331
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

۸۸۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اَللّهُمَّ خِر لي وَ اختَر لي.۱

يقال: استخارَ اللّه‏َ العبدُ فخار له يَخير خيراً ؛ أي طَلَبَ الخير منه فأعطاه، و اختار أخَصُّ مِن خارَ، و كذلك الافتعال فيه اختصاص ليس في الفعل، يقال: قَطَعَ و هو عامّ، و اقتطع إذا قطع إلى نفسه.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله على سبيل الاتّكال على اللّه‏ تعالى و الانقطاع إليه: اللّهمّ إنّ وجوه الصواب خافيةٌ فَخِرْ لي. ثمّ استدعى على الاختصاص فقال: و اختر لي الصلاح و الصواب. و هذه الكلمة تُذكَر في الاستخارة، و ذكرُ العافية۲ شرطٌ في الاستخارة.

و روي: أنّ رجلاً سأل ربّه طَرَسوسَ۳ و لم يَستخر، فأعطاها۴ إيّاه فتنصّر۵،۶ و لو استخار في عافية لَعُوفِيَ.

و روى محمّد بن كعب قال: قال داود عليه‏السلام: يا ربّ، هب لي ابناً. فوُلد له ابن۷، فلمّا كبر خرج عليه فبعث إليه جيشاً فقُتل، فقال: يا ربّ، سألتُ ابناً، فوهبتَ لي ابناً خرج عَلَيَّ؟! فقال: إنّك لم تَستثنِ! و كان ينبغي أن يقول۸ كما قال زكريّا عليه‏السلام: «وَ اجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّا»۹،۱۰ و هذا

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۳۴ ، ح ۱۴۷۱ ؛ سنن الترمذي ، ج ۵ ، ص ۱۹۶ ، ح ۳۵۸۲ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۱ ، ص ۴۶ ،ح ۴۴ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۳۱۵ ، ح ۶۵۵۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۶ ، ص ۶۳۱ ، ح ۱۷۱۴۸ ؛ فتح الباري ، ج ۱۱ ، ص ۱۵۶ ؛عمدة القاري ، ج ۷ ، ص ۲۲۲ . الكافي ، ج ۳ ، ص ۴۷۱ ، ح ۳ ؛ المقنعة ، ص ۲۱۹ ؛ فتح الأبواب ، ص ۱۵۵ .

2.. «ألف» : العاقبة .

3.. طَرَسوسُ : فَعَلول بفتح الفاء و العين ، مدينة على ساحل البحر ، كانت ثغرا من ناحية بلاد الروم قريبا من طرف الشام ، و هي بالإقليم المسمّى في وقتنا سِيسُ ، و يُنسب إليها بعض أصحابنا ، و في البارع قال الأصمعي «طُرسُوس» وزان عصفور ، و امتنع من فتح الطاء و الراء ، و الأوّل اختيار الجمهور . المصباح المنير ، ج ۲ ، ص ۳۷۱ طرس .

4.. «ألف» : فأعطاه .

5.. تَنَصَّرَ : دخل في النصرانية ، و نصّره : جَعَله نصرانيا ، انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۲۱۲ نصر .

6.. نقل بالمعنى . راجع : عيون الأخبار لابن قتيبة ، ج ۲ ، ص ۳۹۴ .

7.. «ألف» : فوهب له ابنا .

8.. «ألف» : تقول .

9.. مريم۱۹ : ۶ .

10.. لم نعثر عليه ، نعم روي قريب منه في تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم ، ج ۷ ، ص ۲۳۹۸ ؛ الدرّ المنثور ، ج ۴ ، ص ۲۵۹ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
330

ثمّ قال عليه‏السلام: «أن أجهَل أو يُجهَل علَيَّ»، و هذه استعاذة من أن يَجهل عليه‏السلام، و حاشاه الجهل أو يَجهل عليه غيره، و كلّ ذلك طلب التوفيق من اللّه‏ تعالى.

و معناه: الالتجاء إلى اللّه‏ تعالى في جميع الحالات.

و راويته: اُمّ سلمة رضي اللّه‏ عنها، قالت: ما خرج رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله من بيتي صباحاً إلاّ رفع بصره إلى السماء و قال ذلك.

۸۸۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ تَعجيلَ عَافِيتِكَ، وَ صَبراً عَلى بَليَّتِكَ، وَ خُروجاً مِنَ الدُّنيا إِلى رَحمَتِكَ.۱

«البليّة» و البلوى و البلاء واحد، /۴۲۶/ و هو ما يُمتحن به الإنسان، و أصل البلاء: الاختبار بالخير و الشرّ، يقال: بلاه اللّه‏ بلاءً۲ و أبلاه بلاءً حسناً.

و قال زهير: فأبلاهما خير البلاء الذي يبلو۳ ؛۴ أي خير الصنيع الذي يَختبر به عباده. فأمّا البليّة و البلوى فهما للشرّ، و يقال للغمّ: البلاء ؛ و ذُكر أنّه قيل له ذلك لأنّه يُبلي الجسمَ ؛ يعني أنّه من البِلى.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اللّهمّ إنّي أسألك أن تعجِّل لي العافية، و تُصبِّرني على ما ابتليتني به، و أن تخرجني من الدنيا إلى الرحمة و المغفرة.

و راويه: أنس بن مالك، قال: دخل رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله على أمير المؤمنين عليه‏السلام و هو شاكٍ، فقال له: قل: اللّهمّ... الدعاء إلى آخره.

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۳۳ ، ح ۱۴۷۰ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۳ ، ص ۲۰۳ ، الكامل لابن عُدي ، ج ۳ ، ص ۲۲۰ ؛ كتابالدعاء للطبراني ، ص ۴۲۸ ، ح ۱۴۵۲ ؛ موارد الظمآن ، ج ۸ ، ص ۸۵ ، ح ۲۴۳۷ ؛ كنز العمّال ، ج ۲ ، ص ۱۹۰ ، ح ۳۶۹۸ . الكافي ، ج ۲ ، ص ۵۶۷ ، ح ۱۶ ؛ عدّة الداعي ، ص ۲۵۸ ؛ المصباح للكفعمي ، ص ۳۰۱ .

2.. «ب» : ـ بلاءً .

3.. «ألف» : «تبلواه» . و في المصادر هذا شعر ، و صدر البيت : «جزى اللّه‏ بالإحصان ما فعلا بكم» .

4.. معجم مقاييس اللغة ، ج ۱ ، ص ۲۹۴ ؛ الكشّاف ، ج ۲ ، ص ۱۵۰ و ۳۶۸ ؛ تفسير القرطبي ، ج ۱۵ ، ص ۱۰۶ ؛ و ج ۱۶ ، ص ۱۴۳ ؛ البحر المحيط ، ج ۱ ، ص ۳۴۶ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10948
صفحه از 465
پرینت  ارسال به