113
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

و لذلك۱ يقولون في بعض كنايات اليمين: قَعيدَك اللّه‏َ، و قِعدَك اللّه‏َ۲. يَعنون مُصاحبك و مُقاعدك، و نصبُهما بإضمار فعل.

قال متمِّم:۳

قَعيدَكِ أن لا تُسمِعيني مَلامةً

و لا تَنكئي قَرْحَ الفؤاد فيَيجَعا۴

و فائدة الحديث: إعلام أنّ اللّه‏ تعالى يَسمع كلّما يقال.

و راوي الحديث: عمر بن ذرّ عن أبيه۵.

۷۰۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ اللّه‏َ لا يَقبَلُ عَمَلَ عَبدٍ حَتَّى /۴۴۰/ يَرضَى قَولَهُ.۶

هذا تشديد على العبد في حفظ اللسان، فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا يَقبل اللّه‏ العملَ الصالح من عبد حتّى يكون حافظا للسانه من الخَطَل۷ ؛ و ذلك أنّ زَلّة اللسان من أعظم الزَّلَل، و جميع ما يقوله من جملة العمل، على أنّ المتّقي الّذي يَتقبّل اللّه‏ عملَه كما قال: «إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّه‏ُ مِنْ الْمُتَّقِينَ»۸ لا يَكذِب و لا يَشتُم و لا يقول إلاّ الحقّ، و هذا كما تقدّم من قوله عليه‏السلام: لا يَستكمل أحدُكم حقيقةَ الإيمان حتّى يَخزُنَ لسانَه.۹

1.. «ألف» : و كذلك .

2.. اختلف في معناه ، و المعاني المذكور : «لا أفعل ذلك» و «اللّه‏ قاعد معك يحفظ عليك قولك» و «اللّه‏ معك» و «نشدتك اللّه‏» . انظر : لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۳۵۷ .

3.. هو متمّم بن نويرة اليربوعي التميمي ، شاعرٌ فحلٌ صحابيٌ من أشراف قومه ، مات نحو ۳۰ هـ . راجع : الأعلام للزركلي ،ج ۵ ، ص ۲۷۴ .

4.. «ألف» : «فينجعا» خلافا للمصادر . راجع : جمهرة أشعار العرب ، ص ۳۴۱ ؛ الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۲۹۵ رجع ؛ شرحالكافية للرضيّ ، ج ۱ ، ص ۳۱۱ ؛ أضواء البيان ، ج ۱ ، ص ۲۰۹ .

5.. «ألف» : ـ عن أبيه .

6.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۷۰ ، ح ۱۱۱۹ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۸ ، ص ۱۳۱ ، ح ۴۰ ؛ الدرّ المنثور ، ج ۲ ، ص ۲۷۴ .

7.. الخَطَل : الكلام الفاسد الكثير المضطرب . لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۲۰۹ خطل .

8.. المائدة ۵ : ۲۷ .

9.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۶۶ ، ح ۸۹۳ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
112

كان لها مثل أجر شهيد» ؛ لصعوبته عليهنّ و صعوبة احتمالهنّ له. و ذَكر تكليف الرجال الجهاد كأنّه تسلية لهنّ عن۱ الغيرة كما قال تعالى: «أَ وَ مَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَ هُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ»۲.

و فائدة الحديث: أمرُ النساء بالصبر على الغيرة، و تسميةُ ثواب الشهداء لهنّ و وعدُهنّ به.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن مسعود رضى‏الله‏عنه.

۷۰۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ اللّه‏َ عِندَ لِسَانِ كُلِّ قائِلٍ.۳

موضوع لفظ «عند» للقرب إمّا مكانا، و إمّا زمانا، و إمّا قدرةً و إمكانا، و إمّا زلفى و قربانا.

فالأوّل: قولك: زيد عند عمرو.

و الثاني: قولك: أتيته عند غروب الشمس.

و الثالث: كالّذي في الحديث.

و الرابع: كقولك: احتَسَبَ فلانٌ عند اللّه‏ كذا و كذا.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ اللّه‏ تعالى مطّلع على كلّ كلمة يَتفوّه بها الإنسانُ، فكأنّه عنده مجازا يَسمع و يَعي، و هو كقوله۴ تعالى: «مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَ لاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ»۵ الاية.

1.. «ألف» : من .

2.. الزخرف ۴۳ : ۱۸ .

3.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۶۹ ، ح ۱۱۱۸ ؛ حلية الأولياء ، ج ۸ ، ص ۳۵۲ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۸ ، ص ۱۳۲ ،ح ۵۳ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۹ ، ص ۳۲۸ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۲۶۸ ، ح ۱۷۵۰ . التوحيد ، ص ۳۳۷ ، ح ۳ ؛ المجازات النبويّة ، ص ۳۹۳ ، ح ۳۰۹ ؛ الأمالي للطوسي ، ص ۵۳۵ ، ح ۱ ؛ مكارم الأخلاق ، ص ۴۶۷ .

4.. «ألف» : لقوله .

5.. المجادلة ۵۸ : ۷ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10596
صفحه از 465
پرینت  ارسال به