97
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

و ذُبابُ۱ السيف مَضرَبه، فأقبل الرجُلُ /۴۳۳/ الّذي كان۲ اتّبعه إلى النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ۳ فقال: أشهدُ أنّك لَرسول اللّه‏! قال:۴ و ما ذاك؟ قال: قلتَ لفلان: مَن أحَبَّ أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا.۵ فقَصَّ عليه القصّةَ، ثمّ قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ الرجل لَيَعمَل بعمل أهل الجنّة۶ و هو من أهل النار ۷.۸ و ربّما يشرع الفاجرُ في شيء يَستنفِع به المسلمونَ كحصار يَبنيه۹ لهم، و كقناة يُجريها، و سُور يُديره۱۰ عليهم. و أكثَرُ ما في القرآن مِن ذِكر الفُجّار فإنّ المَعنيّ بهم الكفّار، و يجوز أن يكون الغرض بالّذي في الحديث أيضا كذلك.

و فائدة الحديث: إعلام أنّه ربّما يُجري اللّه‏ُ تعالى الخيرَ المنتفَعَ به على أيدي الفجرة.

و راوي الحديث: النعمان بن عَمرو بن مُقرِّن، و أبو هريرة أيضا رواه. و في أوّل الحديث: لا يَدخل الجَنَّةَ۱۱ إلاّ نفسٌ مُسلِمة، و إِنّ اللّه‏ لَيؤيِّد هذا الدينَ بالرجُلِ الفاجر.

۶۹۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ اللّه‏َ لَيَرضَى عَنِ العَبدِ أن يَأكُلَ الأَكلَةَ۱۲ فَيَحمِدَهُ عَلَيها، وَ يَشرَبَ الشَّربَةَ فيَحمِدَهُ۱۳ عَلَيها.۱۴

1.. «ألف» : دباب .

2.«ألف» : ان .

3.. في المصدر : فجعل ذبابة سيفه بين ثدييه حتّى خرج من بين كتفيه ، فأقبل الرجل إلى النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آلهمسرعا .

4.. في المصدر : فقال .

5.في المصدر : إليه .

6.. «ألف» : إنّ الرجل يعمل أهل الجنّة .

7.. في المصدر : إنّ العبد ليعمل عمل أهل النار و إنّه من أهل الجنّة ، و يعمل عمل أهل الجنّة و إنّه من أهل النار ، و إنّما الأعمال بالخواتيم .

8.. صحيح البخاري ، ج ۷ ، ص ۲۱۲ و ۲۱۳ . و راجع : إمتاع الأسماع ، ج ۱۳ ، ص ۳۳۷ ؛ عمدة القاري ، ج ۲۳ ، ص ۱۵۳ ، ح ۷۰۶۶ .

9.. «ألف» : بنية .

10.«ألف» : يدبّره .

11.. «ألف» : ـ الجنّة .حاشية «ب» : اللقمة .

12.«ألف» : يدبّره .

13.. في «ألف» و حاشية «ب» : فيشكره .

14.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۶۰ ، ح ۱۰۹۸ و ۱۰۹۹ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۱۰۰ و ۱۱۷ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۸۷ ؛سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۱۷۲ ، ح ۱۸۷۶ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۵ ، ص ۵۶۳ ، ح ۱ مع اختلاف في الكل .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
96

الذنب الّذي أذنبه مستحييا من ربّه عزّ و علا، و لو لا ذنبه لما كان يستحيي و لا كان يَقلَق، فكأنّ الذنبَ كان سببا لاعتذاره و إقلاعه و إنابته و ندمه و قَلَقِه۱ و ارتياعه.۲

و فائدة الحديث: الحثّ على التوبة حتّى يكون منفوعا بالذنب.

و راوي الحديث: ابن عمر.

۶۹۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ اللّه‏َ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الفَاجِرِ.۳

أصل «ف ج ر»: الشَّقّ، و الفجر: انشقاق الظلمة عن الصبح، و انفجارُ الماء: انشقاق سِكرِه۴ و انفتاحُه، و الفُجور: شقّ لباس الصلاح.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ اللّه‏ تعالى ربّما يؤيِّد الدين بالرجل الفاجر، و هذا كالمؤلَّفة قلوبهم ؛ فإنّهم كانوا كَفَرَةً يُستأجَرون لنصرة الإسلام.

و روى البخاريُّ قال: إنّ رجلاً من أعظم المسلمين غَناءً۵ غزا مع رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في غزوة غزاها معه،۶ فنظر إليه۷ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فقال: مَن أحَبَّ أن يَنظُرَ إلى رجُلٍ من أهل النار فلينظر إلى هذا! فاتَّبَعه رجُل على هذه الحالة، فإذا هو مِن أشدّ الناس۸ على المشركين حتّى جُرح فاستعجَلَ الموتَ، فجَعَلَ ذُبابَ۹ سيفه بين كتفيه و تَحامَلَ عليه۱۰ كأنّه قَتل نفسه،

1.. «ألف» : قلعه .

2.. روَّعتُه فارتاعَ : أفزَعتُه ففَزِع . لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۱۳۶ روع .

3.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۵۹ ، ح ۱۰۹۶ و ۱۰۹۷ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۰۹ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۲۴۰ ؛ صحيحمسلم ، ج ۱ ، ص ۷۴ ؛ السنن الكبرى للنسائي ، ج ۵ ، ص ۲۷۸ ، ح ۸۸۸۳ . منية المريد ، ص ۱۴۵ .

4.. السَّكْر : سَدُّ الشقّ و مُنفَجَر الماء ، و السِّكر : اسم ذلك السداد الَّذي يجعل سدّا للشقّ و نحوه . لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۳۷۵سكر .

5.«ألف» : «عناءً» خلافا للمصدر .

6.. في المصدر : «غناء عن المسلمين في غزوة غزاها مع النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله» .

7.. في المصدر : ـ إليه .

8.. في المصدر : فاتّبعه رجل من القوم و هو على تلك الحال من أشدّ الناس .

9.. «ألف» : دباب .
ذُباب أسنان الإبل : حدُّها ، و ذباب السيف : حَدُّ طرفه الَّذي بين شَفرتيه . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۳۸۳ ذبب .

10.. «ألف» : ـ و تحامل عليه .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10888
صفحه از 465
پرینت  ارسال به