115
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

اللّه‏ ـ عزّ و جلّ ـ إذا أحبّ قوما ابتلاهم، فمَن رَضِيَ فله الرضا، و من سَخِطَ فله السَّخَط.۱

و روي عن أنس بن مالك، كما في عمود الكتاب.۲

۷۰۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذاباً يَومَ القيامَةِ عالِمٌ لَم يَنفَعْهُ اللّه‏ُ بِعِلمِهِ.۳

العلم /۳۸۶/ إذا كان نافعا نَفَعَ أوّلاً صاحبَه، ثمّ تَعَدّاه إلى غيره، فإذا لم ينفع صاحبَه دلّ على أنّه لعقٌ على الألسن و لغو لا حقيقة له، و صاحبه إمّا أن يكون يَهذي۴ بما لا يَعرفه، أو۵ يكون قد اتَّخذ العلم حبالةً يَكتسب الدنيا بها، فيكون ممّن يَكتسب الدنيا بعمل الآخرة.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أشَدُّ الناسِ عذابا يوم القيامة مَن كانت هذه سيرتَه و النفاقُ سريرتَه، ويرد يوم القيامة عليه۶ ما لم يكن في حسابه ؛ لأنّه اتّخذ العلم مَصيدةً يَحتجن۷ بها أموالَ الناس. ثمّ إنّ العالم إذا لم ينفعه علمه ؛ فإمّا أن يكون به مكذِّبا، أو يَسخَر مِن نفسه، و يَظنّ أنّه يَسخر من الناس!

و فائدة الحديث: /۴۴۱/ إيعاد۸ العالمِ بعلمه الّذي لا يَعمَل به ؛ فيعودُ عليه وبالاً، و يصير

1.. سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۳۳۸ ، ح ۴۰۳۱ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۳۷ ، ح ۲۵۰۷ ؛ مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۷۱ ،ح ۱۱۲۱ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۳۵۱ ، ح ۲۲۹۸ .

2.. عمود الكتاب أي فصّه و متنه ، كما يقال : هو مذكور في عمود الكتاب . و إذا يقول الرجلُ : اجعل ذلك في عمود قلبكيعني في وسطه . انظر : أساس البلاغة ، ص ۴۳۵ ؛ تاج العروس ، ج ۵ ، ص ۱۲۷ عمد . يمكن أن يريد بالكتاب مسند الشهاب ، الذي ذكر الحديث وراويه أنس بن مالك .

3.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۷۱ ، ح ۱۱۲۲ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۱ ، ص ۱۸۵ ؛ المعجم الصغير ، ج ۱ ، ص ۱۸۳ ؛ الجامع الصغير ،ج ۱ ، ص ۱۵۹ ، ح ۱۰۵۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۰ ، ص ۱۸۷ ، ح ۲۸۹۷۷ . منية المريد ، ص ۱۳۵ .

4.. «ألف» : يهدي .

5.. «ألف» : و .

6.. «ألف» : «ثم إنّ العالم إذا لم ينفعه علمه» بدل «و يرد يوم القيامة عليه» .

7.. «ألف» : يحتجز .
و احتجان المال : إصلاحُه و جمعه و ضمُّ ما انتشر منه ، و احتجان مال غيرك : اقتطاعه و سرقته . لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۱۰۹ حجن .

8.. «ألف» : إبعاد .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
114

و كقوله عليه‏السلام: لا يستقيم إيمانُ عبد حتّى يستقيمَ قلبه، و لا يستقيمُ قلبُه حتّى يستقيم لسانه.۱

و فائدة الحديث: الأمر بحفظ اللسان إلاّ عن خير.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۷۰۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ اللّه‏َ إِذَا أَرادَ بِقَومٍ خَيراً ابتَلاَهُم.۲

«الابتلاء»: الامتحان و الاختبار في الأصل، و ابتلاه اللّه‏ُ بمرض إذا ساقه إليه.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ اللّه‏ تعالى إذا أراد بعبدٍ خيرا ابتلاه بمكروه في نفسه أو۳ أهله أو ماله، و غرضه من ذلك أن يصبر و يحتسب فيعوّضَه عن ألمه ما يرضيه من العوض، و يثيبَه على صبره أجره بغير حساب، كما ذكر في كتابه العزيز۴: «إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ»۵.

و روي: أنّ اللّه‏ تعالى إذا أراد أن يُبلِّغ العبدَ درجةً من الدرجات، و قصُر عملُه عن تلك الدرجة، ابتلاه ببلاء فيصبر، و يبلِّغه بالصبر تلك الدرجة.۶ أو كما روي.

و فائدة الحديث: الأمر باحتمال المكروه و الصبر على البلاء انتظارا للثواب.

و راوي الحديث: أنس بن مالك. و تمام الحديث:۷ إنّ عِظَمِ الجزاء مع عظم البلاء، و إنّ

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۶۳ ، ح ۸۸۷ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱۰ ، ص ۲۸ ؛ كنز العمّال ، ج ۹ ، ص ۵۶ ،ح ۲۴۹۲۵ .

2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۷۰ ، ح ۱۱۲۰ و ۱۱۲۱ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۷ ، ص ۲۲۳ . معارج اليقين في اُصول الدين ،ص ۳۱۰ .

3.. «ألف» : و .

4.«ألف» : كتاب العزير .

5.. الزمر ۳۹ : ۱۰ .

6.. لم نعثر عليه ، نعم هناك روايات تقرب من مضمونه ، و هي تدلّ على أنّ من صبر على البلاء و المصائب و المشاكل يعطيهاللّه‏ أجرا كثيرا . راجع : الكافي ، ج ۳ ، ص ۸۷ ـ ۹۳ ، باب الصبر ، ح ۱ ـ ۲۵ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱۸ ، ص ۳۱۷ ؛ الدرّ المنثور ، ج ۲ ، ص ۲۲۸ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۳۱۴ ، ح ۶۷۲۰ ، و ص ۳۳۵ ، ح ۶۸۲۲ ، و ص ۷۴۷ ، ح ۸۶۴۰ .

7.. بل هو حديث آخر .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10771
صفحه از 465
پرینت  ارسال به