107
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

۷۰۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ اللّه‏َ تَجاوَزَ لاُمَّتي عَمَّا حَدَّثَتْ به أَنفُسُها۱ مَا لَم تَكَلَّمْ بِهِ۲ أوْ تَعمَلْ بِهِ.۳

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: قد تجاوَزَ اللّه‏ تعالى عمّا تَحَدَّث۴ العبدُ به نفسه من الخواطر الّتي تَخطُر له، و أمرُ الخاطر من أعجب الأشياء ؛ فإنّه قد يَرِد عليه ما لم يكن قطُّ۵ لصاحبه على خاطرٍ و لا في ضمير، و لا عَقَدَ عليه نيّةً، و ربّما يَخطُر له المستحيلُ كما يخطُر الممكن، و ربما أراد العبدُ أن لا يَخطُر /۳۸۴/ فيخطُر، و إنّما أراد أن يَدفَعه عن نفسه فلا يقدر، فكأنّه عبّر۶ بهذا الاعتبار.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ اللّه‏ تعالى تَجاوَزَ عن حديث النفس و خُطور۷ المحظورات و المَنهيّات بالبال إذا كانت تلك الخواطرُ مجرّدةً عن العزم و القصد و النيّة و الإضمار، فإن فَعل شيئا من ذلك كان ذَنْبا من الذنوب و إن لم يَفعل بالقلب أو اللسان، بلى لا يكون عليه تبعةُ الفعل الّذي لم يَفعل، و إنّما يؤخَذ بما فَعل من أفعال القلوب أو الجوارح، و الخَطرة تَخطُر كالبرق اللامع، فينبغي للعبد أن لا يستعيده و لا يَتَّبعه بل يضرب عنه.

و دخل بعض الصحابة ـ رضي اللّه‏ عنهم ـ على رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فقال: يا رسول اللّه‏، إنّه يَدخل على خاطري ما هو كفر؟ فقال: الآن استقرّ إيمانك. أو كما قال عليه‏السلام.۸

1.. «ألف» : أحدثت أنفسها .

2.. «ألف» : ـ به .

3.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۶۷ ، ح ۱۱۱۴ و ۱۱۱۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۴۲۵ و ۴۷۴ ؛ صحيح مسلم ، ج ۱ ، ص ۸۱ ؛سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۶۵۸ ، ح ۲۰۴۰ ؛ السنن الكبرى للنسائي ، ج ۳ ، ص ۳۶۰ ، ح ۵۶۲۸ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ،ص ۴۰۸ ، ح ۷۳ ؛ بحار الأنوار ، ج ۶۹ ، ص ۲۸۰ .

4.. «ألف» : يحدِّث .

5.. «ألف» : ـ قطّ .

6.. «ب» : غيره .

7.. «ألف» : حظور .

8.. لم نعثر عليه ، نعم روي ما يقرب من مضمونه . راجع : الكافي ، ج ۲ ، ص ۴۲۴ ـ ۴۲۶ ، باب الوسوسة و حديث النفس ،ح ۱ ـ ۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۴۵۶ ؛ و ج ۶ ، ص ۱۰۶ ؛ مسند ابن راهويه ، ج ۳ ، ص ۱۰۲۳ ، ح ۱۷۰۷۰ ؛ كتاب السنّة لأبي عاصم ، ص ۲۹۵ ، ح ۶۵۵ و ۶۵۶ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
106

۷۰۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ اللّه‏َ زَوَى لِيَ الأَرضَ فَرَأَيتُ مَشارِقَها وَ مَغارِبَها، وَ إِنَّ مُلكَ اُمَّتي سَيَبلُغُ مَا زُوِيَ لي مِنها.۱

«زَوَى» أي جَمَعَ، و الزَّيّ: الجمع و القبض.

و روي هذا الحديث على وجه آخر: زُويتْ لي الأرضُ فاُريتُ.۲

و معنى الزيّ هاهنا: عَرضُها عليه مجموعةً حين عُرج به إلى السماء بالمعراج، و اُمر أن يَنظر إلى الأرض.

و قوله: «سيبلغ» إخبار بأنّه لا تَذهب الأيّامُ و الليالي حتّى تصيرَ المِللُ كُلُّها۳ ملّةً واحدةً، و يجتمعوا۴ على الإسلام عند خروج المهديّ من ولد فاطمة من سبط الحسين عليهم‏السلام، و لا شكّ في خروجه و تعديل الخلق و دعائهم إلى الحقّ كما ذُكر فيما قبل ؛ يعني أنّ دينه سيطبِّق الأرضَ كلَّها سهلها و جبلها و بَرَّها و بحرها.

و قد فُسّر قوله تعالى: «وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ اْلأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحُونَ»۵ على أنّه في زمان ظهور المهديّ المنتظر، و العبادُ الصالحون أصحابه و أهله.۶

و فائدة الحديث: إعلام أنّه سيَغلب دِينُه، و يُظهره اللّه‏ على الأديان كلّها و لو كره المشركون بخروج المهديّ من۷ آل محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.

و راوي الحديث: ثوبان مولى رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله./۴۳۷/

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۶۶ ، ح ۱۱۱۳ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۲۷۸ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۱۷۱ ؛ سنن الترمذي ،ج ۸ ، ص ۳۱۹ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۱۶ ، ص ۲۲۱ .

2.. الاستذكار ، ج ۴ ، ص ۳۸ ؛ مجمع البيان ، ج ۷ ، ص ۱۱۹ ؛ عمدة القاري ، ج ۹ ، ص ۱۴۵ .

3.. «ألف» : كأنّها .

4.. «ب» : يجتمعون .

5.. الأنبياء ۲۱ : ۱۰۶ .

6.. مجمع البيان ، ج ۷ ، ص ۱۰۶ ؛ البرهان في تفسير القرآن ، ج ۳ ، ص ۸۴۸ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۵ ، ص ۱۷۸ .

7.. «ب» : . . . المشركون يخرج من .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10608
صفحه از 465
پرینت  ارسال به