105
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

و فائدة الحديث: التحديث بكرم اللّه‏ تعالى و أنّه لا يرُدُّ يدَي مَن رَفَعَهما إليه.

و راوي الحديث: سلمان الفارسيّ رضى‏الله‏عنه.

۷۰۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ اللّه‏َ جَعَلَ لِيَ الأرضَ مَسجِداً وَ طَهُوراً.۱

يعني صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّ جميع سطح الأرض مستصلَح للعبادة فيه و الصلاة عليه، و ترابها قائم مقام الماء الطهور إذا أَعوَزَ۲ الماءُ ؛ يعني التيمّم. و هو ذِكر لكرم اللّه‏ تعالى و تفضّله في إقامة التراب مقام الماء، و الرخصةِ في الصلاة على الأرض حيث شاؤوا۳.

و عن رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: فُضّلنا على الناس بثلاثٍ: جُعِلَت الأرضُ كلُّها لنا۴ مسجدا، و جُعل۵ترابُها۶ طهورا إذا لم نَجد۷ الماء،۸ و جعلت صُفوفنا كصفوف الملائكة.۹

و فائدة الحديث: إعلام أنّ اللّه‏ تعالى أكرَمنا بالصلاة في أيّ موضع شئنا من الأرض، و التيمّم بالتراب إذا أعوز الماء.

و راوي الحديث: أبو ذرّ رضى‏الله‏عنه.

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۶۶ ، ح ۱۱۱۲ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۱۴۵ ؛ إرواء الغليل ، ج ۱ ، ص ۳۱۷ . الحدائق الناضرة ،ج ۷ ، ص ۱۷۶ ؛ بحار الأنوار ، ج ۸۰ ، ص ۲۷۷ ، ح ۳ .

2.. أعوَزَني الشيءُ يُعوزني : قَلَّ عندي مع حاجتي إليه . و رجل مُعوِز : قليل الشيء . و أعوزه الشيءُ : إذا احتاج إليه فلم يَقدِر عليه . و عَوِزَ الشيءُ عَوَزا : إذا لم يوجد . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۳۸۵ عوز .

3.. «ألف» : شاء .

4.. في صحيح ابن خزيمة و سنن البيهقي : «لنا الأرض كلّها» . و في صحيح ابن حبّان : ـ «لنا» .

5.. في سنن النسائي: جعلت.

6.. في سنن النسائي و صحيح ابن حبّان : «تربتها» . و في المصادر كلّها : + «لنا» .

7.. «ألف» : لم يجد .

8.. في صحيح ابن خزيمة : «ماء» . و في سنن النسائي و صحيح ابن حبّان : ـ «إذا لم يجد الماء» .

9.. السنن الكبرى للنسائي ، ج ۵ ، ص ۱۵ ، ح ۸۰۲۲ ؛ صحيح ابن خزيمة ، ج ۱ ، ص ۱۳۳ ، صحيح ابن حبّان ، ج ۴ ، ص ۵۹۵ ؛السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۱ ، ص ۲۲۳ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
104

و فائدة الحديث: إعلام أنّ اللّه‏ تعالى يعطي الدنيا مَن اشتغل بالآخرة، و لا يعطي الآخرةَ من اشتغل بالدنيا.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۷۰۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ اللّه‏َ يَستَحيي مِنَ العَبدِ أَنْ يَرفَعَ إِلَيهِ يَدَيهِ فَيَرُدَّهُما خائِبَتَينِ۱.۲

قد تقدّم الكلام في الحياء و معناه و تحقيقه، و إذا اُطلِقَ على اللّه‏ كان مجازا، و معناه أنّه ـ عزّ و جلّ ـ لا يَرضى ذلك و لا يريده و لا يحكم به.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا يَرضى اللّه‏ تعالى أن يسأله العبد رافعا يديه إليه متضرّعا خاشعا فيَردّه بالخيبة الصريحة و الردّ البحت و الحرمان الخالص كما يَفعل بنو آدم. و «رفعُ اليدين إلى اللّه‏ تعالى» هيئة السؤال! هذا إذا كانت المصلحة في إعطائه ؛ فإذا۳ لم تَقتَضِ المصلحةُ ذلك، أخّر ذلك إلى يوم القيامة، و أعطاه /۴۳۶/ ما هو أعوَدُ عليه و أنفع له ؛ مراعاةً لمصلحته، و محافظةً على الأجدى عليه الأصلح ؛ و اللّه‏ تعالى أعلم بعبده۴ منه بنفسه.

و قد جاء في الحديث في ذكر الحياء: إنّ اللّه‏ حييٌّ، فإذا اغتسل أحدُكم فليَستتر بشيء.۵ أي لا يرضى العُريَ و كشفَ الستر.

و في الحديث: إنّ مِن عِباد اللّه‏ مَن لو أفقره لأطغاه، و إنّ من عباده من لو أغناه لأطغاه، فاقنَعوا بما رَزَق اللّه‏،۶ أو كما قال.

1.. «ألف» : خابيتين .

2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۶۵ ، ح ۱۱۱۰ و ۱۱۱۱ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۵۳۵ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۳ ،ص ۱۶۳ ؛ المعجم الكبير ، ج ۶ ، ص ۲۵۲ . مكارم الأخلاق للطبرسي ، ص ۲۷۶ ؛ و عنه في بحار الأنوار ، ج ۹۰ ، ص ۳۶۵ ، ح ۱۱ .

3.. «ألف» : فإن .

4.. «ألف» : بالعبد .

5.. يشبه النقل بالمعنى؛ فإنّ الحديث قد روي بألفاظ شتّى. راجع: المصنّف للصنعاني ، ج ۱ ، ص ۲۸۸ ، ح ۱۱۱۱؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۲۵۱ ، ح ۴۰۱۲؛ سنن النسائي ، ج ۱ ، ص ۲۰۰؛ المعجم الكبير للطبراني ، ج ۲۲ ، ص ۲۶۰؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۱ ، ص ۱۹۸؛ كنز العمّال ، ج ۹ ، ص ۳۸۷ ، ح ۲۶۶۶۰۵ ـ ۲۶۶۶۰۷ .

6.. لم نعثر عليه بهذه الألفاظ ، نعم روي ما يقرب من مضمونه في الحديث القدسي هكذا : . . . و إنَّ من المؤمنين مَن لا يَسَعُه إلاّ الفقر ، و لو حَوَّلتُه إلى الغنى كان شرّا له ؛ و منهم من لا يسعه إلاّ الغنى ، و لو حوّلته إلى الفقر لكان شرّا له . المؤمن للحسين بن سعيد ، ص ۳۲ ، ح ۶۱ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10544
صفحه از 465
پرینت  ارسال به