85
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

و عن ابن مسعود: اقتُلوا الحيّاتِ كلِّها إلاّ الجانَّ الأبيضَ كأنّه قَصَبَةُ۱ فِضَّةٍ.۲

و قال عليه‏السلام: مَن ترك قتل الحيّة خشية الثَّأر فقد كفر ؛۳

يعني كفر بأمري ؛ لأنّي أمرتُ بقتلهنّ.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ اللّه‏ تعالى يحبّ ذا البصيرةِ المحتاط في أمرِه، و العاقِلَ المتحفِّظَ عند نزول الشبهة، و السخيَّ بقدر وُجده، و الشجاعَ بمقدار وَكدِه۴.

و راوي الحديث: عِمرانُ بن حُصَين، قال: أرخى رسولُ اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بطَرَف عمامتي مِن ورائي، ثمّ۵ قال: يا عمران، إنّ اللّه‏ يحبّ الإنفاقَ، و يُبغض الإقتار، فكُلْ و أطعِمْ، و لا تَصُرَّ صَرّا۶فيَعسُرَ عليك الطلبُ، و اعلم أنّ اللّه‏ يحبّ البصرَ النافذَ۷... إلى آخر الحديث.

۶۸۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ رَبَّكَ يُحِبُّ المَحامِدَ.۸

«المَحمدة» في الأصل مصدر، يقال: حَمِدتُ الرجُلَ حَمدا و مَحمَدةً بفتح الميم، و هي بإزاء المَذَمَّة. و رواها أبو عليّ الحسن۹ بن أحمد بن عبد الغفّار الفارسي۱۰

1.. في المصادر : قضيب .
و القَصَب : كلّ عظم مستدير أجوف ، و كلّ ما اتُّخذ من فضَّة أو غيرها ، الواحدة قَصَبَه . و القَصَب من العظام : كلّ عظمأجوف فيه مُخٌّ ، واحدته قَصَبه . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۶۷۵ قصب .

2.. سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۵۳۱ ، ح ۵۲۶۱ ؛ التمهيد لابن عبد البرّ ، ج ۱۶ ، ص ۳۰ .

3.. لم نعثر عليه ، نعم روي عن رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّه قال : من ترك الحيّات فليس منّا . راجع : المعجم الأوسط ، للطبراني ، ج ۲ ،ص ۳۲۵ .

4.. وَكَدَ فلانٌ أمرا يَكِده وَكْدا : مارَسَه و قَصَده ، و الوَكْد : المراد و الهَمّ . انظر : لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۴۶۷ وكد .

5.. «ألف» : و .

6.. صَررتُ الناقةَ : شددتُ عليها الصِّرار ، وهو خيط يُشَدّ فوق الخِلف ؛ لئلاّ يُرضِعها ولدها ، و صَرَّ الناقَةَ : شدَّ ضرعَها . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۴۵۱ صرر .

7.«ألف» : النافد .

8.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۵۳ ، ح ۱۰۵۲ ؛ الأدب المفرد ، ص ۱۸۵ ، ح ۸۸۵ ؛ السنن الكبرى للنسائي ، ج ۴ ، ص ۴۱۶ ،ح ۷۷۴۵ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱ ، ص ۲۸۲ ، ح ۸۲۰ .

9.«ب» : الحسين .

10.. هو أبو علي الفارسي النحوي ، ولد بمدينة فسا سنة ۲۸۸ هـ ، و توفِّي سنة ۳۷۷ هـ ببغداد . له مصنَّفات ، منها : الإيضاح في النحو ـ المُهدى إلى عضد الدولة ، و سُمِّيَ بـ : الإيضاح العضدي ـ و كتاب المقصور و الممدود . و كان متَّهما بالاعتزال . راجع : الكنى و الألقاب ، ج ۳ ، ص ۴ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
84

و يحبّ كذلك الشَّجاعةَ و لو لم يَكُنْ إلاّ بقتل حيّة، و هذا أيضا مَثَلٌ ؛ يعني أنّه ـ عزّ و عَلا ـ يحبّه على قدر غَنائه و مَبلغ بلائه۱ و إن لم يكن إلاّ يسيرا ؛ فكثير الشجاعة عنده محمود، و قليلُها غير مردود. و على ذكر الحيّة فلنذكر ممّا ورد فيه طرفا:

روي عنه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اقتُلوا الأبترَ و ذا الطُّفيَتَين۲.۳ و فالأبتر۴ القصير /۴۲۸/ الذنَب، و ذو الطفيَتَين۵ الّذي على ظهره خَطّان كالخُوصَتَين۶، و الطُّفْيُ الخُوص.

و قال عليه‏السلام: مَن تَرَكَ الحَيَّاتِ مَخافَة طلبهنّ فليس منّا.۷

و قال عليه‏السلام: اقتُلوا الحيّاتِ ؛ فمَن خافَ أثآرَهنّ۸ فليس منّا.۹

و سئل عليه‏السلام عن حيّات الدُّور؟ فقال عليه‏السلام: إذا رأيتم شيئا في مساكنكم فقولوا: أنشُدُكم العهدَ الّذي أَخَذَ عليكم نوحٌ عليه‏السلام، أنشُدُكم العهدَ الّذي أخذ عليكم سليمانُ عليه‏السلام أن تُؤذونا! فإن عُدنَ فاقتلوهنّ.۱۰

1.. «ألف» : + و لو لم يكن .

2.. ذو الطُّفيَتَين : حيَّة لها خطّان أسودان يُشبَّهان بالخُوصَتَين . انظر : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۱۰ طفو .

3.. مسند ابن راهويه ، ج ۲ ، ص ۳۵۰ ، ح ۸۸۱ .

4.. «ألف» : و الأبتر .

5.. «ألف» : «ذو الطفيتن» أو «ذو الطفتين» .

6.. الخُوص : ورق المقل و النخل و النارجيل و ما شاكلها ، واحدتها خوصة . لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۳۲ خوص .

7.. مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۳۳۰ ؛ المعجم الكبير للطبراني ، ج ۱۱ ، ص ۲۳۹ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۵۲۹ ، ح ۵۲۵۰ ؛ عوالياللآلي ، ج ۱ ، ص ۱۸۰ ، ح ۲۳۴ .

8.. في بعض المصادر : «ثارهنّ» . و في بعضها الآخر : «ثأرهنّ» .
و الثَّأر : الطلب بالدم ، أو الدم نفسه ، أو قاتلُ حميمك ، و الجمع أثآر و آثار ، و أثارَ الرجُلُ و اثَّأَرَ : أدرك ثأره . انظر : لسانالعرب ، ج ۴ ، ص ۹۷ ثأر .

9.. المعجم الكبير للطبراني ، ج ۹ ، ص ۳۵۱ ؛ مجمع الزوائد للهيثمي ، ج ۴ ، ص ۴۶ .

10.. السنن الكبري للنسائي ، ج ۶ ، ص ۲۴۱ ، ح ۱۰۸۰۴ ؛ المعجم الكبير ، ج ۷ ، ص ۷۹ ؛ التمهيد لابن عبد البرّ ، ج ۱۶ ،ص ۲۶۵ ؛ أحكام القرآن لابن العربي ، ج ۴ ، ص ۳۱۷ مع تفاوت يسير .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11026
صفحه از 465
پرینت  ارسال به