37
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

حقٌّ، فكذلك جواب الغائب، و الكِتابُ جارٍ مَجرى السلام، و لا بدّ مِن جوابه. ثمّ إنّ المكتوب إليه إذا قَصَّرَ في الجواب كان تَركُه لذلك على وجوهٍ كلُّها مذموم ؛ إمّا أن يكون ذلك تكبّرا، أو قِلّةَ اعتدادٍ بالكاتب۱ و إزراءً به۲ و أنّه لا يُساوي الجوابَ، و كلّ ذلك يُؤدِّي إلى التهاجر و التقاطع و الاستيحاش و التنازع، و بُنِيَ الإسلامُ على المُؤالَفَة و المحالَفَة و التَّوادِّ و التَّراحُم.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ جواب الكتاب حقٌّ، و فيه حثٌّ /۴۰۹/ على احترام الأخ المسلم و مراعاة جانبه و حفظ غيبه.

و راوي الحديث: ابن عبّاس، و قد طُعن في إسناد هذا الحديث.۳

۶۵۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ في المَعاريضِ لَمَندُوحَةٌ عَنِ الكَذِبِ.۴

«مِعراضُ الكلام»: فَحواه، و الجَمع «مَعاريضُ»، و هو من قولك: عَرَّضتُ له و لم اُصرِّحْ. و «المندوحة»: السَّعَة و الفُسحَة، و النُّدْحُ: الأرضُ الواسعة، و جَمعُه۵: أنداح. و المَندَح: المكان الواسع، و لي عن هذا الأمر مَندوحةٌ و مُنتَدَحٌ أي سَعَة. و تَندَّحَتِ الغَنَمُ۶: تَبدَّدَتْ۷، و نَدَحتُ الشيءَ نَدْحا إذا وَسَّعتَه، و كان المندوحةُ مصدرٌ على زِنَةِ المفعول

1.. «ب» : بالكتاب .

2.. الإزراء : التهاوُن بالشيء ، و أزرى به إزراءً : قصَّر به و حَقَّره و هوَّنه . و ازدريتُه أي حقّرتُه . انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۳۵۶ زري .

3.. كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۲۳۵ .

4.. مسند الشهاب ، ص ۱۱۹ ، ح ۱۰۱۱ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۱۰ ، ص ۱۹۹ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۸ ، ص ۱۳۰ ؛ عمدةالقاري ، ج ۲۲ ، ص ۲۱۸ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۶ ، ص ۱۸۴ ، ح ۳ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۳۵۶ ، ح ۲۳۳۲ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۶۳۰ ، ح ۸۲۴۹ . بحار الأنوار ، ج ۶۹ ، ص ۲۵۶ .

5.. «ألف» : و الجمع .

6.. «ب» : العتم .

7.. تَندَّحت الغنمُ في مَرابضها و مَسارحها و انتدحت : كلاهما تبدَّدت و انتشرت و اتَّسعت من البطنة . و التبديد : التفريق ، و بَدَّد الشيءَ فتَبَدَّد : فرَّقه فتفرَّق ، و تَبدَّدَ القومُ: إذا تَفرَّقوا ، و تبدَّدَ الشيءُ : تفرَّقَ . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۶۱۳ ندح ؛ و ج ۳ ، ص ۷۸ (بدد) .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
36

مَعبرا إلى الآخرة، و جَعَلَ تلوّنَها دليلاً على قلّة لبثها، فالعاقل۱ مَن يَرفَع منها زادا لمعاده، و لا يُتبِعُ نفْسَه هواها ؛ فإنّها لا تَبقى على حال، بينا تَرى الشيءَ فيها رائقا فائقا يُعجِب الناظرَ و يُشغِل الخاطرَ، فتَكُرُّ۲ النظرَ إليه، فلا تَعرِفه لتَنكُّره و تغيّره.

و روى ثابت البناني عن أنس بن مالك: أنّ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله سابَقَ رَجُلاً فسَبَقَه رسولُ اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فسُرَّ بذلك المُسلِمونَ، ثمّ قال الرجل للنبيّ عليه‏السلام: أ تَعودُ۳ يا رسولَ اللّه‏ِ؟ قال: نَعَمْ. فسابَقَه، فسَبَقَه الرجلُ، فكَرِهَ ذلك رَسولُ اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، و كَرِهَه أصحابُه، فقال: إنّ حقّا على اللّه‏ تعالى أن لا يَرفَعَ شيئا۴ من الدنيا إلاّ وَضَعَه.

و قوله عليه‏السلام: «حقّا» نكرة، و إنّما جاز أن يُجعَلَ اسم «إنّ» لمكان أنّه قد تحدّد بقوله عليه‏السلام: على اللّه‏ تعالى.

و فائدة الحديث: إعلام أنّه ليس شيء من اُمور الدنيا إلاّ و هو متغيّر عن حالته الاُولى، و حثٌّ على قطع علائقها و بَتِّ۵ وثائقها.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۶۵۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ لِجَوابِ الكِتابِ حَقّاً كَرَدِّ السَّلاَمِ.۶

هذا مِن الآداب الّتي لا يَزالُ يُكرّرها على الأسماع، فيقول: كما أنّ جواب سؤال الحاضر

1.. «ألف» : و العاقل .

2.. «ألف» : فتنكر .

3.. «ألف» : أ نعوذ . و في المصدر : العود .

4.. في المصدر : لا يرتفع شيء .

5.. «ب» : بثّ .
البَتّ : القطع المستأصل ، يقال : بَتَتُّ الحبل فانبَتَّ أي قطعتُه .

6.مسند الشهاب ، ص ۱۱۹ ، ح ۱۰۱۰ ؛ الأدب المفرد للبخاري ، ص ۲۳۹ ، ذيل ح ۱۱۵۱ و فيه عن ابن عبّاس مع اختلاف يسير ؛ التاريخ الكبير ، ج ۷ ، ص ۷ ، ح ۲۸ (كما في الأدب المفرد) ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۳۶۷ ، ح ۲۳۹۷ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۰ ، ص ۲۴۳ ، ح ۲۹۲۹۳ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۲۳۵ ، ح ۷۱۶ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10852
صفحه از 465
پرینت  ارسال به