49
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

شِرَّةً، و الشِّرَّةُ۱ إلى فَترة.۲

۶۶۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ لِكُلِّ قَولٍ مِصدَاقاً، وَ لِكُلِّ حَقٍّ حَقيقَةً.۳

«المصداق»: ما يصدَّق به الكلامُ، و هو مِفعالٌ بناء الآلة، فكأنّه ما يُستدلّ به على صدق الشيء، و الحقّ هنا مطابقة الصواب. و «الحقيقة»: ما ينبئ عن كون الشيء حقّا، و لذلك يقال لحدّ الشيء: حقيقةٌ.

فيقول عليه‏السلام: إنّ لكلّ كلام مصداقا يصدِّقه، و۴ دليلاً يُثبته، و حجّةً تَعضُده، و بيّنةً تسدِّده ؛ و لكلّ حقّ و صوابٍ ما يدلّ على تحقيقه و تثبيته.

و روي: أنّ نبيَّ اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قال لحارث بن مالك رحمه‏الله: كيف أصبحتَ؟ قال: أصبحت مؤمنا حقّا. قال: لكلّ شيءٍ حقيقةٌ، فما حقيقةُ إيمانِك؟ فقال: يا رسولَ اللّه‏، إنّي أنفقتُ مالي، و أسهَرتُ عيني، و كأنّي أنظر إلى عرش الرحمن و قد اُبرِزَ للحِساب، و كأنّي أنظر إلى أهل الجنّة في الجنّة يَتزاورون، و إلى۵ أهل النار في النار يَتضاغَون۶! فقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: هذا عبدٌ قد نَوَّرَ اللّه‏ُ قلبَه بالإيمان، أصبت فالزَمْ. قال: يا رسولَ اللّه‏، ادعُ اللّه‏َ لي بالشهادة. فدعا له فاُصيب في اليوم الثامن.۷

و في كلام للحسن البصريّ: لا يَستحقّ أحدُكم حقيقةَ الإيمان حتّى يَجمَعَ ثلاثَ

1.. «ألف» : شره و الشره .

2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۲۶ ، ح ۱۰۲۷ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۲ ، ص ۲۵۸ .

3.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۲۷ ، ح ۱۰۲۸ ؛ ضعفاء العقيلي ، ج ۲ ، ص ۲۹۱ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۱ ، ص ۵۷ ؛ تاريخ مدينةدمشق ، ج ۵۸ ، ص ۴۱۶ . تفسير القمّي ، ج ۲ ، ص ۲۰۸ ؛ و عنه في بحار الأنوار ، ج ۶۶ ، ص ۶۴ ، ح ۱۰ .

4.. «ألف» : ـ و .

5.. «ألف» : أنّ .

6.. يتضاغى الصبيان : يتباكون ، و التضاغي : الصياح و البكاء . انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۴۸۵ ضغو .

7.. قد روي هذا الحديث الشريف بألفاظ مختلفة و عبارات شتّى . راجع : منتخب مسند عبد بن حميد ، ص ۱۶۵ ، ح ۴۴۵ ؛المعجم الكبير للطبراني ، ج ۳ ، ص ۲۶۶ ، ح ۳۳۶۷ ؛ النوادر للمصنّف ، ص ۱۳۸ و ۱۳۹ ؛ اُسد الغابة ، ج ۱ ، ص ۳۵۵ و ۳۵۶ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۱ ، ص ۵۷ ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۳۵۱ ، ح ۳۶۹۸۸ ، و ص ۳۵۳ ، ح ۳۶۹۹۰ و ۳۶۹۹۱ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
48

و الهيئة، و شِرّة الشباب: حرصه۱ و نَشاطه.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لكلّ متعبّدٍ شِرَّةٌ و حرصٌ و رَغبة و توفّر و مبالغة و تشمير في عبادته، ثمّ إنّه لا يُطيق ما شَرَعَ فيه و افتَتَحَ فيَفتُر و يَتراجع، و هو لَعمري كذلك، و كم قد رأيت مشاهدةً هذا المعنى! و ما أحسَنَ ما قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا تُبَغِّضْ طاعةَ اللّه‏ إلى نَفْسِك.۲

و قال عليه‏السلام: خير الاُمور أوساطها۳.۴

فالأولى بالإنسان أن يتدرّج بنفسه إلى المبالغة حتّى لا يَسأَمَ و لا يَمَلَّ فيَضجَرَ، و يؤدِّيَ به الضجرُ إلى أن يَتركها رأسا، و قد رأينا ذلك كثيرا.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ مُساورة۵ الطاعة و۶ مُغالبتها ممّا يَفتُر عنه الإنسانُ و يَعجِزُ، و الأمرُ بالرفق في الطاعة، و أن لا يحمِّل۷ نفسَه فوق طاقتها فيَمَلَّ.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن عمرو بن العاص. و رواه عبد اللّه‏ بن عبّاس رضى‏الله‏عنه، قال: كانت مولاةٌ للنبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله تَصومُ الدهرَ۸ و تَقوم الليلَ، فقيل له صلى‏الله‏عليه‏و‏آله،۹ فقال عليه‏السلام ۱۰: إنّ لكلّ عمل۱۱

1.. «ب» : حرمه .

2.. لم نعثر عليه في الجوامع الروائية ، نعم قاله النيسابوري في غرائب القرآن ، ج ۱ ، ص ۱۲۰ . و روي في المصادر «لا تُبغِّضإلى نفسك عبادة ربِّك» . راجع : الكافي ، ج ۲ ، ص ۸۷ ، ح ۶ .

3.. في المصادر : أوسطها .

4.. تفسير الرازي ، ج ۴ ، ص ۱۰۸ ، المحصول للرازي ، ج ۴ ، ص ۶۹ ؛ تفسير القرطبي ، ج ۲ ، ص ۱۵۴ ؛ و ج ۶ ، ص ۲۷۶ ؛عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۲۹۶ ، ح ۱۹۹ .

5.. سارَ يَسُور : وَثَبَ و ثارَ ، و ساوَرَه : واثَبه ، و الإنسان يساوِر إنسانا إذا تناوَل رأسَه ، و السَّوّار من الكلاب : الّذي يأخذ بالرأس ، و هو سَوّار أي وَثّاب مُعَربِد . و في حديث عمر : فكِدتُ اُساوره في الصلاة أي اُواثبه و اُقاتله . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۳۸۵ سور .

6.. «ألف» : من .

7.. حمَّلتُه الرِّسالةَ : كلَّفته حملَها . لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۱۸۱ حمل .

8.. في المجمع : النهار .

9.. في المجمع : فقيل له : إنّها تصوم النهار و تقوم الليل .

10.. في كلا المصدرين : فقال رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله .

11.. في المسند: عامل.

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11057
صفحه از 465
پرینت  ارسال به