فحَذَفَ المضافَ و أقام المضافَ إليه مقامه.
فيقول صلىاللهعليهوآله: مثل الجليس الصالح كمثل الداريّ و هو العطّار منسوب إلى دارِين و هي فُرضة۱ بالبحرين، كانت بها سوق يُحمل إليها المسك من ناحية الهند فنُسب إليها، [و] العطّار /۴۱۵/إن لم يُعطِك مِن عِطره استرحتَ إلى رائحةِ متاعه، و علقك منها. و أحذيته: أعطيته، و الحُذياء اسم لما تعطيه، و يقال للقِسم من الغنيمة: الحُذياء.
ثمّ قال عليهالسلام: «و مثل الجليس السَّوء كمثل الكير»، و هو المنفاخ الّذي يَنفخ به الحدّاد، و ربّما كان زِقّاً۲، و لذلك قال:
كأنّ حَفيفَ۳ مَنخرِه إذا ما
كَتَمنَ الرَّبْوَ۴ كيرٌ مُستعارُ
و الكُور هو مستوقد ناره، هذا هو الصحيح ؛ فشَبّه جليسَ السوء بالمنفاخ الّذي يهيِّج النارَ، و يُثير الشرار، و يدخِّن ؛ فقال عليهالسلام: هو و إن لم يُحرقك بشرار۵ النار، آذاك بالدخان و النتن.
و في رواية اُخرى: كمثل صاحب الكير.۶
كذلك مثل الصالح من الجلساء و إن لم يُلجِئك إلى الخير و لا يعطيك خيره، فإنّه تَضوع۷ إليك رائحةُ صلاحِه و تَعْلق بك ؛ و بالعكس: الجليس الطالح إن لم يكلّفك الفساد،
1.. فُرضة البحر : مَحطّ السُّفُن ، و فرضة الجبل ما انحَدر من وسطه و جانبه . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۲۰۶ فرض .
2.. الزِّقّ من الاُهُب : كلّ وعاء اتُّخذ لشراب و نحوه ، و سِقاء أو جلد يُجَزّ شعره و لا ينتف نتف الأديم للشراب أو غيره . انظر :لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۱۴۳ زقق .
3.. «ألف» : خفيف . و الحَفيف : صوت الشيء تسمعه كالرَّنَّة أو الريح أو طيران الطائر أو الرمية أو التهاب النار و نحو ذلك . انظر : لسان العرب ،ج ۹ ، ص ۵۶ حفف .
4.. الربو و الربوة : البُهر و انتفاخ الجوف . لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۳۰۷ ربو . و البيت لبشير بن أبي خازم .
5.. «ألف» : شرار .
6.. مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۴۰۸ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۴۴۲ ، ح ۴۸۲۹ ؛ مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۸۸ و ۲۸۹ ، ح ۱۳۷۹و ۱۳۸۱ ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۵۲۲ ، ح ۲۳۳۷ .
7.. «ألف» : تصوع .
و ضاعَ المِسكُ و تَضوّع و تضيّع : تحرّك فانتشرت رائحته . لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۲۳۹ ضوع .