103
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

و قد جاء في حديث أمير المؤمنين عليه‏السلام ۱: الناس اثنانِ: عالمٌ و متعلّم، و ما سوى ذلك هَمَجٌ رَعاعٌ.۲ و الهَمَج: البَعوض، و تَشَبَّهَ۳ طَغامُ الناس به ؛ و الرَّعاع: الأحداث و الجهّال الّذين لا اعتبار بهم.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ اللّه‏ تعالى إذا سَخِطَ على قوم قَبَضَ علماءَهم فبقوا في ظلمة الجهل.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن عمرو بن العاص.

۶۹۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ اللّه‏َ يُعطِي الدُّنيا عَلَى نِيَّةِ الآخِرَةِ، وَ أَبَى أَنْ يُعطِيَ الآخِرَةَ عَلَى نِيَّةِ الدُّنيا.۴

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إذا كانت همّة العبد مربوطةً بالآخرة، و فِكرته مصروفةً إلى أحوال المعاد، و قلبه معلَّقا بذات اللّه‏ تعالى و رضاه، كفاه اللّه‏ تعالى أمرَ الدنيا، و رزقه من حيث لا يَحتسب، و سَخَّر له الدنيا و أموالها و إن رَغِبَ عنها، و عظّمه في العيون، و حلاّه في القلوب ؛ و أبى اللّه‏ تعالى /۳۸۳/أن يعطي الآخرة ـ يعني الجنّة و الفوز بنعيمها ـ مَن قلبُه متعلّق بالدنيا، و نيّتُه موفَّرة عليها، و رأيه ملفوت إليها، و همّته معقودة بها.

و روي في كلام اللّه‏ تعالى: يا دنيا، اخدُمي مَن خَدَمني، و أتعِبي۵ مَن خدمك.۶

1.. «ألف» : في الحديث لأمير المؤمنين عليه‏السلام .

2.. لم نعثر عليه ، نعم روي عن أمير المؤمنين عليه‏السلام أنّه قال : «الناس ثلاثة : فعالم ربّانيّ ، و متعلّم على سبيل نجاة ، و همج رعاع . . .» . و روي عن أبي عبد اللّه‏ عليه‏السلامأنّه قال : «الناس اثنان : عالم و متعلّم ، و سائر الناس همج ، و الهمج في النار» . و قال الرازي : «روي أنّه عليه‏السلامقال : «الناس عالم و متعلّم ، و سائر الناس همج رعاع» . و ابن الأثير نقل ذيله عن أمير المؤمنين عليه‏السلام . راجع : الخصال ، ص ۳۹ ، ح ۲۲ ؛ تفسير الرازي ، ج ۳۲ ، ص ۷۲ ؛ النهاية ، ج ۲ ، ص ۲۳۵ ذيل مادّة «رعع» ، و ج ۵ ، ص ۲۷۳ ، ذيل مادّة «همج» .

3.«ألف» : يشبه .

4.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۶۴ ، ح ۱۱۰۸ و ۱۱۰۹ ؛ الزهد لابن المبارك ، ص ۵۴۹ ؛ فتح الوهّاب ، ج ۲ ، ص ۱۵۰ ؛ الجامعالصغير ، ج ۱ ، ص ۲۹۲ ، ح ۱۹۱۷ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۱۸۱ ، ح ۶۰۵۶ .

5.. في مسند الشهاب ، ح ۱۴۵۴ : + يا دنيا .

6.. معرفة علوم الحديث للحاكم النيسابوري ، ص ۱۰۱ ؛ مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۲۵ و ۳۲۶ ، ح ۱۴۵۳ و ۱۴۵۴ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
102

و غمطها۱.

و راوي الحديث: أبو الأحوص عن أبيه.

۶۹۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ اللّه‏َ لاَ يَقبِضُ العِلمَ انتِزاعاً يَنتَزِعُهُ مِنَ النّاسِ ؛ وَ لكن يَقبِضُ العِلمَ بِمَوتِ /۴۳۵/ العُلَماءِ.۲

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ اللّه‏ تعالى لا ينتزع العلم من قلوب العلماء مَسحا من قلوبهم و إنساءً ؛ لكن إذا أراد انتزاعَ العلم من بين قومٍ انتَزَعَ العلماءَ من بينهم قبضا و تَوفِّيا، فيَبقون في الجهالة، و يَتسلّعون۳ في ظلمة الضلالة.

و قد روي في۴ غير هذه الرواية في آخر هذا الحديث: فإذا۵ لم يَبقَ عالِمٌ، اتَّخذ الناسُ رؤساءَ جُهّالاً، فيُسألون فأفتَوا۶ بغير علم۷ فضَلّوا و أضلّوا.۸

و كأنَّ هذه الصورةَ هي۹ الّتي نحن فيها، أعاذنا اللّه‏ من الجهل و القول بما لا نعلم! و قد فُسّر قولُ اللّه‏ تعالى: «أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا»۱۰ أنّه يعني موتَ العلماء، فجَعَلَ ـ تبارك و تعالى ـ موتهم نقصانَ الأرض، فكأنّهم هم الأرض، و الباقي لا اعتداد به.

1.. الغَمْط : الاستهانة و الاستحقار ، و غَمِطَ النعمةَ و العافيةَ غَمْطا : لم يشكرها . و غَمِطَ عَيشَه و غَمَطَه : بَطِرَه و حَقَرَه . و غَمِطالحقَّ : جَحَدَه . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۳۶۴ غمط .

2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۶۲ و ۱۶۳ ، ح ۱۱۰۳ - ۱۱۰۷ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۱۶۲ و ۱۹۰ ؛ سنن الدارمي ، ج ۱ ،ص ۷۷ ؛ صحيح البخاري ، ج ۱ ، ص ۳۴ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۶۰ . دعائم الإسلام ، ج ۱ ، ص ۹۶ ؛ تحف العقول ، ص ۳۷ ؛ الأمالي للمفيد ، ص ۲۰ ، ح ۱ ؛ كنز الفوائد ، ص ۲۳۹ .

3.. سَلَعَتْ يدُه و رِجلُه و تسلَّعت و انسلعت ؛ تَشقَّقتْ . انظر : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۱۶۰ سلع .

4.. «ألف» : ـ في .

5.. في الأمالي : «و إذا» . و في بقية المصادر : «حتّى إذا» .

6.. «ألف» : «فسُئِلوا» بدل «فيُسألون فأفتوا» . في المصنّف لابن أبي شيبة : «فأتوا» . و في الأمالي : «فقالوا» .

7.. في المسند لأبي داود الطيالسي و المصنّف للصنعاني : «فحدّثوا» بدل «بغير علم» .

8.. المسند لأبي داود الطيالسي ، ص ۳۰۲ ؛ المصنّف للصنعاني ، ج ۱۱ ، ص ۲۵۶ ، ح ۲۰۴۷۷ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۸ ،ص ۶۶۹ ، ح ۱۳۶ ؛ الأمالي للمفيد قدس‏سره ، ص ۲۰ و ۲۱ ، المجلس ۳ ، ح ۱ ؛ كنز الفوائد ، ص ۲۳۹ .

9.. «ألف» : ـ هي .

10.. الرعد ۱۳ : ۴۱ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10684
صفحه از 465
پرینت  ارسال به