و عن ابن مسعود: اقتُلوا الحيّاتِ كلِّها إلاّ الجانَّ الأبيضَ كأنّه قَصَبَةُ۱ فِضَّةٍ.۲
و قال عليهالسلام: مَن ترك قتل الحيّة خشية الثَّأر فقد كفر ؛۳
يعني كفر بأمري ؛ لأنّي أمرتُ بقتلهنّ.
و فائدة الحديث: إعلام أنّ اللّه تعالى يحبّ ذا البصيرةِ المحتاط في أمرِه، و العاقِلَ المتحفِّظَ عند نزول الشبهة، و السخيَّ بقدر وُجده، و الشجاعَ بمقدار وَكدِه۴.
و راوي الحديث: عِمرانُ بن حُصَين، قال: أرخى رسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله بطَرَف عمامتي مِن ورائي، ثمّ۵ قال: يا عمران، إنّ اللّه يحبّ الإنفاقَ، و يُبغض الإقتار، فكُلْ و أطعِمْ، و لا تَصُرَّ صَرّا۶فيَعسُرَ عليك الطلبُ، و اعلم أنّ اللّه يحبّ البصرَ النافذَ۷... إلى آخر الحديث.
۶۸۵.قوله صلىاللهعليهوآله: إِنَّ رَبَّكَ يُحِبُّ المَحامِدَ.۸
«المَحمدة» في الأصل مصدر، يقال: حَمِدتُ الرجُلَ حَمدا و مَحمَدةً بفتح الميم، و هي بإزاء المَذَمَّة. و رواها أبو عليّ الحسن۹ بن أحمد بن عبد الغفّار الفارسي۱۰
1.. في المصادر : قضيب .
و القَصَب : كلّ عظم مستدير أجوف ، و كلّ ما اتُّخذ من فضَّة أو غيرها ، الواحدة قَصَبَه . و القَصَب من العظام : كلّ عظمأجوف فيه مُخٌّ ، واحدته قَصَبه . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۶۷۵ قصب .
2.. سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۵۳۱ ، ح ۵۲۶۱ ؛ التمهيد لابن عبد البرّ ، ج ۱۶ ، ص ۳۰ .
3.. لم نعثر عليه ، نعم روي عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله أنّه قال : من ترك الحيّات فليس منّا . راجع : المعجم الأوسط ، للطبراني ، ج ۲ ،ص ۳۲۵ .
4.. وَكَدَ فلانٌ أمرا يَكِده وَكْدا : مارَسَه و قَصَده ، و الوَكْد : المراد و الهَمّ . انظر : لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۴۶۷ وكد .
5.. «ألف» : و .
6.. صَررتُ الناقةَ : شددتُ عليها الصِّرار ، وهو خيط يُشَدّ فوق الخِلف ؛ لئلاّ يُرضِعها ولدها ، و صَرَّ الناقَةَ : شدَّ ضرعَها . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۴۵۱ صرر .
7.«ألف» : النافد .
8.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۵۳ ، ح ۱۰۵۲ ؛ الأدب المفرد ، ص ۱۸۵ ، ح ۸۸۵ ؛ السنن الكبرى للنسائي ، ج ۴ ، ص ۴۱۶ ،ح ۷۷۴۵ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱ ، ص ۲۸۲ ، ح ۸۲۰ .
9.«ب» : الحسين .
10.. هو أبو علي الفارسي النحوي ، ولد بمدينة فسا سنة ۲۸۸ هـ ، و توفِّي سنة ۳۷۷ هـ ببغداد . له مصنَّفات ، منها : الإيضاح في النحو ـ المُهدى إلى عضد الدولة ، و سُمِّيَ بـ : الإيضاح العضدي ـ و كتاب المقصور و الممدود . و كان متَّهما بالاعتزال . راجع : الكنى و الألقاب ، ج ۳ ، ص ۴ .