و روي أنّ لقمان الحكيم كان قد توجّه مع ابنه إلى بلد من البلاد، فلمّا قربا المدينة عَثَرَ۱ الابنُ بعظمٍ جَرَحَ رجله جراحةً منكَرةً، فاحتَبس مِن دخول المدينة مشتغلاً بمعالجة رجله، و جَعَلَ ابنُه يَجزع و يحزن، فلمّا أصبح وجد المدينةَ قد خُسف بها، و إذا كالدخان المُظلِم يَسطَع منها، فحَمِدَ اللّهَ تعالى على عثرته!۲
و الاُمورُ خافيةٌ عنّا، و ربُّنا مِن أشفقِ المشفقين علينا، فلا يكاد يَسَعُنا إلاّ التسليم و الرضا.
و فائدة الحديث: الأمر بالرضا بقضائه و التسليم لحكمه، و إن لم تفعل فمَهْ.
و راوي الحديث: عبد اللّه بن مسعود رضىاللهعنه.
۷۰۵.قوله صلىاللهعليهوآله: إِنَّ اللّهَ كَتَبَ الغَيرَةَ عَلَى النِّساءِ، وَ الجِهادَ عَلَى الرِّجالِ، فَمَن صَبَرَ مِنهُنَّ احتِساباً كانَ لَها مِثلُ أَجرِ شَهيدٍ.۳
«الغَيرَة» هنا: شدّة حميّة المرأة على زوجها، و أصل «ك ت ب»: ضمّ شيء إلى شيء، يقال: كَتبتُ السِّقاءَ۴ إذا خِطتَه، و كتبتُ البغلة إذا جمعت بين شُفرَيها۵ بحلقة، و كتبتُ بالقلم إذا ضممتَ الحروف بعضَها إلى بعض، و يقال للمكتوب: كتاب، و الّذي في الحديث هو موضوع الكلمة، فكان معناه: قَرَنَ۶ الغيرةَ بالنساء، و جَمَعَ بينهما، و الجهادَ بالرجال.
1.. عَثَر و تَعَثَّرَ : كبا . و العَثرة : الزلّة ، و يقال : عَثَرَ به فَرَسُه فسَقَطَ . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۵۳۹ عثر .
2.. كتاب الرضا لابن أبي الدنيا ، ص ۶۳ ؛ الدر المنثور ، ج ۵ ، ص ۱۶۲ ـ ۱۶۳ ؛ إتحاف السادة المتّقين ، ج ۱۲ ، ص ۵۳۳ .
3.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۶۹ ، ح ۱۱۱۷ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۰ ، ص ۸۸ ؛ فتح الباري ، ج ۹ ، ص ۲۸۴ ؛ الجامع الصغير ،ج ۱ ، ص ۲۷۱ ، ح ۱۷۶۷ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۶ ، ص ۴۰۷ ، ح ۴۵۱۳۴ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۲۳۶ ، ح ۷۲۲ .
4.. «ألف» : الشقاء .
و السِّقاء : ظرف الماء من الجلد ، و يُجمع على أسقيّه . انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۳۹۲ سقي .
5.. «ألف» : شقريها .
يقال لناحيتي فرج المرأة : الإسكتان ، و لطرفيها : الشُّفران . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۴۱۹ شغر .
6.. «ألف» : نشرت .