87
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

الطيِّبَ في شِيَمِه، السخيَّ السَّمْحَ.

و «الطَّلْق» هو السَّمْحُ الجواد، و يجوز أن يكونَ الطَّلْقُ مِن طلاقة الوجه، و هو أن لا يكون باسِرا۱ /۴۲۹/ و قد طَلُقَ طَلاقةً.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ اللّه‏ تعالى يحبّ الرجُلَ السمحَ الطليق الوجه.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۶۸۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ اللّه‏َ يَقبَلُ تَوبَةَ العَبدِ مَا لَمْ يُغَرغَر.۲

«الغَرغَرة»: تَرَدُّد الروح في الحلق، و قد غَرغَرَ الراعي يُغَرغِر إذا رَدّد صوتَه في حلقه.

و معنى الحديث: ما لم تَبلُغ رُوحُه حلقومَه فتكونَ فيه بمنزلة الّذي يُتغرغَر به، و يقال لذلك۳ الشيءِ: الغَرور.۴

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله واصفا سَعَةَ رحمة اللّه‏ تعالى: إنّه اللّه‏ُ يَقبَل توبتَه ما لم تَصِل روحُه إلى حلقومه، و المعنى: ما دام التكليفُ باقيا ؛ فإنّ في التوبة فُسحةً، و بابها مفتوح، فإذا بلغ حالةَ اليأس ـ و هي معاينة ملك الموت عليه‏السلام ـ لم تُقبَل التوبة.

و قال تعالى: «فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا»۵.

و قد روي عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ اللّه‏۶ تعالى يَقبل توبةَ العبد ما بقي مِن عمره يومان و اليومانِ

1.. بَسَرَ : عَبَسَ ، و بَسَرَ الرجُلُ وجهَه بُسورا : كَلَحَ . لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۵۸ بسر .

2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۵۴ ، ح ۱۰۸۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۱۵۳ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۲۵۷ ؛ مجمعالزوائد ، ج ۱۰ ، ص ۱۹۷ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۹ ، ص ۴۶۲ ، ح ۵۶۰۹ . الدعوات للراوندي ، ص ۲۳۷ ، ح ۶۵۹ ؛ و عنه في بحار الأنوار ، ج ۶ ، ص ۱۹ ، ح ۵ .

3.. «ألف» : كذلك .

4.. الغرغرة و التغرغر بالماء في الحلق : أن يتردّد فيه و لا يسيغه . و الغَرور : ما يُتغرغَر به من الأدوية ، و غَرغَرَ فلانٌ بالدواء وتَغَرغَر . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۱۱ غرر .

5.. غافر ۴۰ : ۸۵ .

6.. «ألف» : إنّه .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
86

مَحمِدةً۱ بكسر الميم۲ ـ و هو فارِسُ هذه الصناعة، و حَذامِ۳ فيما يفتي به إشارة إلى قول الشاعر:

إذا قالت حَذامِ فصَدِّقوها

فإنّ القولَ ما قالت حَذامِ۴

و يقول غير مشكوك في الحقيقة فلا بدّ من تصديقه ؛ ذَكر ذلك /۳۷۹/ في الإيضاح العضديّ. ثمّ إنّها و إن كانت مصدرا فإنّها تُستعمَل فيما يُستحقّ عليه الحمدُ مِن فعل جميل.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ اللّه‏ تعالى يحبّ مِن العبد ما يُحمَد عليه.

و يَحتمل معنى آخَرَ ؛ و هو أنّه يحبّ من العبد أن يَحمَدَ اللّه‏ تعالى كثيرا. فيكون باقيا على أصل مصدريته ؛ أي يحبّ تحميداتِ العبد له عزّ و علا. و كلٌّ حَسَن، و الأوّل أقرب.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ اللّه‏ تعالى يحبّ أن يكون عبدُه محمودا.

و راوي الحديث: الأسود بن سريع.

۶۸۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ اللّه‏َ يُحِبُّ السَّهْلَ الطَّلْقَ.۵

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ اللّه‏ تعالى يُحبّ الرجُلَ السَّهْلَ الدَّمِثَ۶، القريبَ المأخذِ، المِطواعَ لكرَمه،

1.. «ألف» : ـ محمدةً .

2.. لم نعثر عليه ، نعم نقله الفيّومي عن ابن السرّاج و جماعة في المصباح المنير ، ص ۱۵۰ (حمد) .

3.. حَذامِ : اسم امرأة ، معدولةٌ عن حاذمة ، جَرَّتِ العربُ حذام ـ و هي من أسماء النساء ـ في موضع الرفع ؛ لأنَّها مصروفة عن حاذمة ، فلمّا صُرفت إلى فَعال كُسرت لأنّهم وجدوا أكثر حالات المؤنَّث إلى الكسر ، كقولك : أنتِ عليكِ ، و كذلك فَجَارِ و فَسَاقِ . انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۱۱۹ حذم .

4.. «ألف» : قال الحذام . و الشعر لِلَجيم بن صعب . راجع : إكمال الكمال ، ج ۳ ، ص ۱۳۲ ؛ لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۳۰۶وقش ؛ و ج ۱۲ ، ص ۱۱۹ (حذم) .

5.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۵۳ ، ح ۱۰۸۳ و ۱۰۸۴ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۲ ، ص ۱۲۲ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۱۴ ،ح ۵۲۱۰ .

6.. رجُل دَمِثٌ بيِّن الدَّماثة و الدُّموثة : وطيء الخُلق ، و الدَّماثة : سهولة الخُلق ، و دَمِثَ دَمَثا : لانَ و سَهُلَ ، و مكان دَمِثٌ و دَمْث : ليِّن الموطئ ، و رملة دمثٌ كذلك . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۱۴۹ دمث .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10887
صفحه از 465
پرینت  ارسال به