و قوله عليهالسلام: «دعوةً» يعني أنّه إذا صام تقرّبا إلى اللّه تعالى كان بالحَريّ أن يَستجيبَ اللّهُ تعالى دعاءَه، فليَجعلْ تلك الدعوةَ للغفران ؛ فهُوَ أهَمُّ الأشياء.
و فائدة الحديث: أمرُ الصائم بالدعاء بالمغفرة.
و راوي الحديث: الحارث۱ بن عبيدة.
۶۶۵.قوله صلىاللهعليهوآله: إِنَّ لِكُلِّ شَيءٍ بَاباً، وَ إِنَّ۲ بابَ العِبَادَةِ الصِّيامُ.۳
إنّما قال صلىاللهعليهوآله ذلك لأنّ الصائم يَخوي۴ بطنُه من مَدَدِ الطعامِ و الشراب، فيَضعُف و تَخلو أورادُه و عروقُه فيكونُ أسقَطَ لشَهوَتِه و أفتَرَ لدَواعيه، فيكون أقرَبَ إلى الطاعات و أبعدَ عن المعاصي، فلأجل ذلك جَعَلَ الصيامَ بابا للعبادة.
و «العِبادة»: /۴۱۵/ الطاعة، و قد۵ عَبَدَ اللّهَ تعالى يَعبُده عِبادةً، و تعبّدتُ أي تَنسّكتُ۶، و أصل «ع ب د»: الخضوع و الذلّ، و منه العبد، و طريقٌ معبَّدٌ أي مُذلَّل.
و «الصيام»: مصدرُ صامَ يَصوم صَوما و صِياما، و أصله صِوام، فقُلِبَت الواوُ ياءً لمكان الكسرة قبلها، و لا يُلزَم عليه لِواذٌ ؛ لأنّه مصدر لاوَذَ، فلمّا تَحَرَّكَت الواوُ في الفعل تَحرّكتْ في المصدر ؛ بدليل أنّ مصدر لاذ لِياذٌ، كما أنّ مصدر صام صيام.
و فائدة الحديث: إعلام أنّ الصوم يقرِّب العبد إلى اللّه تعالى، و هو مَفتح باب العبادات.
و راوي الحديث: ضَمرَةُ بنُ حبيب.