81
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

شيئا ؛ و ككَسحِ۱ مَحاشِّ۲ الفقراء مجّانا إلى أمثال هذه الدنايا.

و قيل: إنّ المراد بالمعالي الحِرَفُ الحَسَنة و الصَّناعات النقيّة كتعليم العلوم و الطبّ و الوِراقة و التجارة و أمثال ذلك، و بالسفساف الحِرَف السخيفة كالحجامة و الحياكة و الدباغة و أمثال ذلك.۳

و قيل: إنّ المعالي من الاُمور مثلُ السخاء و البذل و الضيافة و الشجاعة و إقامة الطاعات و الوعظ و الحِسبة۴، و السفساف كالظلم و الغصب و البخل و الكذب و التقتير على العيال إلى سوى ذلك من المستهجنات.

و۵ كلٌّ له وجه، و على الاختصار فكلّ ما فيه علوٌّ و رفعة فهو من المعالي، و ما فيه خسّة و سَفال فهو من السفساف.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ اللّه‏ تعالى يحبّ من الأعمال كلّ شريف، و يكره كلّ سخيف.

و راوي الحديث: سيّد شباب أهل الجنّة الحسين بن عليّ صلوات اللّه‏ عليهما.

۶۸۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ اللّه‏َ تَعالَى يُحِبُّ أنْ تُؤتَى رُخصَتُهُ كَما يُحِبُّ أنْ تُترَكَ مَعصيَتُهُ.۶

أصل «ر خ ص»: اللِّين و الرقّة و النُّعومة۷ و السُّهولة، يقول: فلان رَخْصُ الجسد أي

1.. الكَسْح : الكنس ؛ كَسَح البيت و البئر يَكسَحه كسحا : كنسه . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۵۷۱ كسح .

2.. المَحَشّ و المَحَشَّة : المكان الكثير الحشيش ، جمعه مَحاشٌّ . انظر : لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۲۸۳ ؛ مجمع البحرين ، ج ۴ ،ص ۱۳۴ حشش .

3.. لم نعثر عليه .

4.. الحِسبة : اسم من الاحتساب كالعدّة من الاعتداد . و الاحتساب في الأعمال الصالحات و عند المكروهات هو البِدار إلى طلب الأجر و تحصيله بالتسليم و الصبر ، أو باستعمال أنواع البرّ و القيام بها على الوجه المرسوم فيها ؛ طَلَبا للثواب المرجوّ منها . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۳۱۵ حسب .

5.. «ب» : ـ و .

6.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۵۱ ، ح ۱۰۷۸ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۳ ، ص ۱۴۰ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۳ ، ص ۱۶۲ ؛ صحيحابن خزيمة ، ج ۳ ، ص ۲۵۹ مع اختلاف يسير في الجميع .

7.. نَعُمَ الشيءُ نُعومةً : صار ناعِما ليِّنا ، و التنعُّم : الترفّه . انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۵۷۹ نعم .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
80

و فائدة الحديث: إعلام أنّ القلبَ الحزينَ لأحوال المعاد يحبّه اللّه‏ تعالى.

و راوي الحديث: أبو الدرداء.

۶۸۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: /۴۲۷/ إِنَّ اللّه‏َ تَعالَى يُحِبُّ مَعَالِيَ الاُمورِ وَ أَشرافَها، وَ يَكرَهُ سَفسافَها.۱

و روي: و يُبغِض سَفسافَها۲.۳ «المعالي» ذُكِر أنّها جمعُ مَعلاةٍ و هي العَلاء و الرِّفعة و الشَّرَف و۴ العلوّ. و «الأشرافُ» هنا جمعُ شريفٍ أي عالي. و «السفساف»: الدَّنيّ۵ من كلّ شيء، يقال: شعرٌ سَفسافٌ، و يقال لكلّ أمر حقير: سفساف، و أسَفَّ الرجُلُ إذا تَتبّع مَداقَّ الاُمور، و قيل للَّئيم العطيّةِ: مُسَفسِف، و السَّفسافُ: دُقاق التراب، و المُسَفسِفةُ: الريح الّتي تَحمِله فُوَيقَ الأرض. و «مَعالي الاُمور» يعني الاُمور العالية كالغَزَوات ـ مثلاً ـ و شَدِّ القناطرِ و بناءِ الرِّباطات۶، و كالرِّباط في سبيل اللّه‏ و المارستانات و كالمَدارس۷ و المَساجد و الجوامع و تَزويج الأيامى و الأوقاف إلى أمثال۸ ذلك ممّا يَتعدّى خيره۹ و يعمّ.

و السَّفسافُ من الاُمور ككَنْسِ التراب من الأسواق ـ مثلاً ـ ليَنخُلَه۱۰، و ربّما يجد فيه

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۵۰ ، ح ۱۰۷۶ و ۱۰۷۷ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۸ ، ص ۱۸۸ ؛ المعجم الكبير ، ج ۳ ، ص ۱۳۱ ،ح ۲۸۹۴ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۳ ، ص ۶ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۲۸۷ ، ح ۱۸۸۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۵ ، ص ۷۷۰ ، ح ۴۳۰۲۱ .

2.. «ألف» : سفساهها .

3.. مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا ، ص ۱۹ ، ح ۶ ، و ص ۲۰ ، ح ۱۰ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ۲ ، ص ۹۷ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۴۸ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۱۰ ، ص ۱۹۱ .

4.. «ب» : ـ و .

5.. «ألف» : الذي .

6.. الرِّباط : المبنية للفقراء ، جمعه رِباطات . انظر : مجمع البحرين ، ج ۴ ، ص ۲۴۹ ربط .

7.. «ألف» : المدارس .

8.. «ألف» : مثال .

9.. «ب» : خبره .

10.. «ألف» : لينحله .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10981
صفحه از 465
پرینت  ارسال به