75
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

أي من أطاق سلوكَ سبيلها بقدر ما أقدره اللّه‏ عليه، و الإحصاء: الإطاقة ؛ لقوله تعالى: «عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ»۱ أي لم تُطيقوه.

و قد فَسَّرَ هذا الحديثَ الّذي نحن في شرحه بعضُ الناس على ظاهره، و۲ قال: اللّه‏ تعالى يحبّ أن يُرى الجمالُ على عبده من الثياب و اللباس و النعمة،۳ و أنشَدَ قولَ عبد اللّه‏ بن المبارك:

أجِدُ الثيابَ إذا اكتسبتُ۴ فإنّها

زَينُ الرجالِ بها تُجَلُّ و تُكرَمُ

و دَعِ التواضعُ في الثيابِ و خَلِّهفاللّه‏ُ يَعلم ما تُكِنُّ و تَكتُم

فرَثاثُ ثوبِك لا يَزيدُك قُربةًعند الإله و أنتَ عبدٌ مُجرِم

و بهاءُ ثَوبِك لا يَضُرّك بَعد ماتَخشى الإلهَ و تَتَّقي ما يَحرُم۵

و تمشيةُ هذا يُشكِل، و الأكابر فَسّروه على ما فسّرنا، و هو أولى و أليَقُ بجلاله.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ اللّه‏ تعالى مُحسِن مُجمِل يحبّ الإحسانَ مِن العبد إلى العبد.

و راوي الحديث۶: عبيد اللّه‏، عن أبيه، عن جدّه، عن رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله. و رواه أبو سعيد الخدريّ، و في آخِر حديثه: و يُبغِض البؤسَ و التباؤُسَ. البُؤس۷: الضُّرّ.

۶۷۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ اللّه‏َ يُحِبُّ المُلِحِّينَ في الدُّعاءِ.۸

أصل «الإلحاح»: الإقامة و اللزوم، و الإلحاح في المسألة: الملازمة، و لَحِحَتْ عَينُه أي

1.. المزّمّل ۷۳ : ۲۰ .

2.«ألف» : + قد .

3.. لم نعثر عليه ، نعم فسّره به أيضا ابن عبد البرّ في الاستذكار ، ج ۸ ، ص ۲۹۷ ، الرقم ۱۶۸۶ . و كان بكر بن عبد اللّه‏ المزني يقول : ألبسوا ثياب الملوك ، و أميتوا قلوبكم بالخشية . راجع : بهجة المجالس لابن عبد البرّ ، ج ۳ ، ص ۶۰ .

4.. «ألف» : «اكتست» ، و في بعض المصادر : «اكتسيت» و في بعضها : استطعت .

5.. بهجة المجالس لابن عبد البرّ ، ج ۳ ، ص ۶۰ .

6.. في حاشية النسختين : هو عبيد اللّه‏ بن عبد اللّه‏ بن عقبة بن مسعود . لكن في حاشية «ألف» : «عتبة» بدل «عقبة» .

7.. «ألف» : ـ البؤس .

8.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۴۵ ، ح ۱۰۶۹ و ۱۰۷۰ ؛ فتح الباري ، ج ۱۱ ، ص ۸۰ ؛ كتاب الدعاء للطبراني ، ص ۲۸ ، ح ۲۰ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۲۸۶ ، ح ۱۸۷۶ . الدعوات للراوندي ، ص ۲۰ ، ح ۱۵ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۲ ، ص ۲۲۳ ، ح ۳۵ ؛ بحار الأنوار ، ج ۹۰ ، ص ۳۰۰ ، ح ۳۷ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
74

رأى الناسُ۱ أقبَحَ منه.۲

و فائدة الحديث: الأمر بالرفق في الاُمور و التثبّتِ فيها.

و راوي الحديث: عائشة.

۶۷۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ اللّه‏َ جَميلٌ يُحِبُّ الجَمالَ.۳

/۳۷۶/ «الجَمال»: الحُسن الوافر، و قد جَمُلَ يَجمُل جَمالاً فهو «جميل»، و امرأةٌ جميلة و جَملاء، قال:

فهِيَ جملاءُ كبدرٍ طالع

بَذَّتِ۴ الخَلقَ جميعا بالجَمال۵

و ربّما يَختصّ الجمالُ البدنَ أو الفعل، و ربّما يعبَّر بالجمال عمّا يَصِلُ إلى غيرك من الخير، و إذا۶ وُصِف اللّه‏ُ تعالى بذلك فالمعنيّ به أنّه مُجمِل محسن إلى الخلق يُفيض خيره عليهم، و جَميل بمعنى مُجْمِل كحَكيم بمعنى مُحْكِم.

و «يحبّ الجمال» أيّ يحبّ أن يَتعاطى الإنسانُ الخيرَ إلى غيره اقتداءً برَبّه تعالى، /۴۲۴/ و قد اُمرنا أن نَتشبّهَ بقدرِ ما يَسَعُنا و يَحتمل حالُنا بأفعال اللّه‏ تعالى، و قد تَقدّم هذا المعنى قبلُ، و اُورِدَ الحديثُ الّذي هو: إنّ للّه‏۷ تسعةً و تسعين اسما۸ ؛ مَن أحصاها دَخَلَ الجَنَّةَ.۹

1.. في المصدر : + خلقا .

2.. كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۱۶۱ ، ح ۲۱۱۲ ؛ تنبيه الغافلين ، ص ۲۵۸ ؛ مشكاة الأنوار في غرر الأخيار ، ص ۲۲۴ ؛ كنز العمّال ،ج ۳ ، ص ۴۸ ، ح ۵۴۲۴ . و قريب منه في الكافي ، ج ۲ ، ص ۱۲۰ ، ح ۱۳ ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۳۹۵ .

3.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۴۳ ، ح ۱۰۶۷ و ۱۰۶۸ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۳۹۹ ؛ و ج ۴ ، ص ۱۳۳ و ۱۵۱ ؛ صحيحمسلم ، ج ۱ ، ص ۶۵ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۲۶ . الكافي ، ج ۶ ، ص ۴۳۸ ، ح ۱ ؛ دعائم الاسلام ، ج ۲ ، ص ۱۵۵ ؛ الخصال ، ص ۶۱۳ ، ح ۱۰ ؛ مكارم الأخلاق للطبرسي ، ص ۱۰۳ و في الأربعة الأخيرة عن الإمام علي عليه‏السلام .

4.. في البحر المحيط : «بفرت» . و في غيرها من المصادر : «بذت» .

5.. الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۶۶۱ ، ذيل مادّة «جمل» ؛ تفسير القرطبي ، ج ۱۰ ، ص ۷۰ ؛ البحر المحيط ، ج ۵ ، ص۴۶۱ .

6.. «ألف» : و ربّما .

7.. في التوحيد : + «تعالى» . و في الخصال : + «عزّ وجلّ» . و في العدّة : + «تبارك و تعالى» .

8.. في المصادر : + مئة إلاّ واحدا .

9.. مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۶۷ ؛ صحيح البخاري ، ج ۳ ، ص ۱۸۵ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۶۳ ؛ التوحيد للصدوق ، ص ۱۹۴ ، ح ۸ ؛ الخصال ، ص ۵۹۳ ، ح ۴ ؛ عدّة الداعي ، ص ۲۹۸ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10868
صفحه از 465
پرینت  ارسال به