271
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

و هذا الكلام تحقير منه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله للدنيا، يقول عليه‏السلام: مَثلي و مثل الدنيا كالمسافر۱ في الصيف نَزل في صميم الهاجرة تحت شجرة حتّى يَستريح تحتها، ثمّ راح و مرّ و تركها غير ملتفت إليها۲، فالدنيا هي الشجرة في سواء بادية، و صاحب الدنيا ينبغي أن لا يكترث لها بأكثر من المقيل تحتها.

و روى ابن مسعود، قال: اضطجع النبيُّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله على حصير، فأثّر الحصيرُ بجنبه،۳ فلمّا استيقظ قلتُ:۴ يا رسول اللّه‏، أ لا آذنتني قبل أن تنام على هذا الحصير فأبسط لك عليه شيئاً يَقيك۵؟ فقال۶ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ما لي و للدنيا،۷ و ما للدنيا و ما۸ لي؟!۹ فإنّ۱۰ مَثَلي و مَثَلُكم و مَثَلُ الساعةِ كقومٍ خافوا عَدُوّاً فبَعثوا اُربيَّةً۱۱ لهم، فلمّا فارَقَهم إذا هو۱۲ بنواصي الخيل، فخَشِيَ أن يَسبِقَه العدوُّ إلى أصحابه، فلَمَعَ بثوبِه: يا صاحباه، يا صاحباه!۱۳ كأنّ الساعةَ كانت۱۴ تَسبِقُني إليكم.۱۵

1.. «ألف» : بالمسافر .

2.. «ألف» : ـ إليها .

3.. في المصدر : بجلده .

4.. في المصدر : «جعلت أمسح عنه و أقول» بدل «قلت» .

5.. في المصدر : + منه .

6.. في المصدر : + رسول اللّه‏ .

7.. في المصدر : و ما للدنيا .

8.. «ب» : ـ ما .

9.. إلى هنا رواية ابن مسعود بزيادة : «ما أنا و الدنيا إلاّ كراكب استظلّ في فيء شجرة ، ثمّ راح و تركها» . المعجم الأوسط للطبراني ، ج ۹ ، ص ۱۲۳ . و راجع : سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۳۷۶ ، ح ۴۱۰۹ ؛ علل الدارقطني ، ج ۵ ، ص ۱۶۳ ؛ إمتاع الأسماع ، ج ۲ ، ص ۲۸۷ .

10.. في المصدر : إنّما .

11.. «ألف» : أرئية . و في المصدر : ربيئة .
و اُربيَّة الرجُل : أهل بيته و بنو عمّه ، لا تكون الاُربيّة من غيرهم . انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۳۰۷ ربو .

12.. في المصدر : قاربهم إذا هم .

13.. في المصدر : «و نادى» بدل «يا صاحباه» .

14.. في المصدر : «و إن كادت الساعة» بدل «كأنّ الساعة كانت» .

15.. من قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : «فإنّ مثلي» إلى هنا حديث آخر مستقلّ . راجع : كتاب الفتن للمروزي ، ص ۳۸۵ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
270

كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ»۱.

و المعنى: مَن أوفى الصلاة ـ أي أتمّها و وفّاها حقوقها من الركوع و السجود و الأركان و القراءة و الخشوع و الخضوع ـ أخذ ثوابها تامّاً كملاً، و من نقصها فله۲ الويل.

و حكي: أنّ اللُّصوص ساقوا أربعمئة بعير و أربعين غلاماً لأبي اُمامةَ الباهليِّ، فدخل على رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله حزيناً، فسأله عن حزنه؟ فأخبره بما وقع له، فقال: حَسبتُ /۴۹۸/ أنّك فاتتك التكبيرة الاُولى! فقال: يا رسول اللّه‏، فَوتُها أشَدُّ مِن هذا كُلِّه؟ قال عليه‏السلام: و مِن مل‏ء الأرض جِمالاً.۳

و قال عليه‏السلام: أسوَأُ الناسِ سَرِقةً مَن سَرَقَ۴ مِن صلاتِه.۵

و فائدة الحديث: الأمر بتَوفية الصلاة حقوقَها.

وراوي الحديث: الحسن البصري.

۸۴۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَا مَثَلِي وَ مَثَلُ الدُّنيا إِلاَّ كَراكبٍ قالَ في ظِلِّ شَجَرَةٍ في يَومٍ حارٍّ، ثُمَّ راحَ وَ تَرَكَها.۶

«قالَ يَقيل» من القيلولة ؛ و هي نوم نصف النهار قبل الزوال، و قيل: إنّ «قال» معناها: استراح من غير نوم، و قد يقال «قال» إذا استراح ؛ قال تعالى: «أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرّا وَ أَحْسَنُ مَقِيلاً»۷، و لا نوم في الجنّة. و «راح»: أمسى.

1.. المطفّفين ۸۳ : ۱ ـ ۳ .

2.. «ألف» : له .

3.. لم نعثر عليه إلاّ في روح الأحباب لأبي الفتوح الرازي المخطوط .

4.. في المصادر : الذي يسرق .

5.. مسند أبي داود الطيالسي ، ص ۲۹۴ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۳۱۰ ؛ منتخب مسند عبد بن حميد ، ص ۳۰۵ ؛ مسندالشاميّين ، ج ۳ ، ص ۳۰۷ ، ح ۲۳۴۷ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۱۵۸ ، ح ۱۰۴۰ .

6.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۹۰ ، ح ۱۳۸۴ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۳۰۱ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۸ ، ص ۴۱۶ ، ح ۴۹۹۸ ؛صحيح ابن حبّان ، ج ۱۴ ، ص ۲۶۵ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۸ ، ص ۱۲۴ ، ح ۷۲ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۰ ، ص ۱۶۲ . مشكاة الأنوار ، ص ۴۶۳ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۶ ، ص ۲۳۹ .

7.. الفرقان ۲۵ : ۲۴ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10905
صفحه از 465
پرینت  ارسال به