265
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

ليضربها الفَحلُ، و جَمَلٌ عائر إذا ترك الشول إلى اُخرى، [و]الشَّوْل: النوق الّتي خَفَّ لبنها، و ارتفع ضرعها، و أتى عليها من نتاجها سبعة أشهر أو ثمانية، الواحدة شائلة، و هو جمع على غير قياس۱. و عار الفَرَسُ أي انفلت۲ و ذهب هنا و ثَمّ مَرَحاً و نشاطاً، و يقال للأسد عَيّار لمجيئه و ذهابه في طلب /۴۹۶/ الصيد، و الرجل العيّار من هذا و هو الكثير التطواف و الحركة الذكيّ الجَلْد المتبصّر في شأنه.

شبّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله المنافق الّذي يأتي هؤلاء بوجه و هؤلاء بوجه بالشاة العائرة المتقلّبة۳ بين القطيعين ؛ فتارةً تدخل فيما بين هذا القطيع۴، و اُخرى في ذلك، فكذلك المنافق يقول للمسلمين: أنا منكم! و للكفّار: أنا منكم!

و فائدة الحديث: تعيير المنافق، و التحذير من فعله.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن عمر، و فيه: بين الغَنَمَين لا تَدري أيَّهما تَتبع؟ و يروى: كالشاة العائرة بين القَطيعين.

۸۳۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَثَلُ المَرأَةِ كَالضِّلعِ ؛ إِذَا أَرَدتَ أَنْ تُقِيمَهُ كَسَرتَهُ، وَ إِن استَمتَعتَ بِهِ استَمتَعتَ بِه وَ فِيهِ أَوَدٌ.۵

«الضِّلع»: واحدة الأضلاع، و هي العظام المقوَّسة في الجنب ؛ و إنّما لم يؤنِّثها لأنّ تأنيثها غير حقيقي.

1.. وردت عبارة «الشول النوق الّتي . . . على غير قياس» في متن «ألف» و حاشية «ب» .

2.. «ب» : انقلب .
و انفَلَتَ أي تخلَّصَ من الشيء فَجأةً من غير تمكُّث . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۶۶ فلت .

3.. «ألف» : المنفلتة .

4.. القطيع : الطائفة من الغنم و النعم و نحوه ، و الغالب عليه أنّه من عشر إلى أربعين . لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۲۸۱ قطع .

5.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۸۶ ، ح ۱۳۷۵ و ۱۳۷۶ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۹ ، ص ۴۸۷ ؛ صحيح البخاري ، ج ۴ ، ص ۱۰۳ ؛صحيح مسلم ، ج ۴ ، ص ۱۷۸ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۴ ، ص ۱۸۴ ، ح ۴ ؛ السنن الكبرى للنسائي ، ج ۵ ، ص ۳۶۱ ، ح ۹۱۴۰ . الكافي ، ج ۵ ، ص ۵۱۳ ، ح ۱ مع اختلاف يسير في الجميع عدا الأوّل .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
264

فالريح تطيّرها هنا و ثَمّ ؛ و ذلك للاعتقادات و الأحوال الّتي ينقلب لها، و لسرعة انقلابه و قلّة ثبوته و دوامه على حالة واحدة. و قيل: إنّما سمّي قلباً لتقلّبه.۱

و فائدة الحديث: إعلام أنّ القلب سريع الانقلاب ؛ لا يبقى على وجه واحد.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۸۳۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَثَلُ القُرآنِ مَثَلُ الإِبِلِ المُعَقَّلَةِ ؛ إِن عَقَلَها صَاحِبُها أَمسَكَها، وَ إِنْ تَرَكَها ذَهَبَت.۲

شبّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله القرآن و حفظه بالإبل المعقولة و المعقَّلة للمبالغة ؛ إن ثابر۳ عليه القارئ و واظَبَ بقي محفوظاً، و إن أغفله تَفلَّتَ۴ و ذَهَبَ القرآن شديد التفلُّت۵ إلاّ أن يُقرأ ليلاً و نهاراً و يُدرَس.

و فائدة الحديث: الأمر بالمحافظة على القرآن و المداومة على قراءته آناء الليل و النهار.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن عمر.

۸۳۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَثَلُ المُنافِقِ كَمَثَلِ الشَّاةِ العَائِرَةِ بَينَ الغَنَمَينِ.۶

عارَ في الأرض يَعير أي ذَهَبَ، و عارت الناقة فهي «عائرة» إذا خرجت إلى إبل اُخرى

1.. قاله ابن العربي في الفتوحات المكّيّة ، ج ۲ ، ص ۱۷۱ .

2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۸۴ ، ح ۱۳۷۰ ؛ كتاب الموطّأ للمالك ، ج ۱ ، ص ۲۰۲ ، ح ۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۱۷ ؛ وج ۲ ، ص ۳۰ ؛ صحيح البخاري ، ج ۶ ، ص ۱۰۹ ؛ صحيح مسلم ، ج ۲ ، ص ۱۹۱ ؛ صحيح ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۲۴۳ ؛ سنن النسائي ، ج ۲ ، ص ۱۵۴ .

3.. المثابرة : الحرص على الفعل و القول و ملازمتهما . و ثابَرَ على الشيء : واظَبَ . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۹۹ ثبر .

4.. «ألف» : تقلَّب .
و التفلُّت و الإفلات و الانفلات : التخلُّص من الشيء فَجأةً من غير تمكُّث . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۶۶ فلت .

5.. «ألف» : التقلُّب .

6.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۸۵ و ۲۸۶ ، ح ۱۳۷۱ ـ ۱۳۷۴ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۴۷ ؛ و ج ۲ ، ص ۸۲ ؛ سنن الدارمي ،ج ۱ ، ص ۹۳ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۱۲۵ ؛ سنن النسائي ، ج ۸ ، ص ۱۲۴ ؛ أمثال الحديث للرامهرمزي ، ص ۸۳ ، ح ۴۴ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10965
صفحه از 465
پرینت  ارسال به