و الهيئة، و شِرّة الشباب: حرصه۱ و نَشاطه.
فيقول صلىاللهعليهوآله: لكلّ متعبّدٍ شِرَّةٌ و حرصٌ و رَغبة و توفّر و مبالغة و تشمير في عبادته، ثمّ إنّه لا يُطيق ما شَرَعَ فيه و افتَتَحَ فيَفتُر و يَتراجع، و هو لَعمري كذلك، و كم قد رأيت مشاهدةً هذا المعنى! و ما أحسَنَ ما قال صلىاللهعليهوآله: لا تُبَغِّضْ طاعةَ اللّه إلى نَفْسِك.۲
و قال عليهالسلام: خير الاُمور أوساطها۳.۴
فالأولى بالإنسان أن يتدرّج بنفسه إلى المبالغة حتّى لا يَسأَمَ و لا يَمَلَّ فيَضجَرَ، و يؤدِّيَ به الضجرُ إلى أن يَتركها رأسا، و قد رأينا ذلك كثيرا.
و فائدة الحديث: إعلام أنّ مُساورة۵ الطاعة و۶ مُغالبتها ممّا يَفتُر عنه الإنسانُ و يَعجِزُ، و الأمرُ بالرفق في الطاعة، و أن لا يحمِّل۷ نفسَه فوق طاقتها فيَمَلَّ.
و راوي الحديث: عبد اللّه بن عمرو بن العاص. و رواه عبد اللّه بن عبّاس رضىاللهعنه، قال: كانت مولاةٌ للنبيّ صلىاللهعليهوآله تَصومُ الدهرَ۸ و تَقوم الليلَ، فقيل له صلىاللهعليهوآله،۹ فقال عليهالسلام ۱۰: إنّ لكلّ عمل۱۱
1.. «ب» : حرمه .
2.. لم نعثر عليه في الجوامع الروائية ، نعم قاله النيسابوري في غرائب القرآن ، ج ۱ ، ص ۱۲۰ . و روي في المصادر «لا تُبغِّضإلى نفسك عبادة ربِّك» . راجع : الكافي ، ج ۲ ، ص ۸۷ ، ح ۶ .
3.. في المصادر : أوسطها .
4.. تفسير الرازي ، ج ۴ ، ص ۱۰۸ ، المحصول للرازي ، ج ۴ ، ص ۶۹ ؛ تفسير القرطبي ، ج ۲ ، ص ۱۵۴ ؛ و ج ۶ ، ص ۲۷۶ ؛عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۲۹۶ ، ح ۱۹۹ .
5.. سارَ يَسُور : وَثَبَ و ثارَ ، و ساوَرَه : واثَبه ، و الإنسان يساوِر إنسانا إذا تناوَل رأسَه ، و السَّوّار من الكلاب : الّذي يأخذ بالرأس ، و هو سَوّار أي وَثّاب مُعَربِد . و في حديث عمر : فكِدتُ اُساوره في الصلاة أي اُواثبه و اُقاتله . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۳۸۵ سور .
6.. «ألف» : من .
7.. حمَّلتُه الرِّسالةَ : كلَّفته حملَها . لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۱۸۱ حمل .
8.. في المجمع : النهار .
9.. في المجمع : فقيل له : إنّها تصوم النهار و تقوم الليل .
10.. في كلا المصدرين : فقال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله .
11.. في المسند: عامل.