فحَذَفَ الحرفَ، و أوصَلَ الفعلَ ؛ فهو على تقدير الحرف.
و «الشفاعة»: سؤال دفع مضرّة عن الغير بشريطة أن يكون المسؤول أعلى درجةً مِن السائل، و أصل «ش ف ع» ضمّ شيء۱ إلى مثله، فكأنّ۲ المستشفِعَ يَطلب ناصرا يَضُمّه إلى نفسه ؛ ليَسعى له كما يسعى، و يتعاونَ معه على ما هو بصدده، فيقول صلىاللهعليهوآله: لكلّ نبيّ دعوةٌ دعاها، و دعوةُ النبيّ لا شكّ مُجابةٌ، و أمّا أنا فما دَعَوتُها، بل سترتُها و ادّخرتُها ليوم القيامة و افتقار الاُمّة إليها.
و روي عنه صلىاللهعليهوآله: إِنّ شفاعتي للملطَّخِينَ بالكبائر.۳ أو كما قال عليهالسلام.
و شفاعةً نصبٌ حالٌ، التقديرُ اختَبأتُ دعوتي كائنةً شفاعةً لاُمّتي أشفَعُها لهم يوم القيامة، و حقيقة هذا الكلام أنّي ما دعوت الدعوة المرخَّص لي فيها في الدنيا، بلى أشفَعُ في القيامة عِوَضا عنها۴، /۳۷۱/ و يجوز أن يكون «شفاعةً» نصبا مفعولاً له ؛ أي اختبأتُ الدعوةَ للشفاعة، فهي علّة الاختباء.
و فائدة الحديث: إعلام۵ أنّه يَشفع يومَ القيامة لاُمّته فيَستوهب ذنوبَهم ؛ ليَدخُلوا الجنّة.
و راوي الحديث: أنس بن مالك.
۶۶۹.قوله صلىاللهعليهوآله: إِنَّ الْمُؤمِنَ يُؤجَرُ في نَفَقَتِهِ كُلِّها إِلاَّ شَيئاً /۴۱۷/ جَعَلَهُ في التُّرابِ أَوِ البِناءِ.۶
إنّما يؤجَر المؤمنُ في النفقة لأنّها قوام عيشه و سببُه الّذي يَتقوّى به على العبادة و الطاعة