إمّا في الدنيا و إمّا في الآخرة، و إنّما كان غرضه الّذي رماه حقير شهوة لا قدر لها، و قد رُوي لهذا الحديث سبب و قصّة، و هو أنّه أصاب النبيَّ صلىاللهعليهوآله جوعٌ، فوَضع الحَجَرَ على ذلك، ثمّ قال ذلك.۱
و فائدة الحديث ظاهرة، و هي الوعظ الآخذ بمَجامع القلوب المحرِّقُ للجيوب۲.
و راوي الحديث: أبو البُحَير، و كان من أصحابِ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و رضي عنهم: ألا رُبَّ شهوة۳ ساعةٍ أورثتْ حزناً طويلاً.
۸۶۰.قوله صلىاللهعليهوآله: رُبَّ قائِمٍ لَيسَ لَهُ مِنَ قيامِهِ إِلاَّ السَّهَرُ، وَ رُبَّ صَائِمٍ لَيسَ لَهُ مِن صيامِهِ إلاَّ الجُوعُ وَ العَطَشُ.۴
هذا يجوز أن يكون إشارةً إلى أنّه لا يَعرِف اللّهَ تعالى، فيفعل ما يفعل عادةً و مرناً، و يجوز أن يرائي بذلك فلا فائدة له فيه، وقد تَقدَّم الكلام في الرياء، و أنّ اللّه تعالى لا يَقبل من العمل إلاّ الخالص الّذي تقرّب به۵ إليه.
و فائدة الحديث: إعلام أنّه لا يُغني العمل من دون المعرفة و الإخلاص.
و راوي الحديث: ابن عمر.
۸۶۱.قوله صلىاللهعليهوآله: رُبَّ طاعِمٍ شَاكِرٍ أَعظَمُ أَجراً مِن صائِمٍ صابِرٍ.۶
يقول صلىاللهعليهوآله: رُبَّ عبدٍ للّه تعالى يأكل الطعام و يشكر اللّه تعالى أعظم أجراً من صائم يصوم