279
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

و روى الحسن عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، قال: يحاسِب اللّه‏ُ تعالى الناسَ يومَ القيامةِ على ثلاثة نفر۱: يوسفَ و أيّوبَ و سليمانَ، فأوّلُ مَن يُدعى المملوكُ فيقول الربُّ تعالى: ما شَغَلَكَ عن عبادتي و طاعتي؟ فيقول: يا رَبِّ، جعلتني تحت يَدَيْ آدميٍّ فلم يفرِّغني۲ لك۳! فيدعو يوسفَ عليه‏السلام فيقول: هذا كان عبداً، فلم يمنعه من عبادتي و طاعتي۴ ؛ اذهَبْ فلا عُذرَ لك! فيؤمر به إلى النار، ثمّ يدعا بصاحب البلاء و المحنة، فيقول له الربُّ تعالى: ما شَغَلَكَ عن عبادتي و طاعتي؟ فيقول: يا ربِّ، شَغَلتَني بالبلاء! /۴۱۷/فيدعا أيّوب عليه‏السلام فيقول: قد ابتَلَيتُ هذا بأشدَّ مِن بلائك، فلم يَمنَعه ذلك عن عبادتي و طاعتي ؛ اذهب فلا عذر لك! فيؤمَرُ به إلى النار، ثمّ يدعا بالّذي أعطاه الملك و الغنى و السعة، فيقول له: ما شَغَلك عن عبادتي و طاعتي؟ فيقول: يا ربِّ، قد أعطيتَني و ملّكتني، فشَغَلَني ذلك عن عبادتك و طاعتك! فيدعا سليمان عليه‏السلام فيقول: هذا سليمانُ، أعطيتُه أكثرَ ممّا أعطيتُك، فلم يشغله ذلك عن عبادتي و طاعتي ؛ اذهب فلا عذر لك! فيؤمر به إلى النار.۵

و فائدة الحديث: أمر المملوك بطاعة المالك۶ مع توفير۷ العبادة للخالق.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن عمر.

۸۴۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِذَا تَقارَبَ الزَّمانُ انتَقَى المَوتُ خِيارَ اُمَّتي كَما يَنتَقي أَحَدُكُم خيارَ الرُّطَبِ مِن الطَّبَقِ.۸

قوله عليه‏السلام: «تَقارَبَ الزمانُ» تَقاصَرَ و لم يَبقَ إلى القيامة إلاّ قليل، يقال: تقاربتْ إبلُ فلانٍ ؛ أي

1.. «ألف» : على حال ثلاثة يقر .

2.«ب» : لم يفرّغني .

3.. «ألف» : لذلك .

4.. «ألف» : طاعتي و عبادتي .

5.. تفسير الرازي مفاتيح الغيب ، ج ۲۱ ، ص ۱۳۴ و ۱۳۵ مع تفاوت يسير . و راجع : البداية و النهاية ، ج ۹ ، ۲۵۳ .

6.. «ألف» : الملك .

7.. في «ألف» يُقرأ أيضا : توقير .

8.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۹۹ ، ح ۱۴۰۴ و ۱۴۰۵ ؛ أمثال الحديث للرامهرمزي ، ص ۱۲۶ ، ح ۹۱ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۴ ،ص ۲۲۸ ، ح ۳۸۵۰۶ . الدعوات للراوندي ، ص ۲۳۵ ، ح ۶۵۰ ؛ بحار الأنوار ، ج ۶ ، ص ۳۱۶ و فيه عن الدعوات .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
278

و فائدة الحديث: أمر الولاة و الحكّام بقَذْع النفس۱ عن الغضب، و أمرُ كلّ راعٍ حتّى الواحد من العوامّ ؛ لأنّه راعٍ بقدر مُكنته.

وراوي۲ الحديث: عطيّة السَّعديُّ.

۸۴۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِذَا نَصَحَ العَبدُ لِسَيِّدِهِ، وَ أَحسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ، كانَ الأَجرُ مَرَّتَينِ.۳

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إذا نَصح المملوكُ لمالكه، و عَبَدَ اللّه‏َ تعالى من غير أن تَشغَله طاعةُ سيّده عن طاعة خالقه، وُفِّيَ الأجرَ مرّتين ؛ أجرٌ على طاعة اللّه‏ تعالى، و أجر على مناصحة السيّد الّذي اشتراه. و «النُّصح»: احتياط في فعل أو قول فيه صلاح لحريف المحتاط، يقال: نَصَحتُه۴ و نَصَحتُ له، و الثانية أعلى نُصحاً و فصاحةً۵، و الاسم النصيحة، و النصيح: الناصح، و يقال للعسل الخالص: الناصح، و كلّ شيء خلص فقد نَصَحَ۶.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إذا قام العبد بطاعة مالكه و عبادة خالقه اُجِرَ أجرَين اثنين.

و روى أبو هريرة، قال: قال رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: /۵۰۱/ عُرِضَ عَلَيَّ أوّلُ ثلاثةٍ يَدخلون الجَنّةَ و أوّلُ ثلاثة يدخلون النار، فأوَّلُ ثلاثة يدخلون الجنّة: فالشهيدُ، و عبدٌ مملوك لم يَشغَله رِقُّ الدنيا عن طاعة اللّه‏ تعالى، و فقير ذو عيال ؛ و أوّلُ ثلاثةٍ يدخلون النارَ: فأمير مسلّط، و ذو ثروة من مال لا يؤدِّي زكاتَه، و فقير مختال.۷

1.. بقَذْع النفْس أي بكفّها . انظر : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۲۶۲ قذع .

2.. «ألف» : راوية .

3.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۹۸ و ۲۹۹ ، ح ۱۴۰۰ ـ ۱۴۰۳ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۰ ؛ و ج ۲ ، ص ۱۴۲ ؛ صحيحالبخاري ، ج ۳ ، ص ۱۲۴ ؛ الأدب المفرد ، ص ۵۲ ، ح ۲۰۲ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۱۲ ، ص ۳۶۰ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۶۴ ، ص ۳۵۰ ، ح ۸۱۸۹ .

4.. «ألف» : نصحت .

5.. «ألف» : نصاحةً .

6.. رسائل المقريزي ، ص ۲۹۴ .

7.. روي مع تفاوت في بعض الألفاظ لا يضرّ بالمعنى . راجع : الجهاد لابن المبارك ، ص ۸۴ ، ح ۴۶ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ،ج ۸ ، ص ۳۵۱ ، ح ۲۳۷ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۴۲۵ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۳۸۷ ؛ معدن الجواهر ، ص ۳۲ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۴ ، ص۸۲ ؛ التخويف من النار ، ص ۲۸۲ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10975
صفحه از 465
پرینت  ارسال به