53
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

۶۶۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ لِكُلِّ شَيءٍ مَعدِناً، وَ مَعدِنُ التَّقوَى قُلوبُ العارِفينَ.۱

«المَعدِن»: /۳۷۰/ المستقرّ، و عَدَنَتِ الإبلُ بمكان كذا إذا لَزِمَتْه، و عَدَنتُ البلدَ: تَوَطَّنتُه و أقمتُ به، و «جَنَّاتُ عَدْنٍ»۲ أي إقامةٍ مِن غير زوال ؛ و سُمِّي المعدنُ معدنا لأنّ الجوهر أقام به و استقرّ. و قد تقدّم الكلام في «التقوى».

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ لكلّ شيء معدنا و موطنا، و مَوطن التقوى قلوبُ الّذين يَعرفون اللّه‏ تعالى ؛ لأنّها لا تستقرّ إلاّ في قلوب المتّقين، و لا يكون العبدُ متّقيا حتّى يعرف اللّه‏ تعالى، و يَعرفَ أمره فيَلتزمه، و نهيَه فيجتنبه.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ التقوى لا تُفارِق قلوبَ العارفين، كما لا تُفارق الجواهرُ المعادنَ.

و راوي الحديث: عمر بن الخطّاب.

۶۶۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ لِكُلِّ شَيءٍ قَلباً، وَ إِنَّ قَلبَ القُرآنِ يس.۳

«القلب»: قلب الإيمان، و هو كأنّه المعتدّ به منه، قال تعالى: «لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ»۴، فقيل لخالص كلّ شيء قلبٌ، كما يقال۵: قلب اللَّوز۶ و الجَوز للبّهما، و قلب النخلة للجُمّار۷

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۲۹ ، ح ۱۰۳۳ و ۱۰۳۴ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۱۰ ، ص ۲۶۸ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۲ ، ص ۲۳۴ ؛الموضوعات لابن الجوزي ، ج ۱ ، ص ۱۷۱ ؛ ميزان الاعتدال ، ج ۲ ، ص ۴۲۴ ، ح ۴۳۲۴ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۴۱۵ ، ح ۷۳۲۰ ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۴۴۷ ؛ غرر الحكم ، ج ۳ ، ص ۱۸۸۹ .

2.. الرعد ۱۳ : ۲۳ ؛ النحل (۱۶) : ۳۱ ؛ الكهف (۱۸) : ۳۱ ؛ مريم (۱۹) : ۶۱ ؛ طه (۲۰) : ۷۶ ؛ فاطر (۳۵) : ۳۳ ؛ ص (۳۸) : ۵۰ ؛ غافر (۴۰) : ۸ ؛ صف (۶۱) : ۱۲ ؛ البيّنة (۹۸) : ۸ .

3.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۳۰ ، ح ۱۰۳۵ و ۱۰۳۶ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۲۳۷ ، ح ۳۰۴۸ ؛ تحفة الأحوذي ، ج ۸ ،ص ۱۵۸ ؛ المصنّف للصنعاني ، ج ۳ ، ص ۳۷۲ ، ح ۶۰۰۹ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۳۷۱ ، ح ۲۴۲۳ ، المصباح للكفعمي ، ص ۴۴۳ ؛ بحار الأنوار ، ج ۸۹ ، ص ۲۸۸ ، ح ۱ و فيه عن كتاب ثواب الأعمال عن الإمام الصادق عليه‏السلام .

4.. ق۵۰ : ۳۷ .

5.«ب» : تقول .

6.. «ألف» : الموز .

7.. «ألف» : الجمار .
و الجُمّار : معروف ، شحم النخل ، واحدته جُمّارة . و الجُمّارة : قلب النخلة و شحمتها . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۱۴۷ جمر .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
52

و قوله عليه‏السلام: «دعوةً» يعني أنّه إذا صام تقرّبا إلى اللّه‏ تعالى كان بالحَريّ أن يَستجيبَ اللّه‏ُ تعالى دعاءَه، فليَجعلْ تلك الدعوةَ للغفران ؛ فهُوَ أهَمُّ الأشياء.

و فائدة الحديث: أمرُ الصائم بالدعاء بالمغفرة.

و راوي الحديث: الحارث۱ بن عبيدة.

۶۶۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ لِكُلِّ شَيءٍ بَاباً، وَ إِنَّ۲ بابَ العِبَادَةِ الصِّيامُ.۳

إنّما قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ذلك لأنّ الصائم يَخوي۴ بطنُه من مَدَدِ الطعامِ و الشراب، فيَضعُف و تَخلو أورادُه و عروقُه فيكونُ أسقَطَ لشَهوَتِه و أفتَرَ لدَواعيه، فيكون أقرَبَ إلى الطاعات و أبعدَ عن المعاصي، فلأجل ذلك جَعَلَ الصيامَ بابا للعبادة.

و «العِبادة»: /۴۱۵/ الطاعة، و قد۵ عَبَدَ اللّه‏َ تعالى يَعبُده عِبادةً، و تعبّدتُ أي تَنسّكتُ۶، و أصل «ع ب د»: الخضوع و الذلّ، و منه العبد، و طريقٌ معبَّدٌ أي مُذلَّل.

و «الصيام»: مصدرُ صامَ يَصوم صَوما و صِياما، و أصله صِوام، فقُلِبَت الواوُ ياءً لمكان الكسرة قبلها، و لا يُلزَم عليه لِواذٌ ؛ لأنّه مصدر لاوَذَ، فلمّا تَحَرَّكَت الواوُ في الفعل تَحرّكتْ في المصدر ؛ بدليل أنّ مصدر لاذ لِياذٌ، كما أنّ مصدر صام صيام.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ الصوم يقرِّب العبد إلى اللّه‏ تعالى، و هو مَفتح باب العبادات.

و راوي الحديث: ضَمرَةُ بنُ حبيب.

1.. «ألف» و «ب» : الحرث .

2.. «ألف» : ـ إنّ .

3.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۲۸ ، ح ۱۰۳۲ ؛ الزهد لابن المبارك ، ص ۵۰۰ ؛ تفسير الثعالبي ، ج ۱ ، ص ۳۹۷ .

4.. «ألف» : يحوى .
خوى البيتُ يخوي خواءً : خَلا من أهله ، و خوى : تتابع عليه الجوع ، و خوى : سقط و خلا . انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۲۴۵ خوو .

5.. «ألف» : ـ قد .

6.. «ألف» : تمسّكت .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10925
صفحه از 465
پرینت  ارسال به