صلىاللهعليهوآله: إِنَّ مِنْ شَرِّ النَّاسِ عِندَ اللّهِ يَومَ القيامَةِ عَبداً أَذهَبَ آخِرَتَهُ بِدُنيا غَيرِهِ۱.
قوله صلىاللهعليهوآله: «من شرّ الناس» مِن للتبعيض ؛ يعني: بعض أشرار الناس عبدٌ هذه صفته.
فيقول صلىاللهعليهوآله: شرّ الناس عبدٌ باعَ دينَه بدنيا غيره، مِثلُ الحُباة۲ و المسبِّبين۳ و الظَّلَمة و أعوانهم و السادة و أشياعهم و الولاة و أتباعهم الّذين يَغصِبون أموالَ الناس لمولاهم، و يخرِّبون آخرتَهم لدنيا صاحبهم، و يَظنّون أنّهم يَفعلون شيئا! اُولئك لا خلاق لهم في الدنيا، و لهم في الآخرة عذاب عظيم.
و عن أمير المؤمنين ـ صلوات اللّه عليه ـ و سُئل: أيُّ الناس أحمَق؟ فقال عليهالسلام: رجُل انحَطّ في هوى أخيه و هو ظالمٌ، باعَ آخرتَه بدنيا غيره.۴
و قد نظم بعض أهل العصر هذا المعنى فقال:
بائعُ الدين بدنيا نفسه
ليس يَدري خيرَه مِن ضَيرِه
و تَرى أخسرَ منه صَفقةً
بائعَ الدين بدنيا غيره
و فائدة الحديث: النهي عن إيتاغ۵ الدين و إهلاكه لرضى الظالمين.
1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۷۳ ، ح ۱۱۲۵ ؛ المعجم الكبير ، ج ۸ ، ص ۱۲۳ ؛ تهذيب الكمال ، ج ۱۶ ، ص ۴۰۲ ؛ كنز العمّال ،ج ۳ ، ص ۵۱۰ ، ح ۷۶۶۱ .
2.. من الجِباية أو الجِباوة و هنا بمعنى جمع الخراج ، يقال : جَبَى الخَراجَ و الماءَ و الحوضَ يَجباه و يَجبيه : جَمَعَه ، فهو الجابي ، و الجمع جُباة . انظر : الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۲۹۷ ؛ لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۱۲۸ جبي .
3.. «ألف» : الحياة و المستكين .
4.. لم نعثر عليه عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، بل روي عنه عليهالسلام أنّه سئل : فأيّ الناس أحمق؟ قال : المغترّ بالدنيا ، و هو يرى ما فيهمن تقلّب أحوالها . راجع : الأمالي للشيخ الصدوق قدسسره ، ص ۴۷ ، ۶۴۴ ؛ معاني الأخبار ، ص ۱۹۹ ، باب معنى الغايات ، ح ۴ ؛ كتاب من لا يحضره الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۸۳ ، ح ۵۸۳۳ ؛ الأمالي للشيخ الطوسي قدسسره ، ص ۴۳۶ ، ح ۹۷۴ .
نعم ما ذكره المصنّف قدسسره نقل عن أبي حازم ، إلاّ أنّه روي «فأيّ المؤمنين» بدل «أيّ الناس» . راجع : سنن الدارمي ، ج ۱ ، ص ۱۵۶ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۲۲ ، ص ۳۳ ؛ تفسير القرطبي ، ج ۱ ، ص ۳۳۸ .
5.. «ألف» : اتباع .
الوَتَغ : الهلاك . وَتَغَ يَوتِغ وَتَغا : فَسَدَ و هَلَكَ و أَثِمَ ، و أوتَغَه هو أي أفسَدَه و أهلكه . و في الحديث : فإنّه لا يُوتِغ إلاّ نفسَه .يقال : قد أوتَغَ دينَه بالإثم . انظر : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۴۵۸ وتغ .